هل يبث الزلزال المدمر الدفء في علاقات تركيا واليونان؟

Turkish FM Cavusoglu - Greek FM Dendias in quake-hit Hatay
وزير الخارجية التركي (الثاني من اليسار) ونظيره اليوناني يشيران إلى خارطة أثناء زيارتهما للمنطقة المنكوبة في هاتاي (الأناضول)

أحدثت كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب جنوبي تركيا الأسبوع الماضي، تغييرا لافتا في علاقاتها مع اليونان، حيث تحولت المياه الإقليمية التي تكمن في قلب نزاعات البلدين منذ عقود إلى قنوات للتعبير عن التضامن.

وهرع متطوعون يونانيون إلى تركيا للمساعدة في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، إثر الزلزال الذي خلّف حتى اليوم أكثر من 35 ألف قتيل فضلا عن خسائر فادحة بالممتلكات.

وأبحر هؤلاء المتطوعون إلى تركيا عبر المياه الإقليمية في بحر إيجة الذي كان مصدرا مستمرا للتوترات البحرية بين أنقرة وأثينا.

ووفق تقرير لوكالة الأناضول التركية للأنباء، يعمل حاليا 35 فردا ضمن فرق البحث والإنقاذ اليونانية في ولاية كهرمان مرعش التركية، منذ وصولهم ليل السبت الماضي في رحلة من أثينا استغرقت نحو 30 ساعة.

Aid shipment is transported from Athens, Greece to Turkey following the deadly earthquake
مساعدات يونانية في طريقها إلى المناطق المنكوبة في تركيا (رويترز)

مرحبا بكم

وتضم مجموعة المتطوعين 11 امرأة بينهن طبيبة، وجلبوا معهم كلبا متخصصا في البحث وأدوية وسيارة إسعاف و7 مركبات أخرى وكمية كبيرة من المعدات وأدوات البحث والإنقاذ، وسهلت لهم السلطات التركية عبور البحر عبر جزيرة ليسبوس.

واستقل المتطوعون قاربا من ميناء ميتيليني في جزيرة ليسبوس، وأول رسالة تلقاها الفريق فور وصوله تركيا كانت "أهلا بكم أيها الإخوة"، وفق أحد المتطوعين في الفريق.

ووصف المتطوع في الفريق كوستاس تساكوناس الوضع في ولاية كهرمان مرعش مركز الزلزال، بأنه كان مروعا مما جعل العديد من أعضاء الفريق يذرفون الدموع.

ويشارك اليونانيون ضمن أكثر من 9400 فرد في فرق البحث والإنقاذ قادمين من 77 دولة.

مناخ متغير

وكثيرا ما شهدت المياه الإقليمية بين تركيا واليونان توترات بشأن السيادة البحرية، إلى جانب إعادة أثينا مهاجرين غير نظاميين بشكل مستمر إلى تركيا، لكن مأساة الزلزال غيّرت مناخ العلاقات بين البلدين.

وتلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أعرب خلاله الأخير عن تعازيه في ضحايا الزلزال، وشدد على تضامن بلاده مع تركيا.

والأحد الماضي، كان وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أول دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى يجري زيارة تضامنية إلى تركيا، وقد تفقد الدمار في ولاية هاتاي برفقة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

وقال دندياس إن على تركيا واليونان ألا تنتظرا زلزالا آخر لإزالة الأسوار بينهما، في حين أكد جاويش أوغلو أن زيارة نظيره اليوناني مهمة لعلاقات البلدين.

وقال وزير الخارجية التركي إنه يمكن أن تكون هناك مشاكل بين البلدين، "وثمة مشاكل لم نستطع حلها مع اليونان، وأحيانا نشهد توترا في العلاقات، إلا أننا أصبحنا دولتين تلتقيان في الأوقات الصعبة".

ولفت إلى أنه في 1999 وقع زلزال في تركيا ثم اليونان بفارق نحو شهر، مشيرا إلى أن البلدين هرعا آنذاك لمساعدة بعضهما البعض.

وأشار جاويش أوغلو إلى أنه كتب في مجلة التايم الأميركية رسالة قال فيها "من المهم أن نساعد بعضنا البعض في الأوقات الصعبة، لكن لا يتعين علينا انتظار زلزال آخر وكارثة أخرى لتطوير علاقاتنا"، مؤكدا أنه لا يزال يتبنى هذا الرأي.

توترات سابقة

وشهدت منطقة بحر إيجة توترات بين أنقرة وأثينا بخصوص مناطق الصلاحية البحرية، وقدمت أنقرة سابقا عرضا للتفاوض من أجل التوصل إلى حلول عادلة للمسائل المتعلقة بمنطقتي شرق البحر المتوسط وبحر إيجة.

وبجانب المساعدات وفرق البحث والإنقاذ اليونانية، هرعت فرق بحث وإنقاذ من عشرات الدول للمشاركة في البحث عن ناجين تحت الأنقاض في 10 ولايات منكوبة.

وتفيد بيانات إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) بأن عدد العاملين والمتطوعين الدوليين في المناطق المنكوبة يبلغ 35 ألفا و249 عامل بحث وإنقاذ بمن فيهم الفرق الدولية، وذلك ضمن 249 ألفا و89 عاملا من مؤسسات وجهات رسمية وغير الرسمية.

المصدر : وكالة الأناضول

إعلان