إيران تنتقد آخر تقارير "الذرية الدولية" وموسكو تحذر الغرب من إصدار قرار آخر ضد طهران

رفضت طهران الاتهامات التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتجاوز مخزون اليورانيوم المسموح به بنحو 19 مرة، فيما حذرت روسيا الدول الغربية من إصدار قرار آخر داخل مجلس محافظي الوكالة ضد إيران.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن الاتهامات الواردة في التقرير ربع السنوي لوكالة الطاقة الذرية هي "تكرار لادعاءات سابقة لا أساس لها من الصحة، والغرض منها سياسي".
وأضاف كمالوندي أن إعادة الرقابة على البرنامج النووي كما كانت في السابق تتطلب التزام جميع الأطراف بالاتفاق النووي، وأنه لا ينبغي أن يتوقعوا من إيران أن تكون منفتحة على عمليات تفتيش إضافية، في وقت لا تفي فيه بقية الأطراف بالتزاماتها، وتواصل فرض عقوباتها القاسية على إيران، حسب تعبيره.
وأظهر تقرير ربع سنوي صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة -أمس الأربعاء- أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تبلغ 60% (قرب الدرجة اللازمة لصنع أسلحة نووية) زاد إلى مستوى يفوق المقدار الذي يكفي -في حالة زيادة تخصيبه- لصنع قنبلة نووية.
تخزين اليورانيوم
وأشارت الوكالة إلى أن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة تخزين اليورانيوم المخصب، وبات مخزونها الآن يتجاوز بأكثر من 19 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وجاء في التقرير أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ حتى 21 أغسطس/آب الماضي نحو 3940 كيلوغراما، بزيادة قدرها 131.6 كيلوغراما مقارنة بالتقرير الفصلي السابق.
وكانت الوكالة الأممية قالت أمس الأربعاء "إنها لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصرا"، بسبب عدم رد طهران على مسألة المواقع غير المعلنة المشتبه بأنها شهدت أنشطة غير مصرح عنها.
وفي موضوع متصل، صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي بأنه لا نية لبلاده لترك طاولة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى في العام 2015.
وشدد جهرمي على تمسك طهران بمطلب إغلاق الملفات العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل التوصل إلى أي اتفاق.
تحذير روسي
من ناحية أخرى، حذر ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الدول الغربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إصدار قرار جديد يدين إيران خلال اجتماع محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.
وأضاف أوليانوف في تغريدة على تويتر أن مثل هذا القرار ستكون له نتائج عكسية للغاية أسوة بقرار مجلس أمناء الوكالة في يونيو/حزيران الماضي، والذي حذرت روسيا من التصويت عليه، حسب قوله.
Such a resolution would be extremely counterproductive. We must remember very negative consequences of the adoption of the resolution on #Iran at the June session of the #IAEA Board of Governors. Russia warned about that before the voting. https://t.co/XUlRadh7ls
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) September 8, 2022
ويتعلق الأمر بقرار الوكالة الدولية الذي انتقدت فيه عدم تعاون طهران بشأن التحقيق حول العثور على آثار لمواد نووية في 3 مواقع غير مصرح عنها في إيران.
وصوّت للقرار في مجلس محافظي الوكالة 30 دولة من أصل 35، فيما عارضته كل من روسيا والصين، في حين امتنعت 3 دول هي الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية كلير لوجندر اليوم الخميس إن باريس "قلقة للغاية" حيال استمرار عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وإنها تتشاور مع شركائها بشأن الأمر قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.
إرجاع للخلف
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت إن الرد الإيراني على مقترحات الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي أعاد المفاوضات إلى الخلف، وذلك في إشارة إلى ربط طهران الموافقة على العودة للاتفاق النووي بإنهاء التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران.
وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء إن بلاده "لن تبرم اتفاقا لا يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي".
وفي وقت سابق من أغسطس/آب الماضي قدم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية "نهائيا" لإنهاء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف.