القوات الروسية تضيق الخناق على باخموت وزيلينسكي يعزل قائدا عسكريا بارزا

أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في إقليم دونباس شرق أوكرانيا أن الظروف مواتية لتطويق القوات الأوكرانية في جبهة باخموت وتضييق الحصار عليها، وبينما وصف الكرملين خطة السلام الصينية بأنها "عملية طويلة ومرهقة" قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "غزو روسيا" لأوكرانيا أطلق انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وقال زعيم جمهورية "دونيتسك الشعبية" الانفصالية دينيس بوشيلين إن الظروف في جبهة باخموت مواتية لتطويق من سماه العدو وتضييق الحصار عليه.

وكان إيغور كيماكوفسكي مستشار حاكم دونيتسك قال إن جميع الطرق المؤدية إلى باخموت أصبحت تحت السيطرة النارية للقوات الروسية، لكن من المبكر الحديث عن تطويق كامل للمدينة، على حد تعبيره.

وأوضح أن القوات الأوكرانية تحاول إيصال إمدادات إلى داخل المدينة، لكن جهودها باءت بالفشل وتكبدت خسائر كبيرة.

من جانبه، قال يفغيني بريغوجين مؤسس شركة فاغنر إن معلومات استخباراتية تؤكد بدء وصول دبابات "ليوبارد" الألمانية إلى القوات الأوكرانية في مدينة تشاسيف يار المجاورة لباخموت، مؤكدا أن القوات الأوكرانية لم تستخدمها بعد.

في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي زار باخموت لرفع الروح المعنوية لدى المقاتلين وإجراء محادثات إستراتيجية مع الوحدات التي تدافع عن المدينة والقرى المحيطة بها.

ونشرت القوات البرية الأوكرانية -عبر تطبيق تليغرام- أن سيرسكي "استمع إلى قادة الوحدات بشأن تعاملهم مع المشكلات العاجلة، وقدّم المساعدة في حلها وأعلن دعمه للجنود".

وينظر إلى القائد البالغ من العمر 57 عاما -وهو أحد أكثر القادة الأوكرانيين خبرة- بأنه العقل المدبر لهزيمة القوات الروسية أثناء تقدمها نحو كييف في وقت مبكر من الحرب -التي اندلعت يوم 24 فبراير/شباط 2022- وفي منطقة خاركيف في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبعد أن تم تكليفه بالدفاع عن باخموت قام سيرسكي بزيارة المدينة مرات عدة، وأكد أن القوات الأوكرانية لن تفرط فيها.

إقالة قائد أوكراني

من ناحية أخرى، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد قائدا عسكريا كبيرا يشارك في قيادة المعارك ضد القوات الروسية في شرق البلاد، لكنه لم يذكر سببا لهذه الخطوة.

وفي مرسوم من سطر واحد أعلن زيلينسكي إقالة إدوارد موسكاليوف من منصب قائد القوات المشتركة لأوكرانيا التي تخوض معارك في إقليم دونباس.

وكان زيلينسكي ذكر موسكاليوف بالاسم في خطابه اليومي يوم الجمعة الماضي عندما أشار إلى قادة عسكريين تحدث إليهم، وكان موسكاليوف تسلم منصبه مارس/آذار 2022، أي بعد وقت قصير من بدء الحرب.

وضمن التطورات الميدانية، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت 71 هجوما روسيا -معظمها على محاور القتال في إقليم دونباس شرقي البلاد- خلال الساعات الأخيرة.

وأضافت أنها أحبطت محاولات روسية عديدة للتقدم نحو مواقع قواتها في مدينة باخموت.

هجوم بالطائرات المسيّرة

وفي سياق متصل، أسفر هجوم روسي بطائرات مسيّرة يعتقد أنها إيرانية الصنع صباح اليوم الاثنين عن مقتل شخصين وإصابة 3 بجروح في خميلنيتسكي في غرب أوكرانيا، وفق ما أعلن رئيس بلدية المدينة.

في المقابل، قال الجيش الروسي إنه استهدف "مركز قيادة العمليات الخاصة في الغرب" قرب مدينة خميلنيتسكي.

وصباح اليوم الاثنين، أفاد مراسل الجزيرة بانطلاق صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا حيث حذرت السلطات من خطر جوي.

جاء هذا بعدما أعلنت القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي شن هجوما بنحو 14 طائرة مسيرة على الجهة الشمالية من البلاد، بما فيها العاصمة كييف، وأن الدفاعات أسقطت 11 منها.

في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية في خميلنيتسكي (غربي البلاد) مقتل شخص وإصابة 4 آخرين جراء هجوم روسي بالطائرات المسيرة.

وفي وقت سابق، قالت الإدارة العسكرية للعاصمة إن كييف تعرضت منذ الليلة الماضية لهجوم جوي بطائرات مسيرة متفجرة، وإن الدفاعات الجوية تتعامل مع الأمر، ودعت الإدارة السكان للبقاء في الملاجئ.

المبادرة الصينية

سياسيا، اعتبرت الرئاسة الروسية (الكرملين) خطة السلام التي اقترحتها الصين لحل الأزمة الأوكرانية "عملية طويلة ومرهقة"، قائلة إن تفاصيلها يجب أن تخضع لتحليل دقيق وحسابات.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -اليوم الاثنين- إن الكرملين يولي اهتماما كبيرا لخطة السلام التي طرحها الأصدقاء الصينيون، لكن تفاصيلها يجب أن تخضع لتحليل دقيق وحسابات، وهي عملية طويلة ومرهقة.

ووصف بيسكوف الحزمة العاشرة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي المفروضة على بلاده بأنها "هراء".

وشدد بيسكوف على أن عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا أمر مستحيل، لأنها جزء لا يتجزأ من روسيا، وفق تعبيره.

في هذه الأثناء، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يبرم بموجبه العقد الأول للخدمة العسكرية مع الأجانب لمدة عام.

وبحسب موقع المعلومات القانونية الذي نشر الوثيقة، فإن عقود الأجانب الراغبين في الخدمة العسكرية برتبتي جندي ورقيب تبرم لمدة عام واحد.

يشار إلى أن التشريع كان يسمح بإبرام عقود مماثلة لمدة 5 أعوام.

وكان الرئيس الروسي قد وقع العام الماضي مرسوما يسمح للأجانب الذين يبرمون عقودا للخدمة في صفوف الجيش الروسي بالحصول على الجنسية الروسية وفق إجراءات إدارية مختصرة ومبسطة.

انتقادات أممية

وفي جنيف، هيمنت الحرب الروسية الأوكرانية على افتتاح المناقشات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومؤتمر نزع السلاح.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال افتتاح الدورة الـ52 لمجلس حقوق الإنسان إن "غزو روسيا لأوكرانيا أطلق الانتهاك الأوسع لحقوق الإنسان الذي نشهده راهنا".

من جانبه، ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أيضا بما سماها "العودة إلى النزعة الاستبدادية القديمة وحروب العدوان المدمرة من زمن غابر، والتي لها تداعيات عالمية كما نرى ذلك في أوروبا بعد غزو روسيا المجنون لأوكرانيا".

وفي مؤتمر نزع السلاح الذي ينطلق أيضا اليوم الاثنين بمقر الأمم المتحدة في جنيف تلا وزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا ليو دوشيرتي بيانا نيابة عن أكثر من 30 بلدا أشار فيه إلى أن "الغزو الروسي" لا يشكل تهديدا لأوكرانيا فحسب، بل أيضا للسلم والأمن الدوليين والنظام الدولي، على حد قوله.

محاكمة جنود روس

وفي أوكرانيا، قال جهاز الأمن اليوم الاثنين إن محكمة أوكرانية قضت بسجن جنديين أسيرين، بتهمة المشاركة في قصف روسي لمناطق سكنية في شرق أوكرانيا.

وأفاد الجهاز في بيان بأن المحكمة قضت بسجن أحد الجنديين 10 سنوات والآخر 9 سنوات.

ولم يذكر البيان اسمي الجنديين ولا دفاعهما عن نفسيهما ولا وقت صدور الحكم، لكنه أفاد بأنهما شاركا في الحرب في شرق أوكرانيا وتم أسرهما العام الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان