قتل 6 أشخاص وانتحر.. مهاجم الكنيسة في هامبورغ مبشّر مسيحي زارته الشرطة سابقا

7 people killed in the shooting attack at the church in Hamburg
الشرطة الألمانية في موقع الهجوم (الأناضول)

تكشّفت تفاصيل عن المسلح الذي قتل 6 على الأقل من جماعة شهود يهوه داخل كنيستهم في مدينة هامبورغ الألمانية ثم انتحر، فقد تبين أنه كان ينتمي إلى هذه الجماعة ويبشر بمعتقداتها قبل أن يتركها، وأن الشرطة زارته في منزله قبل أسابيع.

وقالت الشرطة إنه يدعى فيليب إف (35 عاما)، وقد نفذ هجومه على الكنيسة مساء الخميس الماضي، وقتل ضمن من قتلهم جنين امرأة حاملا في شهرها السابع أصيبت بجروح خطيرة.

وبحسب معلومات أفاد بها شخصيا، فقد نشأ فيليب في أسرة إنجيلية "صارمة"، وكانت تأتيه "أحلام تنبوئية" أثناء طفولته.

وفقد الرجل الأعزب آخر وظيفة ثابتة له عام 2020، وأصبح مستشارا ماليا منذ ذلك الحين.

وعلى موقعه على الإنترنت، يعرض تقديم خدماته في الإدارة والتمويل والمحاسبة لقاء رسوم باهظة قدرها 250 ألف يورو في اليوم.

وعزا هذه التكلفة إلى قدرته على "توليد قيمة مضافة تبلغ 2.5 مليون يورو" للشركات التي يقدم لها المشورة، من خلال نهجه "الكلي" الذي يشمل "اللاهوت والقانون".

وتكثر على موقعه الإشارات إلى الكتاب المقدس وكرة القدم، ويدعو إلى "تحقيق أقصى قدر من السعادة في حياة الإنسان والحيوان"، كما يتوقع "تغييرا كبيرا في بنية العالم الذي نعيش فيه"، وكذلك تغييرا في السماء، بحسب قوله.

فيليب إف (35 عاما) أطلق النار في كنيسة شهود يهوه ثم انتحر (الصحافة الألمانية)

كتاب في الدين والإدارة

وكان فيليب إف يروج لكتاب نشره بنفسه على موقع أمازون بعنوان "الحقيقة عن الله والمسيح والشيطان"، وهدفه تنوير "أي شخص يشغل وظيفة إدارية في مجالات الاقتصاد والعلوم والسياسة والترفيه"، من خلال 292 صفحة.

وفي الكتاب الذي أزاله موقع أمازون لكن تمكنت مجلة دير شبيغل (Der Spiegel) ووسائل إعلام ألمانية أخرى من قراءته، قال إنه أجرى "رحلة خاصة إلى الجحيم استمرت أكثر من 3 سنوات"، مشيرا إلى وجود "حكومة سماوية عليا" مكونة من 101 مليون كائن روحي.

ورأى في كتابه أن جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا عقاب إلهي، كما أورد فيه خطابا مؤيدا لروسيا و"كارها للنساء"، ومتخوفا من حرب عالمية ثالثة، وفقا لمجلة دير شبيغل.

وتقول الشرطة الألمانية إن المسلح غادر جماعة شهود يهوه قبل حوالي عام ونصف، ولم يتم هذا الفراق "بالمعروف على ما يبدو".

وتفيد بعض الروايات أنه هو من قرر مغادرة الجماعة، لكن شهودا آخرين قالوا إن الجماعة استبعدته، وبعض هذه الشهادات تشير إلى أنه استبعد بعد نشر كتابه.

الهجوم أودى بحياة 6 أشخاص على الأقل (رويترز)

لا داعي للقلق

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، تلقت الشرطة رسالة من مجهول يحذر فيها من خطورة هذا الشخص، تقول إنه ربما يعاني من مرض نفسي، وإنه غاضب من "بعض المتدينين أو من شهود يهوه وجهة عمله السابقة".

وعلى إثر ذلك، زارته الشرطة في شقته المتواضعة، لكنها قالت إنها لم تجد أي شيء يدعو للقلق، وذكرت أنه كان "متعاونا".

لكن في المداهمات التي نفذتها الشرطة بعد الهجوم على الكنيسة، عثرت على 15 مخزنا من الذخيرة، كل منها معبأ بـ15 طلقة، بالإضافة إلى 4 مجموعات أخرى من الذخائر تضمّ قرابة 200 طلقة.

والسلاح الذي استخدمه في الهجوم كان مرخصا.

وشهود يهوه جماعة دينية تضع نفسها بين اليهودية والمسيحية، وتدعم الحركة الصهيونية، وتبشر بحكم اليهود للأرض.

وشهدت ألمانيا عددا من حوادث إطلاق النار في السنوات القليلة الماضية. ففي فبراير/شباط 2020، قتل مسلح يشتبه في أنه على صلة باليمين المتطرف 9 أشخاص، بينهم مهاجرون أتراك، في بلدة هاناو، قبل أن يقتل نفسه ووالدته.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، قتل مسلح شخصين عندما فتح النار خارج كنيس في مدينة هاله يوم الغفران اليهودي.

المصدر : الفرنسية