ابتسام ونكات وصمت وصدود.. بوتين يوزع إشارات متناقضة بين وزير دفاعه ورئيس أركانه

أظهر مقطع فيديو ما يبدو أنه عدم ارتياح أثناء لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف اليوم الثلاثاء، عندما كان الرئيس يتفقد تدريبات عسكرية واسعة النطاق في أقصى الشرق الروسي، على بعد آلاف الأميال من الحرب في أوكرانيا.
وعرضت خدمة "زفيزدا" للأخبار العسكرية مقطعا لبوتين وغيراسيموف وهما يدخلان مقرا للمراقبة ويجلسان محتفظين بمسافة كبيرة بينهما ويلزمان الصمت بصورة تشير إلى بعد الارتياح أثناء انتظار وصول وزير الدفاع سيرغي شويغو.
ومرر غيراسيموف أصابعه بين خصلات شعره ثم رتب أوراقا، في حين أمسك بوتين منظارا لتقريب الرؤية نظر من خلاله. وفي لحظة من اللحظات أومأ بوتين برأسه إيماءة سريعة في إشارة إلى موافقته على تعليق ما من غيراسيموف.
WATCH: Russian President Vladimir #Putin seated next to Defence Minister Sergei Shoigu and Chief of the General Staff of the Armed Forces Valery Gerasimov observe the main stage of the #Vostok2022 strategic command & staff exercise at Sergeevsky training range. pic.twitter.com/3J7fbJ9dz7
— BNN Newsroom (@BNNBreaking) September 6, 2022
ولفتت لغة الجسد الغريبة بينهما أنظار محللين سياسيين وعسكريين، إذ علقوا عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت على تويتر "من الواضح أن بوتين لا يريد حتى التحدث مع قائد القوات المسلحة الروسية".
وفي المقابل، ظهر بوتين -في مقطع فيديو منفصل- وهو يمازح وزير الدفاع سيرغي شويغو الجالس إلى جانبه، وهما يرتديان سترات عسكرية ويتبادلان النكات، وكانا يستمعان لمحادثة هاتفية بين نائب شويغو ورئيس الأركان العامة.
ولم يكن غيراسيموف يظهر تقريبا في العلن خلال 195 يوما من الحرب الروسية في أوكرانيا، مما أثار تكهنات حول علاقته مع بوتين وحتى في بعض الأحيان بشأن صحته.
فوستوك 2022
وبالمضي في إجراء التدريبات التي تقام كل 4 سنوات، يبعث بوتين -على ما يبدو- رسالة مفادها أن الجيش الروسي قادر على إدارة الأعمال بشكل اعتيادي، رغم متطلبات الحرب في أوكرانيا، حيث تكبد جيشه خسائر فادحة في الأفراد والعتاد حسب الجانب الأوكراني، ووصل القتال لحالة من الجمود الفعلي بعد السيطرة على نحو 20% من مساحة الجمهورية السوفياتية السابقة.
وتشارك في مناورات "فوستوك (الشرق) 2022" قوات من الصين والهند، ولكن من غير الواضح إذا كانت وحدات من هذه الدول شاركت في القسم الذي تفقده بوتين.
وتقول وزارة الدفاع إنه لا يشارك في التدريبات -التي انطلقت في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري وتنتهي اليوم الثلاثاء- سوى 50 ألف عسكري، و5000 وحدة من المعدات العسكرية، بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة؛ في تراجع كبير من 300 ألف شاركوا في نسخة 2018. ويقول محللون عسكريون غربيون إنهم يعتقدون أن الرقمين مبالغ فيهما.
ونشرت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء مقطعا مصورا للشق البحري من التدريبات، ويظهر فيه أسطول المحيط الهادي الروسي وهو يتدرب على إطلاق صواريخ كروز من طراز "كاليبر"، قالت إنها أصابت بنجاح هدفا على بعد أكثر من 300 كيلومتر.
وروسيا أكبر مورّد للمعدات العسكرية للهند، التي شاركت في التدريبات رغم إعلان الولايات المتحدة قبل أيام أن لديها مخاوف بشأن أي دولة تشارك في مثل هذه المناورات مع روسيا حاليا.
وتقول موسكو إن المناورات تجري بمشاركة وحدات عسكرية ومراقبين من كل من الجزائر ولاوس ومنغوليا ونيكاراغوا وسوريا، فضلا عن 6 جمهوريات سوفياتية سابقة.
يذكر أن العلاقات بين بكين وموسكو شهدت تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة، وعززتا تعاونهما في إطار علاقة وصفها البلدان بأنها "بلا حدود"، لتقوما بدور يهدف إلى مواجهة الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.
ورفضت بكين إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا، ووفرّت غطاء دبلوماسيا لها عبر التنديد بالعقوبات الغربية وتحرّك الغرب لمد كييف بالأسلحة، وأدى ذلك إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الصين والغرب.