بلينكن يلتقي عباس.. اعتقالات بالضفة ومواجهات وإضراب شامل في حي المكبر بالقدس المحتلة
اعتقلت قوات الاحتلال -فجر اليوم الثلاثاء- 5 مواطنين فلسطينيين من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، في حين عم إضراب شامل حي جبل المكبر بالمدينة المقدسة استجابة لدعوة من الأهالي لإغلاق المحال التجارية وتعطيل مظاهر الحياة كافة احتجاجا على عمليات الهدم الانتقامية التي نفذها الاحتلال في الحي.
يأتي ذلك في وقت بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته إلى رام الله حيث بدأ مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتصدر جدول أعمال زيارة بلينكن -إلى الجانب الفلسطيني- التصعيد الحاصل في الضفة والقدس والتي وصل إلى مستويات دعا الجانب الأميركي إلى خفضها وإعادة الهدوء إليها.
وقال مصدر بالرئاسة الفلسطينية إن مديري المخابرات الأردنية والمصرية يشاركان في الاجتماع بين الرئيس عباس ووزير الخارجية الأميركي في مقر الرئاسة.
اعتقالات
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن حملة الاعتقالات والمداهمات في الضفة شملت أيضا بلدة طمون جنوب طوباس (شمال) ومدينة يطا جنوب محافظة الخليل، وبلدة العيساوية شرقي القدس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية حوسان غرب مدينة بيت لحم، وصادرت مركبة تعود لأحد المواطنين.
وذكر مراسل الجزيرة أن مواجهات اندلعت في حي جبل المكبر صباح اليوم بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين.
وقد أغلق فلسطينيون بعض المداخل المؤدية إلى الحي بالإطارات المطاطية المشتعلة والحاويات، وقد شهدت المنطقة الأيام الأخيرة هدم منازل ومنشآت عامة تنفيذا لمقررات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الذي عقد السبت الماضي ردا على العمليتين المسلحتين اللتين نفذهما فلسطينيون بالقدس نهاية الأسبوع الماضي.
وقد نقلت وسائل إعلام فلسطينية أن الإضراب شل جميع مناحي الحياة في البلدة، بما فيها المدارس والقطاع التجاري.
وبثت منصات فلسطينية -عبر مواقع التواصل- مقاطع فيديو توثق إشعال الإطارات وسط الطرقات وإغلاق مداخل البلدة، وسط دعوات إلى التزام الأهالي بالإضراب تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد أصدر تعليمات بتسريع عمليات هدم المنازل في القدس الشرقية بحجة عدم الترخيص.
قمع الأسرى
من ناحية أخرى، أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات السجون الإسرائيلية نفذت سلسلة من الاعتداءات وعمليات القمع بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما دفعهم لتصعيد خطواتهم الاحتجاجية.
وأضاف نادي الأسير أن سجن الدامون يشهد توترا شديدا وعمليات قمع واعتداءات على الأسيرات، وتحويل غرفهن إلى زنازين بعد تجريدهن من كل مقتنياتهن.
كما كشف معلومات تؤكد استمرار التوتر في سجون عوفر والنقب ومجدو إلى جانب الدامون، محذرا من خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال بعد التهديدات التي أطلقها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف.
دعوات للتهدئة
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أن دعا بلينكن -على هامش زيارته للمنطقة- الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات فورية من أجل "وقف التصعيد".
وقال بلينكن -في تغريدة له في وقت مبكر من فجر اليوم- إنه عقد لقاء "مثمرا" مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ومواجهة إيران، وضرورة التهدئة في الضفة.
كما التقى الوزير الأميركي زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الذي أكد أنهما ناقشا حل الدولتين والحاجة الملحة للتهدئة بالضفة الغربية.
وذكر بلينكن أنه التقى أيضا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس، وأن اللقاء تضمن مناقشة "العلاقة القوية" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك ملفي إيران والضفة.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة، قال بلينكن خلاله "أي شيء يبعدنا عن حل الدولتين سيقوض أمن إسرائيل على المدى البعيد" مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة بالقدس.
وشدد الوزير الأميركي على أن التزام بلاده بأمن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى ولن يتغير أبدا، قائلا إنهم يعملون على تعميق "اتفاقات أبراهام" لتعزيز أمن إسرائيل بالمنطقة، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة.
تقويض السلطة
في المقابل، قالت الحكومة الفلسطينية إن الإجراءات والتهديدات التي تقوم بها إسرائيل تهدف إلى تقويض السلطة الفلسطينية وكسر إرادة الفلسطينيين.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية دول العالم والإدارة الأميركية بإدانة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو إلى ارتكاب مزيد من الجرائم عبر التشجيع على حمل السلاح، ووضع آليات ملزمة توفر الحماية للفلسطينيين.