غوتيريش يطالب بـ30 مليار دولار لمواجهة آثار الفيضانات في باكستان

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده تحتاج إلى تمويل غير محدود لمواجهة آثار الفيضانات التي ضربتها أخيرا، وإن الصعوبات التي تواجهها ستستمر إذا لم يكن هناك دعم دولي كاف.
في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع بدء زيارته لباكستان التي تستمر يومين لتفقد المناطق المتضررة من الفيضانات، إن الدعم المالي الذي تحتاجه باكستان هائل، ويقدر بنحو 30 مليار دولار.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداء عاجلا لجمع مساعدات بقيمة 160 مليون دولار لباكستان، حيث قدرت السلطات في البلاد الخسائر الأولية للفيضانات بنحو 10 مليارات دولار.

وتأمل السلطات الباكستانية أن تحمل زيارة غوتيرش الأسرة الدولية على زيادة دعمها لمساعدة البلاد على مواجهة الأزمة الإنسانية الناتجة عن الفيضانات، حيث غمرت المياه ثلث مساحة باكستان بعد أشهر من الأمطار الغزيرة التي وصفها غوتيريش الأسبوع الماضي بـ"الموسم الكارثي".
وأوضح غوتيريش، في تغريدة من الطائرة التي كانت تقلّه، أنه يريد "الوقوف مع الناس في لحظة صعبة، وتشجيع الدعم الدولي ولفت انتباه العالم إلى العواقب الكارثية للتغير المناخي".
ومن المقرر أن يزور غدا السبت مناطق الجنوب التي غمرتها الفيضانات، ومدينة موهنجو دارو التاريخية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمهددة بالمياه.
دمار هائل
ولم تشهد باكستان أمطارا بهذه الغزارة منذ 3 عقود على الأقل، ويعدّ موسم الأمطار الذي يستمر عادة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول أساسيا لريّ المزروعات وإعادة تشكيل موارد المياه في شبه القارة الهندية.
وتعزو إسلام آباد الفيضانات الكاسحة التي تضرر منها أكثر من 33 مليون شخص إلى التغير المناخي الذي يزيد من وتيرة وشدة الظواهر المناخية القصوى في جميع أنحاء العالم، وسبق أن واجهت باكستان هذه السنة موجة حر تخطت أحيانا 50 درجة مئوية وحرائق غابات مدمرة وفيضانات كاسحة نتيجة ذوبان الكتل الجليدية السريع.
وعلى الرغم من أن باكستان مسؤولة عن أقل من 1% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، فإنها في المرتبة الثامنة بين الدول التي تواجه أكبر خطر نتيجة الظواهر المناخية القصوى، وفق دراسة أجرتها منظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية.
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات المحلية في إقليم السند (جنوبي باكستان) فتحت ثغرة هي الرابعة في بحيرة مانتشار التي تسبب فيضانها بغرق نحو 400 قرية ونزوح نحو نصف مليون شخص.
وتهدف الثغرة إلى تسريب كميات المياه التي لم تعد تتحملها حدود البحيرة التي تعد أكبر بحيرة طبيعية للمياه العذبة في البلاد. وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة مدنيين محاصرين داخل منازلهم نتيجة الفيضانات.
وتعدّ بحيرة مانتشر، التي تقع غرب نهر السند في منطقة جامشورو بإقليم السند، واحدة من أكبر بحيرات المياه العذبة في آسيا، وهي مصدر رزق لآلاف الصيادين الذين يقطنون في القرى المجاورة.
وتسببت الفيضانات حتى الآن بمقتل نحو 1400 شخص منذ يونيو/حزيران، حسب آخر الأرقام الصادة عن السلطة الوطنية لإدارة الكوارث، كما جرفت المياه نحو 7 آلاف كيلومتر من الطرقات ودمرت 246 جسرا وهدمت 1.7 مليون مسكن وشركة أو ألحقت بها أضرارا جسيمة.