المخابرات الروسية تتهم كييف بتخزين أسلحة داخل المحطات النووية والرئيس الأوكراني يعلن التعبئة العامة

قوات روسية تقصف مواقع أوكرانية في جبهة خيرسون (وكالة الأنباء الأوروبية)

اتهمت الاستخبارات الروسية اليوم الاثنين أوكرانيا بتخزين أسلحة وذخائر غربية داخل محطات للطاقة النووية في البلاد. في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني التعبئة العامة لقوات بلاده، في حين يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على موسكو.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن رئيس جهاز المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين قوله إن النظام الأوكراني نشر منظومات هيمارس الصاروخية الأميركية وأسلحة أخرى قرب المحطات النووية، لأنه يعلم أن القوات الروسية لن تقصف تلك المحطات خوفا من كارثة نووية.

وأضاف ناريشكين أن الجانب الأوكراني لا يخشى فكرة أن يتم تدمير أي من المفاعلات النووية لمحطات توليد الكهرباء بالخطأ نتيجة انفجار الأسلحة المخزنة داخلها، لأنه يمكن دائما إلقاء اللوم على موسكو.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ضرورة وجود تواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الشأن.

وأضاف بيسكوف أن الشعب الأوكراني سيدفع ثمن إمداد كييف بالدبابات الألمانية عبر دول أخرى، مشيراً إلى أن الدول التي تضخ الأسلحة إلى كييف تتحمل المسؤولية.

من جهة أخرى، قال بيسكوف إن قرار واشنطن تصنيف فاغنر منظمة إجرامية لن يؤثر على روسيا أو الشركات العسكرية الخاصة.

وشدد المتحدث باسم الكرملين على أنه لا تتوفر الشروط الآن من أجل إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

معارك زاباروجيا وخيرسون

في غضون ذلك، تبادل الجيشان الروسي والأوكراني الحديث عن انتصارات في زاباروجيا، فيما أفادت هيئة الأركان الأوكرانية باشتداد القصف الروسي على المناطق المأهولة بالسكان في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد.

وقالت الهيئة في تقريرها الصباحي إن أكثر من 20 بلدة في زاباروجيا تعرضت للقصف المدفعي خلال الساعات الماضية.

وأكدت الأركان الأوكرانية استمرار تكبد القوات الروسية خسائر في كلتا المقاطعتين، على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أن المستشفيات الواقعة في مناطق سيطرة الروس بمقاطعتي زاباروجيا وخيرسون مليئة بجرحى القوات الروسية، حسب قولها.

بدورها، قالت الاستخبارات الأوكرانية في بيان إن روسيا تعيد تجميع صفوفها وإن الشرق يشهد معارك صعبة وحاسمة.

وأضافت أن النشاط الرئيسي للجيش الروسي هو في محوري دونيتسك ولوغانسك (شرق)، أما الهجمات الروسية في جنوبي البلاد هدفها حماية شبه جزيرة القرم.

وبشأن احتمالات نهاية الحرب، قالت الاستخبارات الأوكرانية إنه يمكن بدء الحديث عن نهاية الحرب أوائل الصيف المقبل.

تقدم روسي

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مواقع مهمة في محور زاباروجيا (جنوب).

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية تتقدم في محوري دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب)، مضيفا أنها قتلت نحو 300 عسكري أوكراني في جبهات كوبيانسك ولوغانسك وليمان.

كما سيطر الجيش الروسي على مواقع مهمة ودمر مستودعا للأسلحة في زاباروجيا، إلى جانب تدمير محطة رادار مضادة للدبابات أميركية الصنع في مقاطعة خيرسون، وإسقاط طائرة حربية أوكرانية في مقاطعة دونيتسك.

تعبئة أوكرانية

سياسيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هناك تعبئة جارية في أوكرانيا لدعم الإمكانات القتالية على الجبهات المختلفة.

وجدد زيلينسكي -خلال اجتماعه مع طلاب جامعة شيفتشينكو برفقة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون- التأكيد على أن بلاده ترغب في الحصول على إجابة واضحة من ألمانيا بشأن تزويدها بدبابات "ليوبارد 2".

وأضاف الرئيس الأوكراني خلال مقابلة مع قناة "إيه آر دي" (ARD) الألمانية أن قرار برلين بهذا الشأن غير صحيح وغير جدي، حسب وصفه

كما أكد أن أوكرانيا تريد الحصول على أنظمة دفاع جوي وصواريخ بعيدة المدى لصد الهجمات الروسية.

وكان الرئيس الأوكراني شدد في وقت سابق على أن أفضل ضمان لبلاده هو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.

وخلال استقباله رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون في كييف أمس الأحد، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستفعل كل شيء من أجل النصر والأمان.

وأضاف أنه بحث الخطوات العملية التي يمكن أن تقوم بها بريطانيا لمساعدة أوكرانيا، وكذلك الإعداد لقمة السلام المزمع عقدها من أجل تنفيذ صيغة السلام التي قدمها زيلينسكي لقادة مجموعة العشرين العام الماضي.

اجتماع أوروبي

وفي سياق متصل، بدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي محادثات في بروكسل تتناول تطورات الحرب في أوكرانيا مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني.

وقالت مصادر للجزيرة إن الوزراء الأوروبيين سيناقشون فرض سقف جديد لأسعار النفط الروسي وتقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف.

كما ستنظر المحادثات في فكرة إدارة الأصول الروسية المجمدة في دول الاتحاد الأوروبي لتوليد أرباح يمكن تخصيصها لصالح إعادة إعمار أوكرانيا.

بدورها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال حث قادة الدول الأعضاء على المضي قدما في محادثات بشأن استخدام ما يصل إلى 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد حظر 300 مليار يورو من احتياطيات البنك المركزي الروسي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في إطار عقوبات فرضها على موسكو بعد شنها الحرب على أوكرانيا.

بدوره، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن بلاده ستقود الجهود في قمة مجموعة السبع القادمة للوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

وأضاف كيشيدا في خطاب أمام البرلمان أن بلاده ستعمل مع دول مجموعة السبع للرد على الحرب الروسية على أوكرانيا والقضايا العالمية الأخرى في قمة المجموعة في مايو/أيار المقبل في هيروشيما غربي اليابان.

تضارب ألماني

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن بلاده ستتخذ قرارا في وقت قريب بشأن إرسال دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا، في المقابل قالت وزيرة الخارجية الألمانية إن برلين لن تعارض إرسال بولندا الدبابات إلى الأوكرانيين إذا قررت ذلك.

غير أن القرار النهائي في هذه المسألة يعود إلى المستشار الألماني أولاف شولتز الذي رفض حتى الآن التعليق على مسألة عمليات التسليم غير المباشرة لهذه الدبابات. كما أنه لم يُعلق على مسألة إرسال دبابات "ليوبارد" مباشرة من المخزون الألماني.

وتتعرض الحكومة الألمانية لضغوط متزايدة من أجل تزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد" التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على ساحة المعركة ضد القوات الروسية.

وقد عرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد تمتلكانها، لكنهما بحاجة إلى موافقة رسمية من برلين لإعادة تصديرها.

وكان المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية آندريه يوسوف قد ذكر أن بلاده ستتلقى دبابات "ليوبارد 2″، وأن المفاوضات جارية حاليا بهذا الشأن.

وأضاف أن بلاده حققت ما سماه اختراقا كبيرا في الحصول على هذا النوع من المساعدة العسكرية.

وقال يوسوف إنه رغم عدم وجود قرار علني بشأن نقل الدبابات، فإن أوكرانيا ستحصل عليها.

موقف ألماني فرنسي

وفي السياق ذاته، أكد بيان ألماني فرنسي مشترك استمرار دعم مساعدة أوكرانيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا مهما طال الأمر.

وأشار البيان في أعقاب قمة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز إلى أن دعم أوكرانيا سيركز على الجوانب العسكرية والاقتصادية، وأن تقديم المعدات العسكرية الضرورية سيبقى حاضرا ما اقتضت الحاجة إليه.

كما جدد البلدان دعمهما للجهود الرامية إلى محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في أوكرانيا.

وأشار البيان الفرنسي الألماني إلى وجود حاجة ملحة لتسريع انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي.

انتقام موسكو

في المقابل، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، إن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية سيؤدي إلى كارثة عالمية.

وحذر المسؤول الروسي الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أن هذا التوجه سيقود إلى إجراءات انتقامية بأسلحة أقوى، على حد تعبيره.

بدوره، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن "قضية تزويد كييف بأسلحة ثقيلة، لا يترك مجالا للشك في أن أعداء روسيا سيستمرون في عملية إرهاقها إلى أجل غير مسمى، ويفضلون تدميرها".

ورجح ميدفيديف إمكانية ظهور تحالف عسكري جديد إذا طال أمد النزاع في أوكرانيا، يضم ما سماها الدول التي تعبت من الأميركيين.

تمدد أميركي

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستمدد مهمة آلاف من قواتها في جنوب شرق رومانيا لمدة 9 أشهر أخرى على الأقل، تنفيذا لالتزام الرئيس جو بايدن بتعزيز الوجود الأميركي في أوروبا في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.

واعتبر البنتاغون أن هذه الخطوة ستضمن استمرار الوضع الجيد للولايات المتحدة لتوفير موقف رادع قوي ودفاعي إلى جانب حلفائها في أوروبا.

وقد سرعت حرب روسيا على أوكرانيا من وتيرة الانتشار العسكري الأميركي فيما يعرف بالجبهة الشرقية للناتو، فقد ارتفعت أعداد القوات الأميركية من نحو 80 ألف جندي قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى أكثر من 100 ألف جندي.

المصدر : الجزيرة + وكالات