فاغنر تعلن انتزاع مواقع جديدة في باخموت وأنباء عن خلافات بين واشنطن وكييف

تواصل القوات الأوكرانية، اليوم الأحد، التصدي للهجمات الروسية على مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد، وقد أعلنت أنها تحشد المقاتلين لشن هجوم معاكس بعدما سيطرت مجموعة فاغنر الروسية على الجزء الأكبر من شرقي المدينة.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن "الأبطال الحقيقيين هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم".
ونقلت الخدمة الصحفية للجيش الأوكراني عن سيرسكي قوله "يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشن هجوم معاكس، وهو ليس بعيدا".
ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية، فقد سيطرت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، على الجزء الأكبر من شرقي باخموت خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقالت الوزارة إن "القوات الأوكرانية تسيطر على غربي المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر"، في إشارة إلى نهر باخموت.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف القوات الروسية خلال أقل من أسبوع جراء معارك باخموت.
وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي المصور، "في أقل من أسبوع، بدءا من السادس من مارس (آذار)، تمكنا من قتل أكثر 1100 جندي معادٍ في قطاع باخموت وحده".
وأضاف أن 1500 جندي روسي أصيبوا أيضا بجروح بالغة بما يكفي لإبعادهم عن أي عمليات أخرى، كما دُمرت عشرات القطع من العتاد وأكثر من 10 مستودعات ذخيرة روسية.
وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتحرص روسيا على تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.
جدوى المعركة
ووسط سجالات داخل أوكرانيا ومع حلفائها بشأن جدوى معركة باخموت، نشر المركز الإعلامي العسكري التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية بيانا يشرح فيه أهمية الدفاع عن المدينة.
وأوضح المركز، في البيان، أن الدفاع عن باخموت يسهم في ربط القوات الرئيسية والاحتياطيات الكبيرة للروس في مكان واحد، وتكبيدها خسائر كبيرة.
ويؤدي ذلك إلى إجبار القوت الروسية على إجراء عمليات تناوب متكررة للوحدات المشاركة في العمليات الهجومية، ما يسهم في إضاعة الوقت والموارد وإفقادها الإمكانات الهجومية وقدراتها في اتجاهات أخرى، وفقا للبيان.
وقال المركز الإعلامي العسكري إن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي وصلت إلى ما بين 600 و700 مقاتل كل يوم، قتلوا في خطوط الجبهة بأكملها، وفقا للبيان.
وذكر المركز أن القوات الروسية تركز عملياتها على مقاطعة دونيتسك بهدف الوصول إلى الحدود الإدارية لمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وزيادة كثافة العمليات الهجومية في اتجاهات ليمان ومارينكا.
توتر أميركي أوكراني
في تلك الأثناء، نقل موقع بوليتيكو (Politico) عن مصادر مطلعة أن هناك خلافات متزايدة وراء الكواليس بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن أهداف الحرب وكيفية وموعد نهاية الصراع العسكري مع روسيا.
وتحدثت المصادر عن عدد من نقاط التوتر الجديدة، من بينها قضية تخريب خط أنابيب نورد ستريم الروسي وما تعده واشنطن استنزافا للقدرات الأوكرانية في الدفاع عن مدينة باخموت التي لا يراها المسؤولون الأميركيون مهمة من الناحية الإستراتيجية.
ونقل الموقع عن مسؤولين في البيت الأبيض تذمر الإدارة الأميركية من استمرار الطلبات الأوكرانية للأسلحة وعدم إظهار الامتنان المناسب من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما يظهر خلاف آخر بشأن خطة للقتال من أجل استعادة شبه جزيرة القرم التي ترسخت فيها القوات الروسية منذ عام 2014.
معارك ضارية
وأفاد مراسل الجزيرة، اليوم الأحد، بتواصل القصف المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية على محور باخموت.
من جهته، أعلن المتحدث باسم قيادة الشرق في القوات الأوكرانية سيرغي شيريفاتي عن وقوع أكثر من 50 اشتباكا مع القوات الروسية أمس السبت، كما اتهم القوات الروسية بإطلاق أكثر من 150 قذيفة باتجاه المواقع الأوكرانية.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت 92 هجوما للقوات الروسية باتجاه باخموت وأفدييفكا وليمان ومارينكا وشختار شرقي البلاد.
في المقابل، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن مجموعة فاغنر سيطرت على مواقع جديدة وصفتها بالمهمة داخل المنطقة الصناعية وسط مدينة باخموت.
وأضافت الوكالة، نقلا عن مصدر موال لروسيا في إقليم دونباس، أن وحدات فاغنر سيطرت على مواقع داخل مصنع الصلب على الضفة الغربية لنهر باخموت، مما يسهّل السيطرة على المنطقة الصناعية، ويجعلها منطلقا لهجمات فاغنر على ما تبقى من أحياء يسيطر عليها الجيش الأوكراني.
في الوقت نفسه، قال موقع "ريبار" العسكري إن سلاح الجو الروسي شن ضربات مكثفة على مواقع الجيش الأوكراني وسط باخموت، وفي بلدات مجاورة.
ونقلت وكالة تاس الروسية مساء اليوم عن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين قوله إن الوضع في باخموت صعب، وإن القوات الأوكرانية تدفع باحتياطيات "لا نهاية لها" وتحصل على إمدادات.
وقال بريغوجين إن المعارك تزداد ضراوة مع اقتراب مقاتليه من مركز مدينة باخموت، "ولكننا نتقدم بفضل قواتنا والسلاح الروسي".
وكان بريغوجين تحدث في وقت سابق عن مكاسب جديدة لقواته في باخموت، كما جدد انتقاداته العلنية لكبار المسؤولين بوزارة الدفاع الروسية بمن فيهم الوزير.
سخرية بريغوجين
وبنبرة ساخرة، وصف بريغوجين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف بأنهما "قائدان عسكريان استثنائيان"، وذلك في مقطع فيديو نشر أمس السبت.
وتابع الرجل الذي لا يكف عن انتقاد إستراتيجية القيادة العسكرية على الأرض، "أؤيد بالكامل وبالتأكيد كل جهودهما".
وتحدث بريغوجين في المقطع، الذي بثته الخدمة الصحفية لشركته "كونكورد"، عن تقدم جديد لمقاتليه في باخموت.
وقال "هذا هو مبنى الإدارة البلدية، المركز الإداري للمدينة"، مشيرا من سطح مبنى إلى مبنى آخر دليلا على هذا التقدم.
وأضاف أن المبنى يبعد 200 كيلومتر، موضحا "هذه هي المنطقة وهناك معارك مستمرة".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها تواصل تنفيذ عمليات عسكرية في دونيتسك، وإنها قتلت أكثر من 220 جنديا من القوات الأوكرانية على مدى الساعات الـ24 الماضية.
في غضون ذلك، اعترفت أولغا ستيفانيتشينا نائبة رئيس الوزراء الأوكراني بأن "مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيدا بالنسبة لنا".
وأضافت "نقدر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت".

قصف أوكراني في الجنوب
وفي الجنوب، أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا مقتل مدني في قصف مدفعي أوكراني استهدف مدينة نوفويا كاخوفكا على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو جنوبي أوكرانيا.
وقالت إن القوات الأوكرانية باتت تقصف الأراضي الواقعة على الضفة اليسرى من النهر بشكل متواصل باستخدام أسلحة غربية الصنع. وأكدت أن القصف المدفعي الأخير استهدف مناطق سكنية وسط نوفويا كاخوفكا.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن القوات الأوكرانية تعمل بشكل يومي لدفع القوات الروسية إلى التراجع في الضفة اليسرى من خيرسون، وذلك عبر تكثيف القصف المدفعي على هذه القوات.
واتهمت هومينيوك القوات الروسية بنشر الأسلحة بين منازل السكان هناك، وترهيبهم.