الخرطوم تطالب البعثة الأممية بالمغادرة ودول غربية تندد بالعنف في دارفور
طالبت الحكومة السودانية الأمم المتحدة بإنهاء مهام بعثتها لدعم الانتقال "يونيتامس" ومغادرة البلاد، في حين نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم دارفور.
وجاءت المطالبة السودانية في رسالة رسمية وجهها وزير الخارجية علي الصادق إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن أثناء اجتماعه لبحث النزاع في السودان.
وقالت الرسالة إن حكومة السودان ملتزمة بالانخراط البناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة مناسبة ومتفق عليها.
وشددت على أن الغرض من إنشاء البعثة كان مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، ولكن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها "كان مخيبا للآمال".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس أنه سيتنحى عن منصبه، وذلك بعد أكثر من 3 أشهر من إعلان الخرطوم أنه غير مرحب به بعد أن أشعلت الخلافات بين الأطراف المتناحرة فتيل الحرب.
ومساء الخميس، دانت مارثا أما أكيا بوبي نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا أمام مجلس الأمن اتساع نطاق النزاع في السودان إلى مناطق أخرى من البلاد، التي تضم أصلا أكبر عدد من النازحين في العالم.
وأشار مسؤول العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث الاثنين الماضي إلى أنه بعد نحو 7 شهور من الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يحتاج قرابة 25 مليون شخص في السودان حاليا إلى مساعدات إنسانية.
واندلعت الحرب بين الجيش والدعم السريع يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، وخلفت 10 آلاف و400 قتيل، وفق منظمة "إكليد" المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات، كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.
قلق غربي
وفي سياق متصل، نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك، الجمعة، بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما في إقليم دارفور.
وأشارت الدول الثلاث إلى الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع في دارفور. وانبثقت هذه القوات إلى حد كبير من جماعات ومليشيات عربية متحالفة معروفة باسم الجنجويد.
وذكر البيان أن هذه الهجمات تشمل، وفقا لتقارير موثقة، على عمليات قتل جماعي لغير العرب، وقتل الزعماء التقليديين، والاحتجاز الجائر، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
وتابع البيان أن ثمة مخاوف أيضا من تقارير تفيد باستهداف المدنيين في محلية جبل أولياء المطلة على النيل الأبيض.
ودعت البلدان المانحة الثلاثة، التي تسمي مجموعتها بالترويكا، إلى وقف القتال، وحثت الطرفين على التهدئة والانخراط في محادثات هادفة تؤدي إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.
وأدت المكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع في الأجزاء الغربية والجنوبية من السودان إلى إنهاء جمود استمر لأشهر في حربها على الجيش السوداني، وهي مكاسب تزيد أيضا من طموحات تلك القوات شبه العسكرية.