معارك عنيفة شمالي باخموت وأكرانيا تعلن إسقاط طائرات مسيرة انتحارية استهدفت العاصمة كييف
قالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية إنها تعاملت مع هجوم جوي استهدف كييف بطائرات مسيرة انتحارية، يأتي ذلك وسط محاولات روسية حثيثة للتقدم نحو مواقع القوات الأوكرانية في باخموت التي تشهد أعنف المعارك، وإقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائدا عسكريا كبيرا من دون إبداء الأسباب.
وأعلنت قيادة عمليات شمال أوكرانيا في وقت مبكر فجر اليوم الاثنين إسقاط 3 طائرات انتحارية مسيرة في سماء العاصمة كييف، وقالت قيادة القوات الأوكرانية إن قواتها صدت 71 هجوما روسيا، معظمها على محاور القتال في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) خلال الساعات الأخيرة.
وأضافت قيادة القوات الأوكرانية أنها أحبطت العديد من المحاولات الروسية للتقدم نحو مواقع قواتها في مدينة باخموت، وذكرت مصادر عسكرية أوكرانية أن أعنف المعارك تدور في المحور الشمالي لمدينة باخموت، ووصفت الوضع على الضفة الشرقية لنهر باخموت بالحرج.
وتركز الوحدات الموالية لموسكو جهودها على مدينة باخموت، وتشن هجمات متكررة رغم تكبدها ما وصفه مسؤولون أوكرانيون وغربيون بالخسائر الفادحة.
وتبذل القوات الروسية جهودا كبيرة للسيطرة على المنطقتين الشرقيتين اللتين تشكلان منطقة دونباس، ووصف زيلينسكي في الأسابيع الأخيرة الوضع العسكري في الشرق بأنه صعب ومؤلم.
وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا أن قواتهم -مدعومة بالجيش الروسي- حققت أمس الأحد تقدما في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، وأضافوا -في بيان- أن الجيش الروسي حقق تقدما في محور أفدييفكا المتاخم لدونيتسك، وأنه هاجم مواقع للجيش الأوكراني في بلدتي كراسنوغوروفكا وباخموت.
بدورها، نقلت قناة روسيا اليوم عن القائد الميداني في فاغنر (الذي لم تسمه) قوله إن أقل من كيلومترين فقط باتت تفصل قواته المتقدمة في باخموت عن مركز المدينة، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة في بعض المناطق.
وأضاف أن هذه القوات بدأت تتقهقر في مناطق أخرى بعد تراجع معنوياتها وإصابة جنودها بالإحباط، حسب تعبيره.
من جهته، أعلن مؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوجين سيطرة قواته بشكل كامل على بلدة ياغيدني المتاخمة لمدينة باخموت من الجهة الشمالية، الأمر الذي نفته أوكرانيا مؤكدة أن القرى القريبة من باخموت لا تزال تحت سيطرة كييف.
إسقاط مئات الصواريخ والمسيرات
في إطار آخر، قال قائد القوات الجوية المسلحة الأوكرانية الجنرال ميكولا أوليشوك إن بلاده حظيت بمساعدات كبيرة من الشركاء الغربيين، وإنه بفضل هذه المساعدات تمكنت منذ سبتمبر/أيلول الماضي من إسقاط 650 صاروخ كروز و610 مسيرات إيرانية الصنع.
وأضاف أن أوكرانيا تنتظر تسلم أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، ومنها منظومة صواريخ باتريوت، مشيرا إلى أن هذا الدعم ليس كافيا، وأن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة الحديثة، لا سيما الطائرات الحديثة متعددة الأغراض وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، وحلفاء أوكرانيا يعرفون ذلك.
إقالة قائد عسكري
على صعيد آخر، أقال الرئيس الأوكراني أمس الأحد قائدا عسكريا كبيرا يشارك في قيادة المعارك ضد القوات الروسية في شرق البلاد المحاصر، لكنه لم يذكر سببا لهذه الخطوة.
وفي مرسوم من سطر واحد، أعلن زيلينسكي إقالة إدوارد موسكاليوف من منصب قائد القوات المشتركة لأوكرانيا، التي تخوض معارك في منطقة دونباس.
وكان زيلينسكي ذكر موسكاليوف بالاسم في خطابه اليومي الجمعة الماضي عندما أشار إلى قادة عسكريين تحدث إليهم. وكان موسكاليوف يشغل منصبه منذ مارس/آذار 2022، أي بعد وقت قصير من بدء الحرب.
من ناحية أخرى، وعد زيلينسكي باستعادة شبه جزيرة القرم من روسيا التي ضمتها لأراضيها في 2014، وقال -في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر- إن "العدوان الروسي بدأ في القرم قبل 9 سنوات، وإننا سنعيد إرساء السلام باستعادة شبه جزيرة القرم، فهذه أرضنا".
وفي وقت سابق أمس الأحد، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إنها ستكون مستعدّةً لهجوم مضاد في الربيع لاستعادة كل الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم.
لا للمصالحة
في إطار آخر، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أمس الأحد أن المصالحة بين موسكو وكييف "غير ممكنة خلال 100 عام".
وأضاف شميهال -في مقابلة مع صحيفة فوكاس الألمانية الأسبوعية- أن "روسيا يجب أن تتغير أولا وأن تصبح ديمقراطية ومنزوعة السلاح، لا سيما النووي منه".
وعند سؤاله عن كيفية نزع سلاح روسيا، أوضح شميهال أن ذلك "يتم عبر فرض عقوبات إضافية، ورفض التعاون مع روسيا، ومصادرة الأصول الروسية، والمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا".
كما أكد رئيس الوزراء الأوكراني أيضا أن تجميد الصراع بين موسكو وكييف من أجل وقف المزيد من إراقة الدماء أمر غير مقبول من جانب بلاده، لأنه "لن يصب إلا في مصلحة روسيا، وسيؤدي لاحقا إلى حرب كبيرة أخرى".