سجال فرنسي روسي بشأن أفريقيا.. باريس ترد على اتهامات لافروف وتسميها "أكاذيب مخزية"

وصفت فرنسا، الخميس، الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن تدخلها في الشؤون الداخلية لدول أفريقيا بأنها "أكاذيب مخزية".

وردا على سؤال لوكالة الأناضول -في مؤتمر صحفي بباريس- قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير ليجيندر إن تصريحات لافروف أثناء جولته الأفريقية تعد "أكاذيب مخزية".

وتأتي هذه التصريحات  الفرنسية ردا على اتهامات لافروف لباريس بدعم الإرهابيين والتدخل الشؤون الداخلية للدول الأفريقية، وقوله أثناء وجوده في (سوازيلاند) إسواتيني الواقعة جنوب أفريقيا "باريس مذنبة في دعمها الإرهابيين في ليبيا".

ويعكس التراشق بالتصريحات حالة من التنافس والصراع على الحضور بأفريقيا، حيث يتزامن تراجع النفوذ الفرنسي وخروجها من عدد من الدول مع تنام واضح للحضور الروسي في هذه القارة خصوصا بمنطقة الساحل والصحراء.

وجاءت تصريحات لافروف ردا على تعليق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 23 يناير/كانون الثاني الجاري أجاب فيه عن رأيه بطلب بوركينا فاسو من قوات بلاده مغادرة أراضيها، حيث سارع ماكرون بتوجيه أصابع الاتهام -بطريقة غير مباشرة- إلى موسكو بالوقوف وراء ذلك الطلب.

ويرى ماكرون أن الروس متخصصون بالتلاعب في تلك المنطقة لا سيما وأن طلب حكام المستعمرة الفرنسية السابقة جاء بعد أيام قليلة على احتجاجات شعبية طالبت برحيل الجنود الفرنسيين متهمة إياهم بالتخاذل في حماية المدنيين من الجماعات المسلحة، وهي ترفع الأعلام الروسية.

ومقابل ما يمكن وصفه بالأفول الفرنسي في أفريقيا يظهر تمدد روسي، فمثلما حدث في مالي قبل أشهر فإنه من غير المستبعد أن يتكرر الأمر في بوركينا فاسو ويحل مقاتلو مجموعة فاغنر للخدمات الأمنية الروسية بدلا من الجنود الفرنسيين الذين يُنتظر أن يغادروا خلال شهر واحد.

وتعد مالي آخر دولة غرب أفريقيا جذبت قوات "فاغنر" الروسية للعمل على أراضيها ضمن مهمة تدريب الجيش ومحاربة التنظيمات المسلحة، ففي نهاية 2022 وقعت باماكو مع فاغنر اتفاقا لإرسال نحو 1200 جندي لتدريب الجيش المالي مقابل حصول المجموعة التي يقودها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين على مبالغ تصل إلى 10 ملايين دولار شهرياً.

وكانت باريس سحبت في أغسطس/آب الماضي آخر جنودها من مالي لتنهي بذلك مهمة جيشها بهذا البلد الأفريقي بعد وجود دام 9 أعوام في إطار قوة برخان العسكرية، وجاء قرار فرنسا على خلفية توتر علاقاتها مع المجلس العسكري الحاكم بالبلاد بعد فشلها في الحد من انتشار الجماعات المسلحة.

ويثير انتشار فاغنر في بعض دول غرب أفريقيا جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة حول جدوى وجودها بمناطق بعيدة من النفوذ الروسي ومدى استفادة الدول الأفريقية منها بعدما فشلت القوات الفرنسية والوحدات العسكرية الأميركية في القضاء على الجماعات المسلحة المنتشرة بمنطقة الساحل.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول