تركيا تؤجل اجتماعا مع السويد وفنلندا بشأن الانضمام للناتو وهلسنكي ترغب بالعودة إلى الحوار مع أنقرة

Sweden's Prime Minister Ulf Kristersson attends a news conference in Stockholm
رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أكد أن بلده بحاجة إلى عضوية كاملة في الناتو كي تحظى بضمانات البند الخامس (رويترز)

نقل التلفزيون التركي عن مصادر دبلوماسية تركية لم يسمها أن الاجتماع الخاص بالآلية الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا المتعلق بانضمام الأخيرتين إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) تم تأجيله، في حين لوحت فنلندا بإمكانية انضمامها للحلف منفردة، مستبعدة في الوقت ذاته من أنقرة قرارا بشأن الانضمام قبل الانتخابات التركية.

وكانت وكالة "ريا نوفوستي" نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع، تأجيل المفاوضات بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن طلب الانضمام إلى الناتو إلى أجل غير مسمى بناء على طلب من أنقرة.

ويذكر أن الاجتماع الخاص بهذه المفاوضات كان من المقرر عقده ببروكسل في مطلع فبراير/شباط المقبل.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الاثنين إن من الواضح أن الإدارة في السويد التي سمحت بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم لا تنتظر دعم تركيا طلب عضويتها في الحلف.

وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقده عقب ترؤسه اجتماعا لحكومته في أنقرة أن السويد لم يعد بإمكانها الاعتماد على "دعم" تركيا بعد هذه الحادثة، وهي الثانية بين البلدين منذ مطلع العام، بعدما خرج ناشطون مؤيدون للأكراد في منتصف يناير/كانون الثاني الجاري في مظاهرات مناهضة لتركيا.

Finland's Foreign Minister Pekka Haavisto attends news conference in Helsinki
وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو أشار إلى ضرورة أن تدرس هلسنكي احتمال الانضمام إلى الناتو من دون السويد (رويترز)

من جهته، أشار وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو في مؤتمر صحفي إلى ضرورة أن تدرس هلسنكي احتمال الانضمام إلى الناتو من دون السويد التي وصلت الآن إلى طريق مسدود في سعيها للحصول على موافقة أنقرة بعد سلسلة من المظاهرات المناهضة لتركيا في ستوكهولم وحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية.

واعتبر هافيستو في تصريح لشبكة التلفزيون العام "يلي" اليوم الثلاثاء، أن هذه الاحتجاجات تشكل "عائقا" أمام الترشح لعضوية حلف الناتو، وأن "المحتجين يلعبون بأمن فنلندا والسويد".

وقال إن انضمام البلديين الأوروبيين الشماليين على نحو مشترك يبقى "الخيار الأول"، لكن "علينا بالطبع تقييم الوضع ودراسة ما إذا كان أمر ما حصل سيمنع على المدى البعيد السويد من المضي قدما"، معتبرا في الوقت ذاته أن "الوقت ما زال مبكرا لاتخاذ موقف".

لكن هافيستو أضاف أن من غير المرجح أن تقرر تركيا ما إذا كانت ستوافق على طلبي فنلندا والسويد الانضمام للناتو إلا بعد الانتخابات التركية المقررة في مايو/أيار من العام الجاري.

Anti NATO and anti Turkey demonstration
مظاهرات ضد الناتو وتركيا في العاصمة السويدية في 21 يناير/كانون الثاني الجاري (غيتي)

بدوره، أكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، أن بلاده أوفت بالتزاماتها تجاه تركيا بموجب اتفاق ثلاثي بين السويد وفنلندا وتركيا لتمهيد الطريق نحو الانضمام للناتو، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السويدية.

وقال خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي "لقد أوفينا بجميع بنود الاتفاق وسوف نواصل تنفيذه"، مشيرا إلى أن بلاده ستسعى خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي إلى تقوية التعاون مع حلف الناتو.

كما قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إنه لا شيء أكثر أهمية بالنسبة لأمن السويد الوطني من مسألة انضمامها مع فنلندا إلى الناتو، وأضاف أنهم يرغبون في العودة إلى الحوار مع تركيا بشأن طلب الانضمام إلى الناتو، مؤكدا أنه إذا لم تحظ السويد بحوار فعال فإنه سيكون صعبا عليها الانضمام للناتو، "وهذا ستكون له تداعيات على أمننا".

وشدد كريسترسون على أن السويد بحاجة لعضوية كاملة في الناتو حتى تحظى بالضمانات الأمنية الواردة في البند الخامس، والذي ينص على أن أي اعتداء مسلح ضد عضو أو عدة أعضاء من الحلف، في أوروبا أو أميركا الشمالية، يعد عدوانا عليهم جميعا.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن فنلندا والسويد اتخذتا بالفعل إجراءات للوفاء بتعهداتهما ضمن مذكرة التفاهم مع تركيا، كما قال البيت الأبيض إنه يتوقع من الناتو أن يوافق على انضمام فنلندا والسويد.

على صعيد آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تدعم بشدة فنلندا والسويد في طريقهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، موضحا خلال لقائه مع رئيس فنلندا ساولي نينيستو في العاصمة كييف أن أوكرانيا تودّ ألا تسير في هذا الطريق وحدها غدا.

المصدر : الجزيرة + وكالات