روسيا تعترف بتجنيد آلاف الجنود بشكل خاطئ وأميركا تخطط لإرسال سلاح جديد إلى أوكرانيا

المدعي العام الروسي خلال اجتماع أمس الثلاثاء مع الرئيس بوتين (مواقع إلكترونية)

اعترفت روسيا بأنها جنّدت بشكل خاطئ آلاف الرجال في الجيش من أجل القتال في أوكرانيا منذ الخريف الماضي، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن واشنطن تعدّ حزمة مساعدات لأوكرانيا تتضمن لأول مرة صواريخ بعيدة المدى.

وقال المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف أمس الثلاثاء خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، "تمت إعادة أكثر من 9 آلاف مواطن جندوا بشكل غير قانوني إلى الوطن، من بينهم أشخاص ما كان يجب استدعاؤهم تحت أي ظرف وذلك لأسباب صحية".

وعلى الرغم من ذلك، فإن مراقبين منتقدين يفترضون أن العديد من الأشخاص الآخرين تم تجنيدهم بشكل غير قانوني خلال التعبئة الجزئية التي أمر بها بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي، وربما لم تتم إعادتهم على الإطلاق.

وفي الأسابيع الأولى من بدء التعبئة الجزئية، وردت أنباء عن ظروف فوضوية في العديد من مكاتب التجنيد العسكرية. وقد استدعت تلك المكاتب 300 ألف رجل للقتال في أوكرانيا من جميع أنحاء روسيا.

وأضاف المدعي العام الروسي أن التعبئة كانت "درسا للكثيرين"، مشيرا إلى أنه يتعين على الجيش إعادة تنظيم قواعد بياناته، وتنظيم السجلات العسكرية لمعالجة أوجه القصور. وقال كراسنوف إن هناك مشكلات أيضا في دفع رواتب القوات.

قال كراسنوف "لم يتم تنفيذ التعبئة منذ مدة طويلة، لقد كشفت عن الكثير من المشاكل الكبيرة".

صواريخ بعيدة المدى

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤوليْن أميركيين مطلعين لرويترز قولهما أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا، وأضاف المسؤولان أن المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لكييف من المتوقع أن تشمل لأول مرة صواريخ طويلة المدى، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة أخرى.

وقال المسؤولون إنه من المتوقع الإعلان عن المساعدة العسكرية في أقرب وقت هذا الأسبوع. وأضافوا أنه من المتوقع أن تشمل أيضا معدات دعم لأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" (Patriot) وذخائر دقيقة التوجيه وصواريخ "جافلين" (Javelin) المضادة للدبابات.

وقال أحد المسؤولين إن جزءا من الحزمة سيأتي من صندوق يُعرف باسم مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، والتي تسمح لإدارة الرئيس جو بايدن بالحصول على أسلحة من شركات الصناعات الدفاعية بدلا من الأخذ من مخزونات الجيش الأميركي.

وأضافت رويترز أن إدارة بايدن ستشتري سلاحا جديدا لتقديمه لأوكرانيا، ويتعلق الأمر بالقنبلة ذات القطر الصغير المعروفة باسم "جي إل سي دي بي" (GLSDB) التي صنعتها شركة "بوينغ" (Boeing)، ويبلغ مدى القنبلة 94 ميلا (150 كلم).

يمكن أن يسمح المدى الطويل للسلاح الجديد للقوات الأوكرانية بضرب أهداف روسية كانت بعيدة المنال، كما ستساعدها في مواصلة الضغط عن طريق الهجمات المضادة لتعطيل القوات الروسية من وراء خطوط القتال.

كييف تترقب الدبابات

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده ستتسلم ما بين 120 و140 دبابة في "دفعة أولى" من الشحنات التي تعهد بإرسالها حلف يضم 12 دولة غربية.

وصرح كوليبا -خلال إفادة صحفية عبر الإنترنت- بأن أوكرانيا تواصل العمل من أجل "توسيع عضوية حلف الدبابات وزيادة مساهمات الأطراف المشاركة حاليا".

وتخطط كييف لإطلاق هجوم معاكس كبير لاستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في جنوب البلاد وشرقها.

وقال رئيس مجلس الأمن الأوكراني أولكسي دانيلوف في مقابلة تلفزيونية إن كييف "تستعد لتصعيد روسي كبير خلال أسبوعين أو 3 أسابيع، ونتوقع أياما أكثر دموية في المستقبل"، وأضاف المسؤول الأوكراني أن بلاده تتوقع مشاركة نصف 320 ألف جندي حشدتهم روسيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي في الموجة الثانية من الحرب.

معارك دونباس

وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء إن "تدابير هجومية ناجحة" مكنت قواتها من "تحرير قرية بلاغوداتني الواقعة في جمهورية دونيتسك الشعبية"، في إشارة إلى مقاطعة دونيتسك، إحدى المقاطعات الأوكرانية الأربع التي أعلنت روسيا ضمها في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتقع قرية بلاغوداتني قرب سوليدار، البلدة المعروفة بمناجم الملح، والتي سيطرت عليها القوات الروسية في الآونة الأخيرة، وعند طريق سريع يؤدي إلى باخموت.

وأكدت مواقع تابعة لمليشيا فاغنر الروسية أنها تمكنت من السيطرة على مواقع للقوات الأوكرانية في الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة باخموت، وأن فاغنر عقب سيطرتها على مدينة كليشييفكا جنوبي غربي باخموت تستمر في التقدم وتوسيع مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرتها في محور كراسنويه.

في المقابل، نفى المتحدث باسم الجبهة العسكرية الشرقية في الجيش الأوكراني سيرهي تشيرفاتي أن تكون القوات الروسية قد تمكنت من قطع الطريق المؤدي إلى مدينة باخموت شمالي مقاطعة دونيتسك.

وأكد تشيرفاتي في تصريحات له أمس الثلاثاء أن القوات الروسية ما زالت تعتبر المدينة هدفَها الأهم، رغم تكبدها خسائر يومية وصفها بالكبيرة.

وتسعى روسيا منذ أشهر للسيطرة على باخموت في معارك هي الأكثر ضراوة منذ أن أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته إلى أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

السفراء الروس

حض وزير خارجية ليتوانيا غابرييليوس لاندسبيرغيس أمس الثلاثاء بقية دول الاتحاد الأوروبي على طرد سفراء روسيا، في وقت تتصاعد فيه التوترات الدبلوماسية بين دول البلطيق وموسكو منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال الوزير الليتواني خلال مؤتمر صحافي في ريغا عاصمة ليتوانيا "لا فائدة من وجود سفير روسي في عاصمة أوروبية".

وشدد على أن البعثات الدبلوماسية الروسية "لم تعد، في معظم الحالات، مؤسّسة دبلوماسية، إنّها مؤسسة دعائية، تتستّر على جرائم الحرب وتسوّق عموما لأجندة إبادة جماعية".

والأسبوع الماضي، قالت إستونيا إنها ستطرد السفير الروسي ردا على إعلان الكرملين سفيرها في موسكو شخصا غير مرغوب فيه.

وتضامنا مع إستونيا، أعلنت لاتفيا، ثالثة دول البلطيق، أنّها ستطرد السفير الروسي، وستسحب سفيرها من موسكو.

المصدر : الجزيرة + وكالات + ديلي بيست