حرب أوكرانيا.. غوتيريش يخشى من "حرب أوسع" وموسكو تحقق في استخدام كييف أسلحة كيميائية
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم قد يكون متجها نحو "حرب أوسع"، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، في حين قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية -اليوم الاثنين- إنها تحقق في اشتباه في استخدام القوات الأوكرانية أسلحة كيميائية بالقرب من بلدتي سوليدار وباخموت.
وقال غوتيريش "لقد بدأنا عام 2023 وأمامنا مجموعة تحديات لم نرَ مثلها في حياتنا"، بين الحرب في أوكرانيا وأزمة المناخ والفقر المدقع.
وذكّر بأن مجموعة العلماء التي تدير "ساعة القيامة" في واشنطن اعتبرت مؤخرا أن توقيت الساعة بات منتصف الليل إلا 90 ثانية، بمعنى أن البشرية لم تكن يوما أقرب إلى نهاية العالم مما هي اليوم، ورأى غوتيريش في ذلك إشارة إنذار.
وشدّد على أنه "علينا أن نستيقظ وننكب على العمل"، معددا قائمة من المسائل الملحة عام 2023، على رأسها الحرب في أوكرانيا.
وتابع "فرص السلام لا تكف عن التضاؤل. مخاطر التصعيد وإراقة الدماء لا تكف عن التزايد".
وقال غوتيريش "أخشى أن يكون العالم يمضي قدما… نحو حرب أوسع، أخشى أن يكون يفعل ذلك بكامل وعيه"، قبل أن يعرب عن قلقه من تهديدات أخرى للسلام، من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أفغانستان، مرورا ببورما ومنطقة الساحل وهاييتي.
وقال أيضا "إذا التزمت الدول كافة بتعهّداتها بموجب ميثاق (الأمم المتحدة)، فسيكون الحق في السلام مضمونا"، واضعا احترام حقوق الإنسان في صلب قيمه.
تحقيق روسي
وفي موسكو، قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية اليوم الاثنين إنها تحقق في اشتباه في استخدام القوات الأوكرانية أسلحة كيميائية بالقرب من بلدتي سوليدار وباخموت.
ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية حتى الآن على طلبات للتعليق على هذه المزاعم.
وذكرت لجنة التحقيق أن جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة موالية لروسيا في الأراضي التي تسيطر عليها شرقي أوكرانيا، أبلغت عن استخدام طائرات مسيرة أوكرانية لأسلحة كيميائية بالقرب من المدينتين.
وأضافت "نتيجة لذلك، يعاني جنود روس تدهورا في صحتهم وأعراض تسمم"، من دون تقديم تفاصيل أو تحديد المادة المشتبه بها.
ومنذ بدء الحرب قبل عام تقريبا، حذرت روسيا مرارا من أن أوكرانيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة غير تقليدية، مثل أسلحة بيولوجية أو قنبلة تحتوي على مواد مشعة.
ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون هذه الاتهامات، واعتبروا أنها مقدمة محتملة للجوء روسيا نفسها إلى مثل هذه الأساليب مع إلقاء اللوم على أوكرانيا، لكن روسيا رفضت هذا الاتهام.
زعيم فاغنر
وفي سياق متصل، ظهر زعيم مليشيات "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين -اليوم الاثنين- على متن طائرة قدمها على أنها قاذفة سوخوي من طراز "سو-24" عائدة من عملية قصف استهدفت مدينة باخموت، مركز القتال شرقي أوكرانيا.
وفي مقطع فيديو، ظهر رجل الأعمال المعروف معتمرا خوذة وواضعا قناع طيار، في ما بدا من النافذة مشهدا وسط الظلام في أثناء هبوط المقاتلة.
وقال بريغوجين -في هذا المقطع القصير الذي نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تليغرام- "لقد هبطنا، قصفنا باخموت".
وتحدى بريغوجين أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدا أنه سيصعد غدا الثلاثاء على متن مقاتلة من طراز "ميغ-29". وقال لزيلينسكي "إذا أردتم، سنلتقي في الجو. إذا تغلبت طائرتكم، تسترجعون (باخموت)، وإلا سنذهب حتى (نهر) دنيبر".
ونُشر الفيديو في اليوم الذي صوت فيه البرلمان الأوكراني على قرار يصنف مجموعة فاغنر، التي يقاتل عناصرها في الصفوف الأمامية إلى جانب الجيش الروسي، بأنها "منظمة إرهابية".
وقال رئيس الإدارة الرئيسية الأوكرانية أندري ييرماك عبر تليغرام "نستعد لتدمير فاغنر كونها جزءًا من الإرهاب الدولي".
ويشارك عناصر فاغنر في الهجوم على باخموت التي تسعى موسكو منذ الصيف الماضي إلى السيطرة عليها، مما أسفر عن خسائر فادحة في الجانبين وعن دمار هائل.
وتراجع الدفاع الأوكراني عن المدينة منذ أن حقق الروس مكاسب ميدانية، بينها السيطرة على مدينة سوليدار.
وأقر زيلينسكي -السبت الماضي- بأن الوضع "يزداد تعقيدا" على الأرض في مواجهة القوّات الروسيّة، لا سيما في باخموت.
من جانبه، تحدث بريغوجين -أمس الأحد- عن "معارك ضارية في الأحياء الشمالية (لباخموت)، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج".
زيارة أوروبية
دوليا، أفادت مصادر أوروبية -اليوم الاثنين- بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يتوجه إلى بروكسل الخميس المقبل لحضور قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وإلقاء كلمة أمام النواب الأوروبيين.
وستكون هذه الزيارة الأولى لزيلينسكي لعاصمة الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022.
وأعرب مصدر في البرلمان الأوروبي عن احتمال عقد جلسة عامة استثنائية الخميس بحضور الرئيس. وأكد مصدران برلمانيان آخران -طلبا عدم الكشف عن هويتيهما- هذه المعلومات.
ويحظى الرئيس الأوكراني بـ"دعوة دائمة" إلى بروكسل، وفق ما ذكر متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
ولم تؤكد الرئاسة الأوكرانية من جهتها هذه الزيارة.
وزار زيلينسكي واشنطن يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي في أول رحلة دولية منذ بداية الحرب. والتقى يومها الرئيس الأميركي جو بايدن وألقى كلمة أمام الكونغرس.
ومن المقرر عقد قمة استثنائية للقادة الأوروبيين الخميس والجمعة لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا وتضامن الاتحاد الأوروبي مع كييف.
والتقى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي زيلينسكي في كييف لإظهار دعمهم لعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
والبلاد مرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد منذ يونيو/حزيران 2022، وهي عملية شاقة تتطلب العديد من الإصلاحات التي قد تستغرق سنوات وتأمل كييف في تسريعها.
وتتلقى أوكرانيا أيضا دعما عسكريا وماليا من الاتحاد الأوروبي الذي تعهد بتقديم 50 مليار يورو تشمل المساعدات الإنسانية والعسكرية.