أوكرانيا تحسم الجدل بشأن مصير باخموت ورئيس بولندا يخشى اتخاذ قرار "خطير للغاية"

Ukrainian servicemen attend a joint drills in Rivne region
جنديان أوكرانيان يشاركان في تدريبات على الحدود مع بيلاروسيا (رويترز)

حسم الجيش الأوكراني البيانات المتضاربة بشأن مصير مدينة باخموت في إقليم دونباس شرقي البلاد، وفيما نفذت القوات الروسية المزيد من الضربات الصاروخية على منشآت البنية التحتية، قال الرئيس البولندي إن نقل طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا دون تنسيق مع الحلفاء سيكون "قرارا خطيرا".

فقد قال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن مدينة باخموت لا تزال تحت سيطرة قواته على الرغم من الضغط المستمر من القوات الروسية ومجموعة فاغنر العسكرية التي تقود الهجوم على المدينة.

وأضاف زالوجني في اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي أمس السبت أن الجيش الأوكراني يواصل اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في خط الجبهة حول باخموت التي تقع شمالي مقاطعة دونيتسك، وكان يسكنها 70 ألفا قبل اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط 2022.

وتابع أن الوضع في دونيتسك متوتر، وقال إن القوات الروسية تشن نحو 50 هجوما يوميا في دونيتسك، مشيرا إلى معارك عنيفة تدور حول مدينتي فوغليدار ومارينكا.

كما قال القائد العسكري الأوكراني إن قواته تمكنت في بعض أنحاء الجبهة من استعادة المواقع التي فقدتها سابقا، مشددا على أن القوات الأوكرانية تحتاج المزيد من الأسلحة والذخائر.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، كان هناك غموض بشأن الوضع في باخموت، حيث تضاربت البيانات من الطرفين بشأن سير المعارك.

السيطرة على دونباس

وفي مقابلة صحفية نشرت أمس السبت ووُصفت بالنادرة، قال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين إن سيطرة روسيا بالكامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك -اللتين تشكلان إقليم دونباس- يمكن أن يستغرق عامين.

وكان بريغوجين تحدث مؤخرا عن دخول قواته الأحياء الشمالية لمدينة باخموت، بيد أن كييف أكدت أن قواتها صدت هجمات روسية كثيرة على المدينة التي تتعرض لقصف روسي مكثف منذ أشهر.

إعلان

كما قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تقرير لها الجمعة، إن القوات الروسية أحرزت بعض التقدم شمال باخموت في إطار هجوم يستهدف تطويقها.

هجمات صاروخية مستمرة

في هذه الأثناء، أعلن حاكم مدينة خاركيف الأوكرانية أوليه سينيهوبوف أن القوات الروسية أطلقت مساء السبت صواريخ على المدينة مما أدى إلى تضرر إحدى منشآت البنية التحتية، وذلك بعد يوم من قصف مماثل استهدف منشآت لتوليد الطاقة وتسبب في إصابة 8 أشخاص.

من جهتها، قالت الإدارة الإقليمية الأوكرانية في دنيبرو (وسط) إن مسيّرات روسية هاجمت 3 منشآت للطاقة في منطقتي كريفي ريه ونيكوبول ما أدى إلى اندلاع حرائق.

وذكرت الإدارة الإقليمية أن منشأة في منطقة كريفي ريه هوجمت مرتين في يوم واحد ما أسفر عن دمار كبير.

والجمعة، تعرضت مناطق عدة بأوكرانيا لهجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة مما تسبب في أضرار بمنشآت البنية التحتية وانقطاع الكهرباء.

الطائرات المقاتلة

في هذه الأثناء، استبعد الرئيس البولندي أندريه دودا إمكانية قيام بلاده بتسليم طائرات مقاتلة إلى جارة بلاده أوكرانيا دون الاتفاق مسبقا على هذه الخطوة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال دودا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل أيام من زيارته المقررة للندن إن مثل هذا القرار يجب أن يتخذه حلفاء الناتو بشكل مشترك، مضيفا أن نقل مقاتلات "إف-16" (F-16) من بولندا إلى أوكرانيا سيكون "قرارا خطيرا للغاية لن يتم اتخاذه باستخفاف"، وفق تعبيره.

NATO Exercises Take Place In Poland
طائرتا "إف-16" خلال مناورات للناتو في بولندا (غيتي)

وتابع الرئيس البولندي بأن القوات الجوية لبلاده لديها أقل من 50 من تلك الطائرات أميركية الصنع، والتي لا تعد كافية لبولندا، مشيرا إلى تحديات لوجيستية تتعلق بنقل تلك الطائرات إلى أوكرانيا.

وفي كييف، قال إيغور شيرنيف، نائب رئيس مجلس الدفاع الأوكراني، إن القرار السياسي بشأن تزويد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات الحربية اتُّخذ من قبل من وصفهم بشركاء أوكرانيا الغربيين.

وأضاف شيرنيف في تصريحاتٍ خاصة للجزيرة أن الناتو بات يرى أن دفاع أوكرانيا عن نفسها وتحرير أراضيها لا يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، إنما هو حق لأوكرانيا، وفق تعبيره.

وكانت كييف طلبت تزويدها بمقاتلات بعدما تلقت وعودا غربية بإمدادها بدبابات حديثة، لا سيما دبابات "أبرامز" الأميركية "وليوبارد 2" الألمانية، بالإضافة إلى أسلحة بعيدة المدى. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد كييف بطائرات مقاتلة، لكن قادة غربيين أبدوا تحفظات على الأمر.

المفاوضات مع أوكرانيا

سياسيا، قال سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو ستكون مستعدة للتفاوض مع كييف ولكن دون شروط مسبقة وعلى أساس الوضع القائم، بحسب تعبيره.

وأضاف فيرشينين، في تصريحات لقناة "زفيردا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أن القرار بشأن المفاوضات في يد بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي) وواشنطن وليس لدى كييف.

إعلان

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عضوية الحلف الأطلسي ستكون أفضل ضمانة لأوكرانيا.

وخلال اجتماع نظّمه بنك "جي بي مورغان" الأميركي لتشجيع الاستثمار في أوكرانيا وإعادة إعمارها، أضاف زيلينسكي أن بلاده ستكون قادرة على أن تصبح عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي في غضون عامين وبعد النصر ستنضم إلى الناتو، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان