توتر بين أرمينيا وروسيا بعد إقرار يريفان الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية
دخلت العلاقات الروسية الأرمينية في توتر جديد بعد تصديق يريفان على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، حيث قال الكرملين إن تصديق أرمينيا خطوة غير صائبة، محذرا من أنه قد يضر بعلاقات البلدين؛ نظرا لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية حرب أوكرانيا.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الشعب الأرميني شقيق، لكن لدى موسكو تساؤلات بشأن قيادته. مشيرا إلى أن التعاون مع روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي يضمن بشكل تام أمن أرمينيا، وأكد أنه "لا بديل لأرمينيا عن التحالف الأمني مع روسيا".
وكانت المحكمة -التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا- أصدرت في مارس/آذار الماضي مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين خلال الحرب التي تشنّها موسكو ضد كييف.
وكرر بيسكوف -في تصريحاته للصحفيين اليوم الثلاثاء- انتقاد المذكرة، وقال "نعتبر أن قرار المحكمة الجنائية الدولية في ما يخص الرئيس بوتين غير قانوني".
مداولات سريعة
وكان برلمان أرمينيا صادق في وقت سابق اليوم الثلاثاء على الانضمام إلى الجنائية الدولية، وبنتيجة مداولات سريعة صادق البرلمان على نظام روما بأغلبية 60 صوتا مقابل 22.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان يغيشه كيراكوسيان "نقوم بتوفير ضمانات إضافية لأرمينيا"، في مواجهة أي تهديد محتمل لسلامة أراضيها من أذربيجان.
وأشار إلى أن المصادقة على نظام روما ستعني أن أي اجتياح مقبل لأراضي البلاد "سيكون ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية"، وهو ما سيكون له "تأثير رادع" لأي طرف معاد.
وتأتي المصادقة في ظل توتر في العلاقات بين يريفان وموسكو بعد العملية العسكرية التي شنتها باكو في إقليم ناغورني قره باغ، وانتهت باستسلام الانفصاليين وفرار أغلب السكان الأرمن من الإقليم بعد نزاع مع أذربيجان على الإقليم امتد عقودا.
وأكد كيراكوسيان أن أرمينيا اقترحت على روسيا توقيع "اتفاق ثنائي" يسهم في تهدئة مخاوف موسكو حيال انضمام يريفان إلى المحكمة الجنائية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وشهدت الأعوام الأخيرة تقاربا بين أرمينيا والدول الغربية على حساب تحالفها التقليدي مع روسيا.
تحالف تقليدي
ونشرت موسكو قوات لحفظ السلام في قره باغ في أعقاب الحرب الثانية التي خاضتها أذربيجان وأرمينيا بسبب الإقليم عام 2020 وانتهت بهزيمة يريفان، إلا أن هذه القوات لم تؤد دورا يذكر خلال العملية العسكرية الخاطفة التي شنّتها أذربيجان الشهر الماضي في قره باغ، وانتهت ببسطها "السيادة" الكاملة عليه مع استسلام الانفصاليين.
واليوم الثلاثاء، أشاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بجنود حفظ السلام، ووجه إليهم الشكر على "إيثارهم واحترافهم اللذين سمحا بتجنب سقوط ضحايا جدد".
الجدير بالذكر أن أرمينيا وقعت نظام روما عام 1999 من دون أن تصادق عليه، معللة ذلك في حينه بتعارض بين بعض بنوده ودستورها، ومنذ ذلك الحين تمت إزالة هذه العقبات.
وكانت أحزاب المعارضة -التي تستحوذ على 36 مقعدا في البرلمان المؤلف من 107 مقاعد- احتجت على طرح هذه المسألة وانسحبت من بداية الجلسة.