وكالة الطاقة الذرية: طهران عدلت سرا منشأة نووية لإنتاج يورانيوم مخصب.. وإيران: معلومات الوكالة ناقصة

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في فيينا أمس الأربعاء، إن إيران عدلت سرا منشأة فوردو لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، منتهكة بذلك التزامها بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثل هذه الخطوات.

ووفق لما ذكره غروسي فإن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفوا خلال تفتيش غير معلن لمنشأة فوردو النووية، جنوب العاصمة طهران، أن آلات التخصيب قد تم تعديلها "بشكل كبير" منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ولم تذكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما إذا كان ذلك التعديل قد زاد الطاقة الإنتاجية وكيف حدث ذلك.

وكانت رويترز كشفت نقلا عن تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تخصب اليورانيوم في منشأة فوردو بنسبة نقاء تبلغ 60% وهو ما يتعارض مع ما أفصحت عنه، واعتبر التقرير الخطوة الإيرانية تقويضا لقدرة الوكالة على تنفيذ تدابير وقائية فعالة بمنشأة فوردو.

وقال غروسي للبرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي إن إيران لديها بالفعل ما يكفي من اليورانيوم لصنع عدة أسلحة نووية إذا تم تخصيب هذه المادة بشكل أكبر، ومع ذلك، شدد على أنه لا يزال أمام طهران طريق طويل لتقطعه مع العقبات التقنية والسياسية قبل أن تتمكن من بناء مثل هذه الأسلحة.

وأشار غروسي في الماضي إلى أن إيران اقتربت من مستوى التخصيب بنسبة 90% اللازم لإنتاج أسلحة نووية، في حين يؤكد السياسيون الإيرانيون منذ سنوات أنهم لا يريدون صنع أسلحة نووية.

معلومات ناقصة

ورد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينم عن أن مديرها العام رافائيل غروسي يمتلك معلومات ناقصة وغير محدثة.

وأوضح المسؤول الإيراني أن أحد مفتشي الوكالة الدولية أفاد سهوا أن إيران أجرت تغييرات لم تعلن عنها في موقع فوردو وأكد أن مفتشين سابقين كانوا موجودين في الموقع وأنه بعد الإيضاحات التي قدمت لهم أدرك المفتش خطأه.

وختم كمالوندي أنه بعد التنسيق مع الأمانة العامة للوكالة الدولية، تم حل القضية، وشدد على أن طهران بعثت أمس الأربعاء رسالة إلى الوكالة الدولية ردا على رسالتها السابقة بهذا الصدد.

في سياق متصل، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن بلاده تمتلك أنظمة دفاعية جيدة ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تحديات.

وأضاف إسلامي في تصريح له عقب اجتماع للحكومة الإيرانية أن الدول الغربية تتبنى مواقف إسرائيل بشأن الملف النووي الإيراني مؤكدا أنها تحركات تخريبية لا تتأثر بها طهران، وفق تعبيره.

وتعهدت إيران في 2015 بالحد من برنامجها النووي. وفي المقابل، تم رفع العقوبات الغربية عنها. وبعد انسحاب واشنطن من جانب واحد من الاتفاق، تراجعت طهران تدريجيا عن القيود. كما أن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مجمدة منذ شهور.