روسيا تشن هجوما كبيرا على منشآت الطاقة بأوكرانيا وقوات "فاغنر" تواصل تقدمها نحو باخموت
قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قوات مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية أحرزت تقدما جديدا حول مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، في حين شنت روسيا هجوما كبيرا على منشآت الطاقة بأوكرانيا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية السبت أن موسكو شنت هجوما كبيرا على منشآت طاقة بالغة الأهمية في المجمع الصناعي العسكري الأوكراني أمس الجمعة.
وفي نشرتها اليومية، لم تحدد الوزارة منشآت الطاقة التي قالت إنها تعرضت للقصف. وذكرت أن القصف حال أيضا دون نقل أسلحة وذخيرة أجنبية بالسكك الحديدية إلى مناطق القتال في أوكرانيا.
من جهتها، قالت القوات المسلحة الأوكرانية في وقت متأخر الجمعة إن القوات الروسية أطلقت أكثر من 100 صاروخ ونفذت 12 هجوما جويا و20 قصفا بالمدفعية. وأضافت أنه تم تدمير 61 صاروخ كروز روسيا.
كما أعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو أن روسيا قصفت منشآت كهرباء في ست مناطق بصواريخ وطائرات مسيرة، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد.
تقدم فاغنر
في سياق مواز، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها الاستخباري اليومي للتطورات في أوكرانيا أن قوات فاغنر تقدّمت منذ الثلاثاء الماضي ما بين كيلومترين و3 كيلومترات شمال باخموت الواقعة شمالي مقاطعة دونيتسك، مشيرة إلى أنها باتت تهدد طريق الإمداد الرئيسي للقوات الأوكرانية غرب المدينة على الرغم من أن محللا عسكريا أوكرانيا أفاد بأن الإمدادات لا تزال مستمرة عبر هذا الطريق.
كما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية أحرزت بعض التقدم بالقرب من مدينة فوغليدار التي تقع في جنوب غرب دونيتسك، لكنها تكبدت خسائر كبيرة تشمل 30 آلية تركت في الميدان إثر ما وصفته "بهجوم فاشل".
Bakhmut .. private sector … cleaning up the Russian resistance.. pic.twitter.com/gQQZtzGSQo
— M|§F|T 🇺🇸🇺🇦 (@am_misfit) February 10, 2023
وذكر مدونون عسكريون روس أن الهجوم الجديد الذي شنته القوات الروسية هذا الأسبوع على فوغليدار كان مكلفا جدا، وتحدثت قناة مقربة من قوات فاغنر على تطبيق تليغرام عن "كارثة" تتكشف حول فوغليدار بعد الهجمات الروسية الأخيرة "الفاشلة".
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطابه المسائي أمس الجمعة- أنه بحث مع رئاسة أركان جيشه الوضع في مدينتي باخموت وفوغليدار بدونيتسك، وفي كريمينا التي تقع شمالا بلوغانسك.
ومنذ أسابيع، تشن القوات الروسية هجمات متزامنة على مدن في دونيتسك ولوغانسك المجاورة، وبدأت مؤخرا تطويق مدينة باخموت، وذلك تمهيدا لهجوم واسع يرجح أن يبدأ قبل الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير/شباط المقبل. ونقلت وكالة رويترز عن الحاكمين الأوكرانيين لدونيتسك ولوغانسك أن زخم هذا الهجوم بدأ يتشكل.
وفي المقابل، تخطط أوكرانيا بدورها لهجوم مضاد كبير خلال أشهر بعد أن تحصل على دبابات وأسلحة ثقيلة جديدة من حلفائها الغربيين.
جولة زيلينسكي
في هذه الأثناء، تحدّث الرئيس الأوكراني عن نتائج جولته في أوروبا التي أكد خلالها على ضرورة الإسراع في تزويد بلاده بأسلحة ثقيلة إضافية، قائلا إن "هناك اتفاقيات مهمة للغاية وإشارات جيدة".
وأوضح زيلينسكي أن ذلك انطبق على الدبابات والصواريخ البعيدة المدى، غير أنه أضاف أن هناك الكثير للقيام به بشأن تأمين طائرات مقاتلة لقواته في المستوى التالي من التعاون.
وفي لندن، قال إنه لمس أن بريطانيا تريد حقا أن تنتصر أوكرانيا على ما وصفه "بالغزو الروسي"، وقال إن الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز كان مهما لتبادل الآراء.
ووصف زياراته للقمة الأوروبية والبرلمان الأوروبي بأنها "بداية لمرحلة جديدة"، وقال إنه في هذه المرحلة الجديدة من التعاون لم تعد أوكرانيا ضيفة على المؤسسات الأوروبية، بل عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، وفق تعبيره.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال مساء أمس الخميس تعليقا على دعوة الرئيس الأوكراني القادة الأوروبيين إلى تزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى، إن المقاتلات التي تريدها كييف لا يمكن أن تسلم في الأسابيع المقبلة، مؤكدا أنه يفضل أسلحة "أكثر فائدة" ويمكن تسليمها بشكل أسرع، على حد قوله.
وأشار ماكرون إلى أن مدافع قيصر ونظام الدفاع الجوي المتوسط المدى المقدَّم من فرنسا، تفي بهذه المعايير.
من جانبها، أعلنت بريطانيا أنها تدرك المخاطر التصعيدية المحتملة لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الغربية، في وقت قللت فيه من احتمال تسليم كييف مقاتلات "تايفون" من طرازات قديمة.
بوتين وبايدن
في غضون ذلك، أعلن الكرملين الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيوجه خطابا إلى الأمة في 21 فبراير/شباط. ويأتي الخطاب قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن الخطاب سيتطرق إلى "الوضع الراهن"، ولا سيما التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والوضع الاجتماعي والاقتصادي في روسيا.
وأشار بيسكوف إلى أنّه ستتم "بالتأكيد" دعوة الجنود الروس الذين يشاركون في العمليات بأوكرانيا إلى الخطاب.
على الطرف الآخر، أعلنت واشنطن أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتوجّه إلى بولندا جارة أوكرانيا قبل الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير -الجمعة- أن الرئيس الأميركي سيلتقي بنظيره البولندي أندريه دودا خلال زيارته بين 20 و22 فبراير/شباط الجاري، وأضافت أن بايدن سيلتقي مع ممثلين آخرين لدول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وذكرت أن من المقرر إلقاء بايدن خطابا بمناسبة 24 فبراير/شباط، وهو يوم الذكرى السنوية لشنّ حرب أوكرانيا. وقالت إن الخطاب سيتناول دعم الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تكهنات بأن بايدن يمكن أن يجمع بين رحلة إلى بولندا وزيارة إلى أوكرانيا. وعندما سئل البيت الأبيض عن ذلك، لم يقدم أية معلومات، وأكد أنه لا توجد محطات أخرى في الرحلة يمكن الإعلان عنها في الوقت الحالي.
روسيا خسرت نصف دباباتها
عسكريا، رجّحت مسؤولة دفاعية أميركية بارزة الجمعة أن تكون نصف دبابات القتال الروسية دُمّرت أو استولى عليها الأوكرانيون.
وقالت سيليست والندر مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي خلال حدث افتراضي لمركز "نيو أميريكن سيكيوريتي"، إن روسيا "خسرت على الأرجح نصف مخزون دباباتها القتالية الرئيسية في القتال ومن خلال استيلاء الأوكرانيين عليها".
ويتزامن تقدير والندر التي لم تقدّم رقما دقيقا لعدد الدبابات التي خسرتها روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، مع استعداد كييف لتلقي دبابات غربية ثقيلة من مؤيديها الغربيين.
وكانت المملكة المتحدة أعلنت أن دبابات بريطانية من طراز "تشالنجر 2" سترسل إلى أوكرانيا في مارس/آذار المقبل، فيما قالت ألمانيا إنها سترسل مجموعة من دبابات "ليوبارد 2" إلى كييف بحلول أبريل/نيسان.
بدورها، تعهّدت الولايات المتحدة بإرسال 31 من دباباتها "إم1 أبرامز"، لكن يتوقّع أن يستغرق وصولها إلى أوكرانيا وقتا أطول.
بولندا وبيلاروسيا
على صعيد آخر، أغلقت بولندا أمس الجمعة إحدى نقاط العبور الحدودية الثلاث مع بيلاروسيا، وسط توترات متزايدة بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنه لا يمكن استبعاد عمليات إغلاق إضافية.
وجاء هذا التطور غداة إصدار محكمة بيلاروسية حكما على الصحفي البولندي البيلاروسي أندريه بوكزوبوت بالسجن 8 سنوات، بسبب تقاريره المناهضة لنظام مينسك حليف موسكو.