واشنطن تكشف عن مساعدات ضخمة لأوكرانيا ومعارك طاحنة على تخوم مدينة إستراتيجية
أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن ستخصص مساعدات ضخمة لأوكرانيا للعام الجاري، في وقت تدرس فيه دول أوروبية تزويد كييف بسلاح نوعي ثقيل، وميدانيا تخوض القوات الأوكرانية والروسية معارك طاحنة على جبهة "سوليدار" الإستراتيجية في إقليم دونباس (شرق).
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الاثنين إن الكونغرس سيرصد 45 مليار دولار لأوكرانيا ضمن الموازنة العامة، مضيفا أن هذا المبلغ كفيل بتغطية احتياجاتها خلال العام الجاري.
وتابع سوليفان أن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا يجري بوتيرة سريعة لإمدادها بما يلزم للانتصار في الحرب الدائرة مع روسيا منذ نحو عام.
ومنذ بداية الحرب، قدمت واشنطن لكييف مساعدات بأكثر من 20 مليار دولار، وشمل ذلك معدات عسكرية متطورة مثل أنظمة "هيمارس" الصاروخية، إضافة إلى صواريخ "باتريوت" التي بدأت تصل إلى أوكرانيا.
كما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية الاثنين عن مصدر غربي أن بريطانيا تدرس تزويد أوكرانيا بالدبابات لأول مرة لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية.
وقالت الشبكة إن المناقشات تجري منذ أسابيع قليلة بشأن تسليم "تشالنجر 2″، وهي الدبابة القتالية الرئيسية للجيش البريطاني، إلى أوكرانيا.
كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها قدمت لأوكرانيا أكثر من 200 عربة مدرعة حتى الآن.
وفي الإطار نفسه، قال مسؤولون بولنديون إن بلادهم تدعو دولا أخرى إلى تشكيل تحالف واسع لتزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية الحديثة مثل الدبابات الألمانية الصنع من طراز "ليوبارد"، والتي تصنف كأحد الأسلحة الثقيلة النوعية لدى الجيوش الغربية.
دبابات قتالية
وفي إيطاليا، قالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الاثنين إن روما لن تتخذ أي قرار بشأن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قبل فبراير/شباط، وكانت إيطاليا منحت العام الماضي مساعدات لكييف شملت معدات عسكرية.
كما يناقش المسؤولون في ألمانيا إمداد كييف بدبابات قتالية، وكانت الولايات المتحدة وألمانيا أعلنتا قبل أيام عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن عربات قتالية أميركية من طراز "برادلي" ومدرعات ألمانية من طراز "ماردر".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فتعهد بتسليم كييف دبابات خفيفة غربية التصميم، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط العام الماضي.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين إن تسليح بلاده لتحقيق النصر سيكون الطريق الأقصر لاستعادة السلام والأمن في أوروبا وخارجها.
وأضاف كوليبا في تغريدة على تويتر أنه رغم امتنان بلاده للدعم العسكري المقدم من شركائها، فإن بقاء القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية يعني أن أحدا لم يفعل شيئا، وفق تعبيره.
في المقابل، قال الكرملين إن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا لن تكون قادرة على تغيير أي شيء بشكل جذري، وإن تسليم دبابات فرنسية إلى أوكرانيا لن يغير أي شيء ولن يمنع تحقيق أهداف ما وصفها بالعملية العسكرية الخاصة، في إشارة إلى الهجوم المستمر على الجارة الغربية منذ نحو عام.
قتال يزداد ضراوة في الشرق
ميدانيا، تدور معارك طاحنة في مدينة سوليدار بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا وسط أنباء متضاربة عن الوضع العسكري هناك.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات المنطقة الشرقية في الجيش الأوكراني إن الجيش الروسي قصف مدينة سوليدار أكثر من 100 مرة وشن 22 هجوما في محاولة لاقتحام المدينة خلال الساعات الماضية.
وأضاف المتحدث أن قوات بلاده تنفذ بشكل متناسق غارات جوية وقصفا صاروخيا على مواقع مرتزقة "فاغنر" والقوات الروسية، وأن قيادة العمليات الأوكرانية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى جبهة مدينة سوليدار.
وفي خطابه المسائي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الروس دمروا كل ما في سوليدار، مضيفا أنه لم تبق فيها أي حياة.
وتابع قائلا "ربحنا وقتا إضافيًا لأوكرانيا. لقد أهلكت روسيا الآلاف من جنودها، فجثث قتلاها تغطي أرض سوليدار، إنه الجنون بعينه. قريبا ستكون هناك أخبار سارة لدولتنا، ومن المهم للغاية أن نتوصل إلى اتفاقات جديدة مع شركائنا، ويجب أن تحصل أوكرانيا على كل ما تحتاجه لطرد الإرهابيين وحماية شعبها".
وكان قائد القوات الخاصة الموالية لروسيا بشرق أوكرانيا قال الأحد إن القوات الروسية تخوض معارك عنيفة في مدينة سوليدار، مضيفا أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة هناك.
وقبل ذلك، تحدث الجيش الروسي عن تقدم قواته داخل سوليدار، لكن الجيش الأوكراني نفى ذلك، مؤكدا أنه لا يزال يسيطر على المدينة.
ووصف الرئيس الأوكراني الأحد الوضع في سوليدار بأنه صعب للغاية، لكنه أكد أنها ومدينة باخموت القريبة منها لا تزالان صامدتين أمام الهجمات الروسية.
وفي تطور آخر في دونيتسك، أعلن مقر الدفاع الإقليمي لمقاطعة دونيتسك أن القوات الروسية سيطرت على بلدة باخموتسكويه المتاخمة لمدينة سوليدار، وبالتزامن أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تقدم قواتها في منطقة أوغليدار بالمقاطعة نفسها.
وبشأن مدينة باخموت -التي كان يسكنها نحو 70 ألفا قبل الحرب- كشف مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أن أهمية باخموت تكمن في شبكة مناجم الملح والجبس.
وفي دونيتسك أيضا، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن نحو 4400 شخص بينهم 132 طفلا قتلوا جراء القصف الأوكراني في عموم المقاطعة منذ بدء الحرب.
وفي خاركيف (شمال شرق)، قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن مدنيا قتل وجرح العشرات في قصف روسي استهدف سوقا في بلدة تشيفتشينكوفا وسط المقاطعة. وقالت السلطات المحلية إن القصف الروسي جاء ردا على تقدم الجيش الأوكراني في محور "كوبيانسك-ليمان" والمحاور الشرقية.
حرب مع الناتو
في هذه الأثناء، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن بلاده لا تحارب أوكرانيا. وفي حديث لصحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، وصف المسؤول الروسي ما يجري في الوقت الحالي بأنه مواجهة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال باتروشيف إن أهداف واشنطن وحلف الناتو على المدى البعيد تتمثل في إضعاف أو تدمير روسيا بأي ثمن، وفق تعبيره.
وفي الجانب الأوكراني، قال المستشار الرئاسي ميخائيل بودولياك إن استهداف الأراضي الروسية هو نتيجة مباشرة لما وصفه بعدوان روسيا على بلاده.
وأضاف بودولياك في مقابلة تلفزيونية أن أوكرانيا لها الحق الكامل في استهداف الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.