لأول مرة منذ اندلاع الثورة.. وزير الخارجية الأردني يزور سوريا ويلتقي الأسد في دمشق
قال مسؤولون أردنيون إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وصل اليوم الأربعاء إلى دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها بين البلدين الجارين اللذين بينهما خلاف منذ فترة طويلة بشأن قضايا إقليمية.
وأوضح مسؤولون أردنيون أن الزيارة، التي تهدف إلى إظهار التضامن بعد الزلزال، ستليها أخرى إلى تركيا. وستركز الزيارة على الاحتياجات الإنسانية وكيفية مساهمة الأردن -الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين- في عمليات الإغاثة الراهنة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأردنية أن "الصفدي سيبحث الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية التي يحتاجها البلدان"، كما أرسلت عمّان طائرتي مساعدات إلى البلدين المنكوبين اليوم الأربعاء.
والتقى الرئيس السوري بشار الأسد مع الصفدي في اجتماع قلل مسؤولون أردنيون من أهميته، ووصفوه بأنه "لفتة سياسية" تجاه دمشق التي يوجد بينها وبين الأردن خلاف بشأن مجموعة من القضايا الإقليمية.
ويرى مراقبون أن الأسد يسعى إلى الاستفادة سياسيا من الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا، ويأمل في أن يسهم في تخفيف حدة العقوبات الغربية والعزلة الدبلوماسية لبلاده.
وأرسل الأردن شحنات كبيرة من المساعدات لكل من سوريا وتركيا شملت مستشفى طبيا إلى الأخيرة، مع تنظيم عدة رحلات جوية وقوافل مساعدات عبر المعبر الحدودي الشمالي مع سوريا.
ولم يقطع الأردن أبدا علاقاته مع سوريا، لكن علاقاته مضطربة منذ أمد طويل مع جارته الشمالية، إذ كانت عمّان، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، تدعم جماعات المعارضة الرئيسية التي سعت للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتعثرت جهود تحسين العلاقات بين البلدين منذ أن تحدث الرئيس الأسد أواخر عام 2021 مع الملك عبد الله عاهل الأردن لأول مرة منذ اندلاع الحرب السورية.
وقال الأردن إن دمشق لم تستجب لمطالب المجتمع الدولي للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، منتقدا دمشق لتقاعسها عن كبح تهريب مخدرات بمليارات الدولارات عبر حدودها، وتلقي عمّان بالمسؤولية في هذا الأمر على جماعات مسلحة مدعومة من إيران تسيطر على جنوب سوريا.