أوكرانيا تنتظر قنابل أميركية ذكية بعيدة المدى والأنباء تتضارب حول تطويق باخموت

أكد أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محادثات تجري بشأن الحصول على صواريخ بعيدة المدى وطائرات هجومية من الدول الداعمة، وجاء ذلك في الوقت الذي يستعر فيه القتال قرب مدينة باخموت الإستراتيجية وسط أنباء عن تطويقها.

وكتب ميخايلو بودولياك المستشار السياسي للرئيس الأوكراني عبر تويتر "تتطلب كل مرحلة من الحرب أسلحة معينة. تتطلب تعبئة جنود الاحتياط الروس في الأراضي المحتلة أمورا بعينها من (أوكرانيا) والشركاء".

وأضاف "لذلك ثمة ترتيبات خاصة بالدبابات (لوجستيات وتدريب وإمداد)، ومحادثات حول تقديم صواريخ بعيدة المدى وطائرات هجومية".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) إن الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا قد تعلن بعد غد، الجمعة، ومن المتوقع أن تتضمن "القنابل الذكية" بعيدة المدى لأول مرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القنابل الصغيرة القطر تثبّت على الصواريخ ويجري توجيهها بدقة فائقة، ويمكن إطلاقها براجمات الصواريخ من قبيل نظام هيمارس.

وجاء ذلك بعدما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهما إن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار سيُعلن عنها هذا الأسبوع في أقرب تقدير، وستشمل لأول مرة القنابل الصغيرة القطر، وهي سلاح جديد صممته شركة "بوينغ".

Ground-Launched Small Diameter Bomb (www.saab.com)
القنبلة الصغيرة القطر يمكن إطلاقها لمسافة تفوق 150 كيلومترا (موقع شركة ساب السويدية)

القنابل الجديدة

ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافا على بعد أكثر من 150 كيلومترا، أي قرابة ضعف مدى صواريخ منظومة هيمارس البالغ 80 كيلومترا، والتي غيرت مجريات الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.

وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريبا، وذلك يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى داخل الأراضي الروسية.

ويأتي هذا بعد أسبوع من تعهد دول غربية بإرسال عشرات الدبابات القتالية المتطورة لدعم الجيش الأوكراني لأول مرة منذ بدء الحرب.

من جهتها، قالت موسكو إن إرسال صواريخ أميركية بعيدة المدى إلى أوكرانيا سيؤدي إلى التصعيد لكنه لن يغير مجرى الأحداث.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم إن هذه الصواريخ ستؤدي إلى "تصعيد التوتر، زيادة مستوى التصعيد".

وتابع "نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر".

في سياق متصل، نددت الخارجية الروسية بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها إن تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية لا يشكل تصعيدا للنزاع، وإنه "لا شيء مستبعدا من حيث المبدأ"، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال إرسال مقاتلات إلى كييف.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي "هذا عبثي. هل يصدق الرئيس الفرنسي فعلا أن إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف لن يؤدي إلى تصعيد الوضع؟".

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه وقع مع نظيره الفرنسي مذكرة للحصول على رادارات "إم جي-200" (MG-200) من مجموعة تاليس.

وأضاف ريزنيكوف أن هذه الرادارات ستساعد بلاده في رصد الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية ومن بينها الصواريخ الباليستية.

معارك باخموت

ميدانيا، تدور معارك ضارية قرب مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي أوكرانيا، وسط أنباء من الجانب الروسي عن تطويقها.

وقال يان غاغين، مساعد القائم بأعمال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا، إن القوات المسلحة الروسية أحكمت تطويق مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك.

وأضاف غاغين -في تصريحات لوسائل إعلام روسية- أن المدينة تخضع حاليا لحصار مشدد، وأن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غربي المدينة.

لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية نفى أن تكون مدينة باخموت قد طوقت "عملياتيا".

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مواقع مهمة ودمرت مستودع أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية في دونيتسك.

في المقابل، قال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن قتالا ضاريا يجري قرب باخموت وإن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المعارك تدور في شرق مدينة باخموت وشمالها، وأكدت أنه رغم صعوبة الوضع فإنه "تحت السيطرة".

من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن جندي في وحدة أوكرانية مؤلفة من متطوعين من بيلاروسيا قوله من داخل باخموت إن القوات تقاتل من مبنى إلى آخر لتحقيق مكاسب لا تتجاوز 100 متر في الليلة، وأضاف أن المدينة تتعرض لقصف روسي متواصل.

أهمية باخموت

وتعد باخموت محورا رئيسا للقتال بين الطرفين منذ أشهر عدة، وتبرز أهميتها في بحث القوات الروسية عن أول انتصار كبير منذ شهور، وهو ما دفعها إلى تغيير تكتيكاتها العسكرية حسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية، من القصف الصاروخي إلى الدفع بموجات بشرية كبيرة من المقاتلين لاقتحام خطوط الدفاع الأوكرانية.

وتحظى باخموت بأهمية إستراتيجية حيث تقع على ضفتي نهر باخموتوفكا شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس، وتبعد نحو 600 كيلومتر عن العاصمة كييف.

وتعد مدينة باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، فمنها توجّه ضربات إلى المواقع الروسية.

وتكتسي المدينة أهمية لدى الروس، بعد خسارتهم مدينة إزيوم جنوب خاركيف، إذ أصبحت باخموت البوابة الجنوبية الشرقية شبه الوحيدة لتقدم القوات الروسية في دونيتسك.

كما تعد باخموت نقطة مواصلات مهمة، يمر فيها خط حديدي يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال الأوكراني.

من ناحية أخرى، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيش بلاده على وضع حد لعمليات القصف الأوكرانية التي تمتد إلى مناطق جنوب غرب روسيا المتاخمة لأوكرانيا.

وقال بوتين خلال اجتماع حكومي اليوم إن هذا القصف تسبب في تشريد كثير من المواطنين وحرم آخرين من الكهرباء.

المصدر : الجزيرة + وكالات