بعد 8 أيام من الزلزال.. جلسة أممية ودعوة لتصويت فوري على إدخال المساعدات
يعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الاثنين جلسة مغلقة، يتلقى خلالها أعضاء المجلس إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بشأن الاستجابة للزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.
ومن المقرر أن يشارك مندوبا تركيا وسوريا لدى الأمم المتحدة في الجلسة المغلقة، وستليها جلسة مشاورات مغلقة أخرى، يناقش خلالها فقط أعضاء المجلس التطورات وكيفية الاستجابة.
وتأتي الجلسة في ظل تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله بأن يتم السماح للمنظمة الدولية باستعمال معبر حدودي آخر، بالإضافة لمعبر باب الهوى، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
يأتي هذا في وقت يستمر فيه الجدل بشأن ما اعتبر إخفاقا دوليا في إيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في شمالي غربي سوريا، رغم مرور 8 أيام على الزلزال.
وفي وقت سابق، أقر غريفيث بأن المجتمع الدولي خذل من يعيشون في شمالي غربي سوريا، وقال إنهم محقون في شعورهم بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم بعد كارثة الزلزال.
وفي كلمة من أمام معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا أمس الأحد، قال غريفيث إن الأمم المتحدة كثفت من إدخال المساعدات عبر المعبر لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة لمنكوبي الزلزال في شمالي غربي سوريا.
تصويت فوري
في غضون ذلك، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الولايات المتحدة تدعو مجلس الأمن الدولي إلى "التصويت الفوري" على السماح بإرسال مساعدات دولية إلى شمالي غربي سوريا عبر مزيد من المعابر الحدودية من تركيا.
وقالت غرينفيلد في بيان إن كل ساعة لها أهميتها في الوقت الحالي، وإن الناس في المناطق المتضررة بشمالي غربي سوريا يعتمدون علينا.
ونقلت رويترز عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه يجب السماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية إلى شمالي غربي سوريا عبر جميع المعابر الحدودية. وأضاف أنه يتعين توزيع المساعدات على جميع المناطق المتضررة دون تأخير.
مفاوضات "الطرف الآخر"
في سياق متصل، قال وفد منظمة الصحة العالمية من دمشق إنه ينتظر موافقة من وصفه بالطرف الآخر للعبور إلى مناطق شمالي غربي سوريا. وأعلن مدير الطوارئ الإقليمي في المنظمة ريك برينان أنها تتفاوض لإتمام تسليم مساعدات عبر خطوط التماس إلى شمالي غربي سوريا خلال اليومين القادمين.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا بالنيابة إيمان شنقيطي إن المنظمة حصلت على موافقة الحكومة السورية لإدخال قوافل الإغاثة إلى المناطق المتضررة في شمالي غربي البلاد. وأضافت في مقابلة سابقة مع الجزيرة أنه تم توقيف القوافل لأن من وصفتها بالجهة الأخرى غير مستعدة لاستلامها.
في السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين إن الشمال السوري لديه معبر واحد لإدخال المساعدات، وهو غير كاف.
وأضافت في مقابلة مع الجزيرة، أن 3 ملايين في الشمال الغربي للبلاد هم نازحون أصلا، وأنه يجب أن يكون هناك عمل جدي ومخلص لإنقاذ الناس، وأن الوقت للعمل وليس لتسجيل النقاط، حسب قولها.
المعارضة ترد
في المقابل، أعرب الائتلاف السوري المعارض عن رفضه بشدة لما قال إنها ادعاءات الأمم المتحدة بأن المعارضة تمنع وصول المساعدات للداخل السوري.
واعتبر الائتلاف في بيان أمس الأحد أن تعامل الأمم المتحدة مع كارثة الزلزال في سوريا كان مسيّسا ولا يراعي الاحتياجات اللازمة لكل منطقة، مشيرا إلى أن منظمات الأمم المتحدة وجهت الدعم لنظام بشار الأسد وتركت الأنقاض تخنق المدنيين في المناطق المحررة، على الرغم من الأضرار البالغة التي لحقت بها.
ولفت البيان إلى أن الأمم المتحدة فشلت في تقليص أضرار كارثة الزلزال في المناطق المحررة، وطالب بفتح تحقيق عن سبب التعاطي السلبي مع الكارثة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ولم تستجب الأمم المتحدة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها السوريون والمنظمات الإنسانية وفرق الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين الماضي.
وبعد 4 أيام من وقوعه، أرسلت الأمم المتحدة قافلة مساعدات مؤلفة من 14 سيارة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وبررت موقفها ذلك بأن الطرق كانت مقطوعة.
وبرر فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة تلكؤ المنظمة الدولية في إغاثة المنكوبين والمتضررين من الزلزال بالادعاء بأن سبب التأخر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي غربي سوريا هو الطرق المتضررة جراء الزلزال.
وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال 34 ألفًا إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع استمرار العثور على ناجين رغم مرور أسبوع على الكارثة.