في ظل استمرار الأزمة السياسية.. رئيس البرلمان العراقي يقدم استقالته

محمد الحلبوسي - رئيس مجلس النواب العراقي
رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي (رويترز-أرشيف)

قدم رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي اليوم الاثنين استقالته من منصبه، وحدد البرلمان بعد غد الأربعاء موعدا للتصويت عليها، وذلك في ظل استمرار الأزمة السياسية التي يعيشها العراق.

وحسب بيان للبرلمان نقلته الوكالة الرسمية، فإن مجلس النواب سيعقد الأربعاء جلسة يتضمن جدول أعمالها التصويت على استقالة الحلبوسي من منصبه، كما سيتضمن جدول الأعمال انتخاب النائب الأول لرئيس المجلس وفق البيان ذاته، دون تفاصيل أكثر حول موعد تقديم الاستقالة وأسبابها.

وفي هذا الإطار، قال رئيس البرلمان العراقي إنه لم يتداول مع أحد قرار استقالته من رئاسة البرلمان: مؤكدا أن هذا القرار كان يراوده "وخاصة بعد اختلاف تركيبة البرلمان العراقي الحالي بسبب انسحاب نواب التيار الصدري ويجب أن تكون العلاقات طبيعية مع النواب الحاليين".

وأضاف، خلال جلسة في ملتقى الرافدين للحوار، "علينا البدء بتصفير كل الأزمات وعلى النواب أن ينتخبوا من يمثلهم في البرلمان العراقي بعد انسحاب نواب التيار الصدري ومعالجة الاختلافات السياسية".

وذكر الحلبوسي أن" المناخ العام السياسي الحالي في العراق "مربك للغاية" وأن استقالته لن تعرقل عقد جلسة للبرلمان العراقي، مشيرا إلى أن "الخيار الآن للنواب في انتخاب رئيس جديد للعراق ولن أستخدم فرض وجودي على النواب استعدادا للبدء بنقاش عقلاني للمرحلة المقبلة يحكمها الدستور العراقي".

والجلسة التي سيعقدها البرلمان العراقي بعد غد الأربعاء هي الأولى منذ أحداث العنف الدامية التي هزت البلاد في 29 أغسطس/آب الماضي، والاعتصام الذي أقامه مناصرو مقتدى الصدر لفترة وجيزة في محيط المجلس قبل شهرين، بحسب بيان صدر اليوم الاثنين.

ويشهد العراق مأزقا سياسيا شاملا منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، مع عجز التيارات السياسية الكبرى عن الاتفاق على اسم رئيس الوزراء المقبل وطريقة تعيينه.

وعُقد البرلمان آخر مرة في 23 يوليو/تموز الماضي، وبعد أيام قليلة من ذلك اقتحم أنصار مقتدى الصدر مجلس النواب، قبل أن يعتصموا لمدة شهر في حدائقه، وبلغ التوتر ذروته أواخر أغسطس/آب الماضي عندما وقعت اشتباكات بين مناصري الصدر ومناصري الإطار التنسيقي وقتل فيها العشرات.

"إجراء شكلي"

وبحسب مراقبين سياسيين، فإن هذا التصويت لا يتعدى كونه إجراء شكليا، وهو بمثابة إعادة منح للثقة للحلبوسي على خلفية المساومات السياسية وراء الكواليس.

وقال السياسي البارز مشعان الجبوري في تغريدة إن هذه الاستقالة "تهدف إلى الحصول على تجديد الثقة" وتأكيد الدعم له "عندما يتم رفض الاستقالة".

بدوره، قال المحلل السياسي سجاد جياد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الحلبوسي لا يخطط للاستقالة، لكن من خلال السماح بتصويت محتمل بالثقة يتوقع من شركائه منحه دعما قويا يضع حدا لكل محاولة لإقالته مستقبلا".

وأضاف جياد -وهو باحث في مركز أبحاث "سنتشري إنترناشونال" (Century International)- أن هذه طريقة "لترسيخ مكانته كزعيم سياسي للسنة والضغط على الأحزاب الشيعية والكردية للتسريع في تشكيل الحكومة".

ويتصاعد الخلاف اليوم في العراق بين معسكرين، الأول بزعامة مقتدى الصدر الذي يطالب بحل فوري لمجلس النواب المكون من 329 نائبا وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعدما سحب 73 نائبا، أما الآخر فيتمثل بالإطار التنسيقي الذي يسعى إلى تشكيل حكومة قبل إجراء أي انتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات