مئات القتلى ودمار كبير.. زلزال بقوة 7.7 درجات يضرب جنوب تركيا

7.4 magnitude earthquake jolts Turkiye's Kahramanmaras province
عدد كبير من الأبنية تهدم جراء الزلزال (الأناضول)

قتل مئات الأشخاص وأصيب آلاف آخرون في تركيا وسوريا جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم الاثنين جنوب تركيا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية.

وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم، في حين قدر المعهد الأميركي للزلازل قوة الهزة الرئيسية بـ7.8 درجات، وقدرها معهد رصد الزلازل الأوروبي بـ7.5 درجات.

واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بث على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارىء التركية إنها سجلت 78 هزة ارتدادية، إحداها وقعت ظهر اليوم وضربت مجددا كهرمان مرعش وبلغت قوتها 7.6 درجات.

وبحلول ظهر اليوم، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العدد الإجمالي لضحايا الزلزال ارتفع إلى 912 قتيلا و5383 مصابا إضافة لتهدم 2818 بناية، مؤكدا إنقاذ نحو 2500 شخص من تحت الأنقاض.

وأضاف أردوغان أن الزلزال خلف خسائر كبيرة، وأن السلطات استنفرت كل الوسائل لتجاوز آثاره، مشيرا إلى أن الإحصاءات الأخيرة تفيد بأن قوة الزلزال بلغت 7.7 درجات على مقياس ريختر.

وقبل ذلك، أعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، أن الزلزال أسفر عن 284 قتيلا و2323 مصابا وانهيار أكثر من 1700 مبنى، وقال إن السلطات بدأت إرسال الوزراء وفرق الإغاثة إلى الولايات المتضررة، مشيرا إلى أن الكارثة وقعت في ظروف جوية صعبة.

وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وهاتاي وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض، كما تضررت موانئ ومطارات وطرق برية، وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية.

وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وظهر اليوم ضربت هزة أرضية جديدة العاصمة دمشق واللاذقية وعدد من المحافظات، وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية.

وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن ما لا يقل عن 221 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 419 آخرون، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال وصلت إلى 371 قتيلا و1089 مصابا، في حين قالت وزارة الدفاع السورية إنها تستنفر كافة وحداتها ومؤسساتها في جميع المحافظات لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، وإسعاف المصابين، وإزالة آثار الدمار.

كما شعر بالزلزال سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر. وقالت هيئة الرصد الزلزالي العراقية إن هزات ارتدادية ضربت مناطق في البلاد دون تسجيل خسائر.

عمليات الإنقاذ

وقد توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقر إدارة الطوارئ والكوارث التركية للإشراف على عمليات البحث والإنقاذ، وكان أردوغان قد قال إن كل الوحدات المعنية في حالة تأهب تحت إشراف إدارة الكوارث والطوارئ.

وتلقى أردوغان إحاطات من ولاة 8 ولايات متضررة، وأعرب في تغريدات على تويتر عن تمنياته بتجاوز كارثة الزلزال بأقل الخسائر وفي أسرع وقت ممكن.

وبعيد الزلزال مباشرة، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن فرق الإنقاذ من كل الولايات تتجه للمناطق المتضررة، في حين قال وزير الصحة إن فرق الإسعاف البري والجوي تعمل في 81 موقعا من المناطق المتضررة.

7.4 magnitude earthquake jolts Turkiye's Kahramanmaras province
الزلزال خلف دمارا كبيرا في عدد من الولايات التركية (وكالة الأناضول)

من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة أنشأت ممرا جويا للمساعدات إلى مناطق الزلزال، وأضافت أن الوزير خلوصي أكار وقادة القوات التركية توجهوا إلى جنوبي البلاد لتنسيق عمليات المساعدة والإنقاذ.

وأضافت الوزارة -في بيان- أنها أنشأت مركزا لتنسيق عمليات المساعدة التي ستقدمها القوات المسلحة التركية لفرق إدارة الكوارث والطوارئ.

وبالتزامن، أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يرسل وحدات الدم تباعا للمناطق التي تأثرت بالزلزال ودعت المواطنين للتبرع بالدم.

وأظهرت مقاطع مصورة انتشال عالقين تحت ركام المباني المدمرة في مدن تركية وسورية.

من جهته، قال رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش إن بإمكان المواطنين الذين تضررت منازلهم في منطقة الزلزال البقاء في المساجد.

منطقة زلازل

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم.

ففي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعا نحو 50 جريحا، وفق أجهزة الإسعاف التركية.

كما أسفر زلزال آخر ضرب منطقة الإزيغ في يناير/كانون الثاني 2020، عن مقتل أكثر من 40 شخصا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، مما أسفر عن مقتل 114 شخصا، وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.

المصدر : الجزيرة + وكالات