حادثة البحر الأسود.. واشنطن ترفض الإفصاح عن مهمة المسيّرة وموسكو تنفي المسؤولية عن سقوطها

قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للجزيرة، الثلاثاء، إن تصادما وقع بين مقاتلة روسية وطائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9" (MQ-9) فوق البحر الأسود، وإن الحادث أدى إلى فقدان هذه المسيّرة، في حين قالت موسكو إن المسيّرة كانت تطير بالقرب من شبه جزيرة القرم.
وكانت المسيرة الأميركية -وفق مسؤول البنتاغون- تنفذ مهمة استطلاع في الأجواء الدولية فوق البحر الأسود، حسب قوله، وقد وقع التصادم بعد تعقّب مقاتلتين روسيتين هذه المسيرة بطريقة "غير مهنية ولا آمنة".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الحادث نتيجة "تصرف متهور وغير آمن وغير احترافي من الجانب الروسي". وذكر أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قدم إحاطة للرئيس جو بايدن بشأن حادث التصادم.
وأضاف كيربي أن وزارة الخارجية تنوي التواصل مع المسؤولين الروس بشأن الحادث، مؤكدا أن المسيرة لم تكن تشكل تهديدا لأحد وكانت تعمل بالأجواء الدولية، وفق قوله.
وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل العمل في البحر الأسود وفقا لما تنص عليه القوانين الدولية، وأنه إذا كانت روسيا تريد بعث رسالة لواشنطن بعدم الطيران فوق البحر الأسود فإن هذه الرسالة فشلت، حسب تعبيره.
طبيعة المهمة
من جهته، أوضح البنتاغون أن الروس لم ينتشلوا حطام المسيرة من البحر الأسود، كما أكد البنتاغون أنه لن يفصح عما إذا كانت المسيرة التي أسقطت فوق البحر الأسود تحمل ذخيرة، كما أنه يرفض الإفصاح عن طبيعة المهمة التي كانت تنفذها.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها استدعت السفير الروسي في واشنطن إلى وزارة الخارجية للتعبير عن "اعتراضها الشديد" بعد الحادث الذي تعرّضت له المسيّرة الأميركية فوق البحر الأسود.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين "سنستدعى السفير الروسي" مضيفا أن السفير الأميركي في موسكو نقل أيضا احتجاجات واشنطن في رسالة إلى الخارجية الروسية.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها رصدت مسيرة أميركية قرب شبه جزيرة القرم "تتجه نحو حدودنا" وهي تغلق نظام التعريف الخاص بها.
وأضافت الوزارة أن الطائرات الروسية المقاتلة لم تستخدم ذخيرتها ولم تتواصل مع المسيرة الأميركية، موضحة أنها سقطت بسبب مناورتها واصطدمت بسطح الماء.
وفي تعليق للسفير الروسي في واشنطن، فقد قال إن روسيا لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" CNN عن السفير الروسي في واشنطن قوله إن "روسيا أبلغت عن المنطقة بأنها مجال عمليات عسكرية خاصة وحذرنا من دخولها"، مضيفا "نسأل عن الموقف الأميركي لو اقتربت مسيرات روسية من نيويورك أو سان فرانسيسكو".