خطة بولندية بديلة لتزويد أوكرانيا بالدبابات والنرويج تكشف تقديرات قياسية لقتلى الحرب

أعلنت بولندا أمس الأحد أنها تخطط لبناء "تحالف مصغر" من الدول المستعدة لتسليم دبابات إلى أوكرانيا، في وقت وعدت فيه برلين وباريس بتزويد كييف بدبابات قتالية متطورة. في الأثناء، كشفت النرويج عن حصيلة قياسية لقتلى الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها.

وأكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أنه إذا رفضت برلين تزويد كييف بالدبابات، "فسنشكل تحالفا مصغرا من البلدان المستعدة لمنح بعض معداتها ودباباتها الحديثة لأوكرانيا التي تواجه أزمة".

وجاء الإعلان البولندي في اجتماع مهم بألمانيا، انتقد خلاله بعض المسؤولين الأوكرانيين تردد الحلفاء في دعم كييف بدبابات قتالية، لكن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال إنه يتوقع أن تبدأ قوات كييف التدريب قريبا على دبابات "ليوبارد" في بولندا.

وأشارت بولندا التي أعلنت استعدادها لتسليم كييف 14 دبابة من هذا الطراز، إلى أنها تجري مناقشات مع نحو 15 دولة بهذا الصدد.

تأكيد ألماني بشأن "ليوبارد"

وتأكيدا لذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين مستعدة للسماح لبولندا بإرسال دبابات "ليوبارد" لأوكرانيا لمساعدتها في الحرب، إذا تقدّمت وارسو بطلب في هذا الشأن.

وقالت بيربوك لقناة "إل سي إي" (LCE) الفرنسية في أعقاب قمة فرنسية ألمانية في باريس، "إذا طُرح علينا السؤال فلن نقف في طريق" بولندا، مضيفة "نعلم كم أن هذه الدبابات مهمة، لذلك نبحث في ذلك الآن مع شركائنا".

من جانيه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لا تستبعد إمكانية تسليم دبابات "لوكلير" القتالية لأوكرانيا.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في باريس "فيما يتعلق بلوكلير، لا نستبعد أي شيء".

ومع ذلك، أكد ماكرون أن نشر دبابات "لوكلير" يجب ألا يتسبب في تصعيد الصراع، وألا يضعف القدرات الدفاعية لفرنسا، ويجب أن يمثل دعما واقعيا وفعالا لأوكرانيا. وقال إنه ستتم مناقشة القضية مع الحلفاء مثل ألمانيا في الأيام والأسابيع المقبلة.

وحتى الآن لم يتم تزويد أوكرانيا بأي دبابات رئيسية غربية التصميم بهدف تعزيز دفاعها ضد الروس، إلا أن بريطانيا تعهدت بتقديم 14 دبابة من طراز "تشالنجر" لكييف.

وحثّ وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا) برلين أمس السبت على "تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الآن"، لافتين إلى "المسؤولية الخاصة" لألمانيا بوصفها "أول قوة أوروبية".

في المقابل، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية سيؤدي إلى كارثة عالمية.

حصيلة كبيرة للقتلى

في سياق متصل، كشفت النرويج أن المعارك المستمرة لأكثر من عام أوقعت 180 ألف قتيل أو جريح في صفوف الجيش الروسي، و100 ألف في الجانب الأوكراني، إضافة إلى مقتل 30 ألف مدني.

وأعلن رئيس الأركان النروجي إريك كريستوفرسن في مقابلة تلفزيونية، أنه رغم خسائرها الفادحة فإن "روسيا قادرة على مواصلة (هذه الحرب) لمدة طويلة"، مستشهدا بقدرات موسكو في التعبئة وإنتاج الأسلحة.

وتابع "أكثر ما يقلق هو ما إذا كانت ستتمكن أوكرانيا من إبقاء سلاح الجو الروسي خارج الحرب"، مشيرا إلى أنها تمكنت حتى الآن من إبقائه خارج الحرب إلى حد كبير "بفضل المضادات الجوية الأوكرانية".

ودعا المسؤول العسكري في هذه الدولة المتاخمة لروسيا، والعضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) منذ تأسيسه في عام 1949، إلى تسليم أوكرانيا دبابات قتالية، قائلا "تحتاج أوكرانيا لهذه الدبابات سريعا، إذ عليها شن هجوم مضاد في الشتاء".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي إن الجيش الروسي تكبد خسائر تزيد عن 100 ألف جندي بين قتيل أو جريح، مع حصيلة مماثلة "على الأرجح" في الجانب الأوكراني.

المصدر : وكالات