يتيم يدرس الطب.. تفاصيل مقتل شاب سوري على أيدي أتراك في هاتاي

Faris Muhammed el-Ali
الشاب السوري فارس العلي (مواقع التواصل)

أنقرة- أقدمت مجموعة من الشبان الأتراك على قتل شاب سوري طعنًا بالسكين في ولاية هاتاي جنوبي البلاد، مساء أمس السبت، في حين أعلنت السلطات لاحقا اعتقالها المهاجمين.

وبينما أثارت الحادثة غضبًا في الشارع التركي، عبّر مسؤولون ونواب في البرلمان وناشطون حقوقيون عن استنكارهم للحادثة التي وصفوها بالعنصرية.

ووقعت الجريمة خلال خروج فارس العلي (17 عاما) من ملعب لكرة القدم في بلدة نارليجا قرب مدينة أنطاكية. وبينما لم تتضح بداية هوية المهاجمين ولا غايتهم، أكدت مصادر متطابقة لاحقًا، نقلًا عن أسرة الشاب القتيل، أن بعض أفراد المجموعة الذين أقدموا على مهاجمته وقتله هم أبناء سيدة تركية تعثر بها العلي في مكان عمله الجديد.

 

 

وأوضح الناشط السوري المقيم في تركيا محمد سرحيل، نقلا عن أسرة الشاب القتيل، أن "فارس بدأ العمل قبل 3 أيام من الحادثة في معمل مواد غذائية (…) وفي اليوم الثالث من العمل الجديد، اصطدم فارس بإحدى العاملات التركيات"، فاعتذر منها ومر الأمر بسلام"، حسب العائلة.

وأضاف في منشور على صفحته بفيسبوك "في اليوم التالي من هذه الحادثة تقدّم إليه 6 شبان أتراك، وسألوه عن اسمه وتحققوا من كونه الشاب الذي اصطدم بالعاملة، بعد ذلك أخذوه بعيدًا عن كاميرات المراقبة وأقدموا على طعنه، على نحو أدى إلى موته مباشرة".

إعلان

وأصدرت ولاية هاتاي بيانا مكتوبا -اليوم الأحد- أكدت فيه اعتقال "الفاعلين" في الحادثة "خلال مدة قصيرة"، وأوضح البيان أنه "تم سوقهم إلى السلطات القضائية". ونقل الناشط سرحيل عن أسرة العلي تأكيدها أن السلطات اعتقلت القاتل البالغ من العمر 16 عاما مع شابين آخرين شاركا في الجريمة.

وكان الشاب السوري فارس العلي، الذي ينحدر من إحدى قرى أريحا بمحافظة إدلب السورية، قد لجأ مع عائلته إلى تركيا منذ نحو 9 سنوات، بعد مقتل والده خلال الحرب في سوريا. وتمكن العلي من الحصول على مقعد لدراسة الطب في الجامعة.

وبينما زار رئيس "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" (IHH)، بولند يلدريم، عائلة فارس، اتصل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بالعائلة معربا عن تعازيه لها.

واستنكر يلدريم والهيئة، في بيانين منفصلين على تويتر، بشدة "الاعتداء" الذي أودى بحياة فارس، مستذكرين أنه "أحد أيتامنا السوريين"، وقالت الهيئة إنه ترعرع في مجمع الريحانية لرعاية الأيتام التابع لها، حتى أنهى المرحلة الثانوية هذا العام بتفوق، ونال معقدا للدراسة في كلية الطب.

وبينما لم تحظ الحادثة بتغطية واسعة في وسائل الإعلام التركية، شهدت منصة تويتر تفاعلًا من المغردين، بعضهم نواب في البرلمان، حيث ألقى معظم المشاركين باللوم على السياسيين الذين عملوا على تغذية العنصرية ومعاداة الأجانب، وخصّوا بالذكر السياسي اليميني الشهير أوميت أوزداغ المعروف بمعاداته للسوريين.

إعلان

وتفاعل بعض المغردين مع الحادثة تحت وسم "كلية الطب"، في إشارة منهم إلى التخصص الدراسي الذي تمكن الشاب فارس العلي من الحصول عليه رغم كونه يتيما.

وكتب النائب عن حزب العدالة والتنمية عن ولاية بورصة ووكيل رئيس لجنة البيئة في البرلمان، محمد مفيد آيدن، على حسابه في تويتر، "أدين هذا الهجوم الكريه، وأدعو بالرحمة لأخينا والصبر لأقربائه".

أما النائب عن حزب الشعوب الديمقراطية عن ولاية كوجالي، عمر فاروق غارغارلي أوغلو، فقد عبّر عن استنكاره للحادثة قائلا "إنها مشاعر الكراهية والحط من قيمة الآخرين، ومرة أخرى سوري يتعرض للقتل"، وأضاف "لقد كان يتيما نال دراسة الطب في الـ17 من عمره".

من جهتها، ألقت الصحفية التركية أوزلم دوغان باللوم على "أوزداغ وأمثاله" في مقتل فارس العلي. وبينما استشهدت بمقولة مالكوم إكس "العنصرية ليست فكرة أيديولوجية، الأحرى أنها مرض نفسي"، رأت أن "فارس العلي قتل طعنا من قبل قتلة ألهمتهم مقولات أوميت أوزداغ العنصرية وأمثاله".

ولقيت تغريدة للاستشاري في شؤون الهجرة والخدمات الاجتماعية تشيتين ألدمير، كشف فيها أن فارس تلقى مشورة منه؛ تفاعلا واسعا، حيث حظيت بأكثر من 8 آلاف إعجاب، وأكثر من 1300 إعادة تغريد.

وقال ألدمير في تغريدته إن الشاب السوري "كانت لديه أحلام، اليوم جاءني خبر مقتله نتيجة هجوم دنيء"، وأضاف مخاطبًا القتلة "لا رأيتم الربيع في بيوتكم، لقد قضيتم على أطفال مثل الزهور".

المصدر : الجزيرة

إعلان