بوتين يشيد بدور الكنيسة في الحرب ومؤسس فاغنر يكشف عن سر الاهتمام بمدينة باخموت

مع انتهاء الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، تتجه الأنظار إلى مدينة باخموت الإستراتيجية التي تحاول القوات الروسية منذ أشهر انتزاعها بدعم من مسلحي مجموعة "فاغنر" الأمنية الروسية.

وقبيل نهاية الهدنة منتصف هذه الليلة، تردد دوي القذائف في الشوارع شبه المهجورة بمدينة باخموت التي تقع ضمن مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، واتهمت كييف القوات الروسية بعدم الالتزام بالهدنة التي أعلنتها موسكو من جانب واحد.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطاب مصور- "كانوا يقولون شيئا عن وقف مفترض لإطلاق النار، لكن الحقيقة هي أن القذائف الروسية أصابت مجددا باخموت ومواقع أوكرانية أخرى".

وكان الجيش الروسي أكد -قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي لمدة 36 ساعة بمناسبة عيد الميلاد للمسيحيين الأرثوذكس- التزامه بوقف إطلاق النار، وقال إنه اكتفى طيلة هذه الهدنة بالرد على القصف الأوكراني.

في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول تقدم روسي في مدينة سوليدار التي تقع على مقربة من مدينة باخموت.

وقالت قوات منطقة لوغانسك الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية تلقت أوامر بالانسحاب من المدينة.

لكن الجيش الأوكراني أكد أن سوليدار لا تزال تحت سيطرته، وقال إن القتال مستمر في محيطها في ظل استخدام القوات الروسية الأسلحة الثقيلة.

أنفاق باخموت وسوليدار

وتبدو القوات الروسية مصممة على السيطرة على مدينة باخموت التي حل بها دمار واسع وهجرها معظم سكانها البالغ عددهم قبل الحرب 70 ألف نسمة.

وفي هذا السياق، قال مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إنه يتطلع إلى سيطرة الجيش الروسي ومقاتلي المجموعة على باخموت؛ نظرا إلى ما تحتويه من "مدن تحت الأرض" تستوعب المقاتلين والدبابات.

وذكر بريغوجين -في تصريحات عبر تليغرام- أن "(المكسب الأهم) هو شبكة المناجم في سوليدار وباخموت، وهي في الواقع شبكة من المدن تحت الأرض؛ فهي لا تستوعب فقط مجموعة كبيرة من الناس على عمق بين 80 و100 متر تحت الأرض، بل بالإمكان أن تتحرك فيها الدبابات وعربات المشاة القتالية".

وقالت وكالة رويترز إن تصريحات بريغوجين تشير إلى مناجم كبيرة للملح ومواد أخرى في المنطقة التي تضم أنفاقا تمتد لأكثر من 100 ميل، وصالة ضخمة تحت الأرض أقيمت فيها مباريات لكرة القدم وحفلات للموسيقى الكلاسيكية في أوقات السلم.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله الخميس الماضي إن واشنطن تعتقد أن بريغوجين يريد السيطرة على مناجم الملح والجص (الجبس) في المنطقة لأسباب تجارية، من دون أن يذكر أي إشارة إلى استخدامات عسكرية محتملة.

وتحدث بريغوجين في تصريحاته أيضا عن مكاسب أخرى للسيطرة على باخموت، إذ وصفها بأنها مركز لوجيستي مهم يتمتع بتحصينات دفاعية فريدة.

رسالة عيد الميلاد

من ناحية أخرى، أشاد الرئيس الروسي أمس السبت -في رسالة بمناسبة عيد الميلاد- بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية لدعمها قوات بلاده التي تقاتل في أوكرانيا.

وأصدر الكرملين هذه الرسالة بعد أن حضر الرئيس الروسي قداس عيد الميلاد للكنيسة الأرثوذكسية بمفرده داخل كاتدرائية في الكرملين بدل الانضمام إلى المصلين في احتفال عام.

وأوضح بوتين أنه يعد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قوة مهمة لتحقيق الاستقرار في المجتمع في وقت يشهد "صداما تاريخيا" بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا وقضايا أخرى.

وقال بوتين إنه "من دواعي سروري أن أشير إلى المساهمة البناءة الضخمة التي تقدمها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والطوائف المسيحية الأخرى في روسيا من أجل توحيد المجتمع والحفاظ على ذاكرتنا التاريخية وتعليم الشباب وتعزيز مؤسسة الأسرة".

وأكد أن منظمات الكنيسة "تعطي أولوية لدعم محاربينا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، ويستحق هذا العمل العظيم والمتفاني احتراما حقيقيا".

ويحتفل كثير من المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد في السابع من يناير/كانون الثاني، لكن دعم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للحرب في أوكرانيا أثار الغضب بين الأوكرانيين الأرثوذكس، وأدى إلى انقسام الكنيسة الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم.

ومن بين نحو 260 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم، يوجد حوالي 100 مليون في روسيا.

ويوجد نحو 30 مليونا من الأرثوذكس في أوكرانيا مقسمين بين الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو، وبين اثنتين من الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، إحداهما الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات