نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين من غزة باتجاه رفح
يواصل عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من مدينة غزة ومن سكان أطراف خان يونس الثلاثاء التوجه نحو جنوب القطاع، بعدما أنذرهم الجيش الإسرائيلي بهجوم على المناطق المتواجدين فيها، في حين قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن ما يحدث بغزة يمثل فشلًا أخلاقيًا واضحًا يواجه المجتمع الدولي.
ومدينة خان يونس محاصرة حاليا من الجهة الشرقية والشمالية الغربية، ، وتدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على محور دير البلح صلاح الدين وقرب مطاحن خان يونس وفي بلدتي بني سهيلة والقرارة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونحو 35 إلى 40 ألفا من النازحين الذين هربوا من مناطق شرق خان يونس تركوا المدارس والمستشفيات وتوجهوا نحو رفح آخر منطقة في قطاع غزة على الحدود المصرية، حيث تبعد الدبابات الإسرائيلية نحو 1500 متر عن مدينة مستشفى ناصر في خان يونس، بحسب مراسل الوكالة .
ونصب النازحون الخيم وسط شوارع حي المواصي غرب مدينة خان يونس تحت المطر، وكان صوت المسيرات الإسرائيلية يُسمع فوقهم.
وافترشت نساء الأرض الرملية، وأحضر شبان أكواما من أغصان الأشجار لاستخدامه كوقود للطبخ.
وشوهدت عربات تجرها الحمير وسيارات تتوجه نحو مدينة رفح وشاحنة كبيرة مع قاطرة تنقل أطفالا ونساء نازحين من جباليا إلى مدينة رفح.
وقال عبدو النجار من خان يونس أثناء مغادرته باتجاه رفح لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن في منطقة فيها سكان عاديون وسط خان يونس. كلها دُمرت جراء القصف".
واأقى الجيش الإسرائيلي منشورات كتب فيها "إلى سكان حي السطرة، حمد الكتيبة المحطة معن وبني سهيلة في الساعات القريبة سوف يبدأ الجيش الإسرائيلي بهجوم شديد على منطقة سكنك بهدف تدمير منظمة حماس الإرهابية".
وأضاف "لا تتحركوا بعد ابقوا بالمأوى أو المستشفيات الموجودين بداخلها. خروجكم خطير جدا. أُعذر من أنذر".
رفح مكتظة بالفعل وظروفها مزرية
وأصبح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وتؤدي موجة النزوح الجديدة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا في الأول من ديسمبر/كانون الأول إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
وفي خان يونس بجنوب غزة حيث شنت إسرائيل هجوما كان متوقعا منذ فترة طويلة، كان الفلسطينيون الذين التمسوا الحماية من الغارات الجوية بإقامة الخيام في أراضي مستشفى ناصر بالمدينة يفككون خيامهم ويحمِّلون أكوام الحُصر والبطاطين على السيارات أو العربات التي تجرها الحمير.
وكانت خان يونس موطنا يعيش فيه 381 ألف شخص قبل الحرب. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 245 ألف شخص آخرين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي على الجزء الشمالي من غزة لجؤوا إلى خان يونس في 71 موقعا مختلفا.
ودعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى إخلاء 3 مناطق محددة في محافظة رفح. واكتظت هذه المناطق بالفعل بحوالي 280 ألف ساكن و470 ألف نازح وصلوا بعد بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "سيؤدي أمر الانتقال فعليا إلى رفع عدد الأشخاص في رفح إلى 1.35 مليون شخص، عبر دفع 600 ألف شخص إضافيين من خان يونس إلى منطقة يبلغ عدد سكانها حاليا 750 ألف نسمة حيث تواجه قدرة الأمم المتحدة وشركاءها على تقديم المساعدة تحديات خطيرة بالفعل".
إلى متى؟
وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الدبابات الإسرائيلية وصلت الى بلدة بني سهيلة من منطقة القرارة الشرقية وتمركزت شرقي ووسط مدينة خان يونس على بعد مئات الأمتار من منطقة المحطة وسط خان يونس من الناحية الغربية".
وأدى القصف إلى مقتل 24 شخصًا في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال حسام الوليدي (26 عاما) "تعبنا من الانتقال من مكان لآخر … ذاهبون أنا وعائلتي وأهلي الى تل السلطان في رفح مشيا على الأقدام، وصاحب العربة لا يقبل بـ300 شيكل (نحو 80 دولارا) لنقلنا".
فشل أخلاقي
وترك آلاف النازحين في غزة من أحياء الشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بيوتهم وتوجهوا إلى مستشفى الشفاء ومدارس حكومية في منطقة الرمال غرب غزة.
وحذر بيان للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من "كل محاولات التهجير التي ستبوء بالفشل ومن أي تساوق عربي وغربي مع مخططات تصفية القضية بأي شكل".
وقال بيان الفصائل "نؤكد أن إدارة غزة شأن داخلي لن نقبل التدخل به".
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش عقب زيارة للمستشفى الأوروبي في خان يونس -وفقا لرويترز- "لا يمكننا أن ندير ظهورنا لما يعتبر فشلًا أخلاقيًا واضحًا يواجه المجتمع الدولي".
ودعت "الأطراف وكل من له تأثير إلى التهدئة، وإيجاد حلول غير عسكرية لمعاناة الناس الهائلة على الجانبين".
وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستبذل "كل ما بوسعها للمساعدة في تخفيف المعاناة" مضيفة "ولكن لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا. ليس هناك حل إنساني فحسب، بل يجب أن يكون هناك حل سياسي".