مسرحية عن سيرة الشعراوي تثير أزمة بمصر وأسرة الشيخ تقاضي ناقدا فنيا اتهمه بالرجعية

الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي (مواقع التواصل)

أزمة قضائية يواجهها الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، بعد أن قررت أسرة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي مقاضاته بشأن تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها أفكار الشيخ ووصفها بالرجعية.

وقالت زوجة محمد الشعراوي (حفيد الشيخ محمد متولي الشعراوي) -في تصريحات لأحد المواقع المحلية- إن الأسرة قررت اتخاذ إجراء قانوني ضد الناقد المصري بشأن تصريحاته، معتبرة أن من يردد مثل هذه التصريحات يسعى للشهرة، مؤكدة أن هؤلاء (المنتقدين) لم يستطيعوا الحديث عنه في أثناء حياته.

وأضافت أن بعضا ممن يهاجم الشيخ الراحل يعتقدون أنه لن تكون هناك محاسبة، ولذلك لا بد من اتخاذ إجراءات قانونية، وهو الإجراء الذي كان لا بد أن يتخذ منذ أول إساءة للشعراوي.

وأكدت زوجة حفيد الشعراوي أن الشيخ الراحل لا يحتاج لأن يظهر أشخاص يحاولون تشويه سمعته والحديث عنه بالزور، لكونه قيمة كبيرة، فتاريخه يتحدث عنه.

بداية الأزمة

بدأت الأزمة بعد إعلان وزارة الثقافة المصرية خطة الأعمال المسرحية لعام 2023، ومن بينها مسرحية عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو ما أثار جدلا واسعا بين مؤيديه ومعارضيه.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي -في تصريحات لأحد لمواقع المحلية- إنه من الأنسب تقديم عمل يتحدث عن سماحة وعصرية الدين الإسلامي وارتباطه بالآخر، مؤكدًا أن هذا الوقت ليس مناسبًا للحديث عن سيرة الشيخ الشعراوي بسبب "أفكاره الرجعية"، حسب وصفه.

وأضاف أن "الشيخ الشعراوي كانت له آراء رجعية، مع كل الاحترام لمحبيه والشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، ولكن هذا ليس وقت عمل للشيخ الشعراوي، خاصة أن المجتمع -في الأساس- يتراجع في أفكاره وتحرره، وأنه يأمل تقديم عمل يتحدث عن سماحة وعصرية الدين الإسلامي وارتباطه بالآخر".

وانتقد الشناوي اختيار المسرح القومي لتقديم سيرة الشيخ الشعراوي لعرضها خلال رمضان المقبل، قائلا "هو شهر روحانيات، ولكن روحانيات الشعراوي متخلفة ورجعية ومتزمتة وغير عصرية"، واستطرد أنه كان من الأفضل تقديم سيرة الدكتور مجدي يعقوب أو الدكتور أحمد زويل.

الوزارة تتراجع

يأتي ذلك بعد إعلان مدير المسرح القومي، الفنان إيهاب فهمي، مشروعا باسم "السيرة" يتضمن أمسيات تحكي سير الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر، وكان من المفترض أن يشمل المشروع سيرة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان من المقرر طرحها في رمضان المقبل.

إلا أن وزيرة الثقافة المصرية دكتورة نيفين الكيلاني نفت ذلك، وقالت إن الشيخ الشعراوي "عليه تحفظات كثيرة"، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حديث القاهرة".

وقالت الكيلاني كان هناك اقتراح مقدم بعقد أمسيات عن بعض الشخصيات الدينية في رمضان، وليس عملا مسرحيا، موضحة أن هذا المقترح مقدم من مدير المسرح القومي، ولم يعرض على اللجنة حتى الآن، إذ إن اللجنة تقرر الأعمال حسب بعض المعايير والشروط.

وأوضحت الوزيرة أن اللجنة التي تختار الشخصيات الدينية على رأسها الفنانة سميحة أيوب والفنان أحمد فؤاد سليم، واسم الشيخ الشعراوي كان مطروحا كمثال، ولم يكن مؤكدا، ولم يتم الإعلان عن عمل محدد، كما أن الشخصيات المختارة لا بد أن تكون تنويرية ومؤثرة في المجتمع عبر مستوياته كافة.

إمام الدعاة

الشيخ محمد متولي الشعراوي -الذي ولد عام 1911- عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق، ويعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث عمل على التفسير بطرق مبسطة وأساليب ميسرة للعامة، مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لدرجة أن لقبه بعض الناس بإمام الدعاة، وقد رحل عن عالمنا عام 1998.

وارتبط المسلمون -والمصريون خاصة- بالشعراوي كما لم يرتبطوا بشيخ قبله أو بعده، حتى باتت موسيقى برنامجه إحدى كلاسيكيات التلفزيون المصري، فعشرات السنوات مرت والمصريون يتابعون كل أسبوع بعد صلاة الجمعة خواطر الشعراوي حول القرآن الكريم، فضلا عن الحضور البارز قبل الإفطار في شهر رمضان، حتى أصبح الشعراوي أحد أهم مظاهر شهر رمضان في مصر على غرار أذان المغرب الشهير للشيخ الراحل محمد رفعت.

ورغم مرور أكثر من 20 عاما على وفاة الشيخ الجليل، فإن ذكراه ما زالت حية في نفوس المصريين، وخواطره في تفسير القرآن الكريم مستمرة في جاذبيتها وتعيد الفضائيات عرضها بين الحين والآخر، خاصة في شهر رمضان.

المصدر : الجزيرة