نتنياهو يتوعد الفلسطينيين بالرد "بيد ثقيلة" ويتعهد بتسريع الاستيطان وتسهيل حمل السلاح للمستوطنين

At least 7 killed in an armed attack in Jewish settlement at East Jerusalem
نتنياهو توعد بما سماه الرد القوي على عمليتي القدس المحتلة (الأناضول)

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد إغلاق منزل الشهيد خيري علقم، منفذ عملية القدس التي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح، في أول إجراء من سلسلة قرارات عقابية اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بعد هجومي القدس.

وفي مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته لا تبحث عن التصعيد لكنها متأهبة للتعامل مع كل احتمال، وشدد على أن الرد على ما سماه الإرهاب سيكون "بيد ثقيلة ودقيقة"، على حد تعبيره.

وأضاف نتنياهو أن حكومته ستتخذ قريبا خطوات لتعزيز الاستيطان، كما أنها ستعجّل منح تراخيص حمل السلاح لآلاف الإسرائيليين.

رد الخارجية الفلسطينية

في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية إجراءات الاحتلال "عقوبات عنصرية جماعية تحرّض على مزيد من التصعيد".

وحمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تصعيد عدوانها وانتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بإجراءات عملية وآليات ملزِمة تجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش أغلق وعزل منزل الشهيد علقم، بينما تداولت وسائل إعلام إسرائيلية صورا لأفراد من الجيش يستخدمون أدوات اللحام لإغلاق المنزل.

ويأتي القرار بعد ساعات قليلة من قرار الطاقم الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) أجاز فيه إغلاق منزل الشهيد في أقرب وقت ممكن تمهيدا لهدمه.

واتخذ الكابينت سلسلة قرارات عقابية ردا على عمليتي القدس، وتضمنت إغلاق منزل منفذ عملية القدس، وحرمان عائلات منفذي العمليات من الحق في التأمين الوطني ومزايا أخرى، وكذلك رفض منح بطاقات الهوية الخاصة بسكان القدس لعائلات منفذي العمليات.

ترخيص الأسلحة

كما قرر المجلس الأمني المصغر تسريع وتوسيع نطاق منح تراخيص الأسلحة النارية للإسرائيليين، وتعزيز الإجراءات الأمنية في المستوطنات، وتعزيز قوات الشرطة والجيش لشن عمليات أمنية وحملات لجمع ما وصفها بالأسلحة غير المشروعة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعد بما سماه الرد القوي على عمليتي القدس المحتلة، وبإجراءات "قوية" تشمل هدم منازل منفذي الهجمات "بشكل فوري".

ومثلت عمليتا إطلاق النار في القدس تحديا لنتنياهو، الذي عاد إلى السلطة ديسمبر/كانون الأول الماضي على رأس حكومة قومية يمينية متشددة، متعهدا بتعزيز السلامة الشخصية للإسرائيليين بعد سلسلة من هجمات نفذها فلسطينيون العام الماضي.

تقييم الوضع الأمني

من جهة أخرى، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن وزير الدفاع يوآف غالانت سيجري تقييما للوضع بمشاركة رئيسي الأركان والشاباك.

من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنه طلب من المستشارة القانونية للحكومة برهاف ميارا إغلاق منازل منفذي الهجمات في القدس. كما دعا بن غفير إلى إنشاء قوة أطلق عليها "الحرس الوطني"، وتجهيزها لتكون قوة وقائية وهجومية كبيرة، بحسب تعبيره.

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فدعا إلى محاصرة الأحياء التي تعيش فيها عائلات منفذي الهجمات.

بدوره، أعلن جيش الاحتلال أنه تقرر إغلاق المستوطنات المحيطة بالقدس أمام العمالة الفلسطينية.

شهيد في قلقيلية

في غضون ذلك، أطلقت دورية أمنية إسرائيلية النار على مواطن فلسطيني وقتلته قرب مستوطنة كدوميم شرقي قلقيلية، بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار في المستوطنة.

وأعلنت السلطات الفلسطينية، اليوم الأحد، استشهاد الشاب الفلسطيني كرم علي سلمان (18 عاما) من قرية قوصين بنابلس، برصاص إسرائيلي شمالي الضفة الغربية.

وفي التطورات الميدانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى صباح أمس السبت نحو 50 مواطنا من القدس المحتلة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين -في بيان- إن طاقمها القانوني في القدس يعمل ضمن حالة طوارئ مكثفة، لمتابعة الاعتقالات المتصاعدة التي تتم بطريقة عشوائية، وقد تجاوزت 50 حالة اعتقال في القدس وحدها.

اقتحام السجون

وفي السياق ذاته، نددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين باقتحام قوات إسرائيلية أقسام الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، و"التنكيل" بهم وعزلهم.

وأكدت الهيئة -في بيان صحفي عبر حسابها على فيسبوك- أن إدارة السجون "قامت باقتحام أقسام الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، ونكلت بهم وعزلتهم ونقلت العشرات من سجن لآخر، في مخطط يهدف للتضييق عليهم".

وقال نادي الأسير الفلسطيني -في بيان- إن "قوات القمع التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية اقتحمت عدة أقسام في سجون الأسرى الفلسطينيين، ونكلت بهم، ونقلت عددا منهم إلى سجون وأقسام أخرى".

Secretary Of State Blinken Speaks At TechWomen Event At The State Department
وقف التصعيد على رأس أولويات بلينكن خلال زيارته للمنطقة (الأناضول)

زيارة بلينكن

سياسيا، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة -اليوم الأحد- تشمل مصر وإسرائيل والضفة الغربية، بينما يواصل مدير الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز محادثاته لوقف التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن "دوامة العنف" الدائرة في الضفة الغربية والقدس طغت على أي خطط لوزير الخارجية الأميركي للتركيز على الديمقراطية.

وشهدت القدس المحتلة عمليتين أسفرتا عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة عدد آخر، وذلك عقب مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان