توتر في القدس والضفة.. اقتحامات المستوطنين للأقصى لليوم الثاني واعتقالات داخل الحرم الشريف

قوات الاحتلال اعتدت على عدد من المرابطين والصحفيين داخل الحرم القدسي ومحيطه (الأناضول)

انتهت الفترة الصباحية لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى لليوم الثاني تزامنا مع بدء الأعياد اليهودية، واعتدت قوات الاحتلال -التي حمت الاقتحامات- بالضرب على المرابطين والصحفيين واعتقلت عددا من الفلسطينيين داخل الحرم القدسي.

وقالت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري إن الفترة الصباحية لاقتحامات المستوطنين انتهت عقب إغلاق قوات الاحتلال لباب المغاربة، والذي تخصصه السلطات الإسرائيلية لدخول المقتحمين.

وأضافت المراسلة أن الاقتحامات ستستأنف لمدة ساعة عقب انتهاء صلاة الظهر في المسجد الأقصى.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 264 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا الحرم القدسي هذا الصباح، وذكرت مراسلة الجزيرة أن هذا العدد هو أقل مقارنة بأيام سابقة في المناسبات والأعياد اليهودية، وهو ما يعني أن منظمات الهيكل التي تحشد لتنفيذ اقتحامات واسعة أخفقت في بلوغ ألفي مقتحم.

ويشدد الفلسطينيون على أن اقتحامات المستوطنين للأقصى مهما كان عدد المشاركين فيها يمثل انتهاكا صارخا لحرم المسجد الشريف ولوضعه التاريخي، خصوصا وأن الاقتحام يجري بحماية قوات الاحتلال.

اعتقالات واعتداءات

وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم 6 شبان من داخل المسجد الأقصى ومحيطه، كما أصيب مسن جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه في منطقة باب الأسباط، وأضافت مراسلة الجزيرة في القدس أن قوات إسرائيلية اعتدت على المرابطين والصحفيين في باب السلسلة، كما اعتدت على المرابطات في ساحة صحن مسجد قبة الصخرة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع 3 إصابات عند باب الأسباط، بينها إصابتان جراء الضرب والدفع، وأخرى جراء استنشاق غاز الفلفل.

في المقابل، رابطت مجموعة من الشبان داخل المسجد القبلي للتصدي لهذه الاقتحامات، مصحوبا بعبارات التكبير للاحتجاج على انتهاك حرم المسجد الأقصى الشريف.

وكان الاحتلال منع أعدادا كبيرة من المصلّين ممن هم دون سن الأربعين من الدخول وأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، فدفع ذلك عشرات من المصلين إلى أداء الصلاة والاعتصام عند الأبواب، تحديدًا عند باب الأسباط.

وقد نشرت إسرائيل 5 آلاف من الشرطة وحرس الحدود داخل القدس المحتلة، بذريعة تأمين طقوس الأعياد اليهودية المرتبطة برأس السنة العبرية.

ودعت هيئات فلسطينية إلى شدّ الرحال إلى المسجد المبارك اليوم وغدا الثلاثاء لحمايته من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.

الحرم الإبراهيمي

وفي الخليل جنوب الضفة، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في الخليل صباح اليوم أمام المصلين بذريعة تأمين طقوس الأعياد اليهودية، بينما فتحته أمام مجموعات من المستوطنين والمتشددين للصلاة فيه بمناسبة ما يسمونه عيد رأس السنة العبرية.

وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن سلطات الاحتلال دأبت على إغلاق الحرم الإبراهيمي منذ سنوات خلال الأعياد اليهودية، وذلك لإفساح المجال أمام المستوطنين لزيارته وإقامة الصلوات فيه.

ووسط إجراءات عسكرية وأمنية واسعة اشتملت على إحكام الحصار العسكري للضفة وإغلاق معابر قطاع غزة، أوعزت سلطات الاحتلال لكافة الإسرائيليين حمل سلاحهم الشخصي خلال توجههم للصلاة بالكنس في إنحاء مختلفة متذرعة بتلقيها نحو 50 إنذارا ساخنا حول هجمات فلسطينية محتملة خلال احتفال اليهود برأس السنة العبرية الذي يوافق اليوم وغدا.

مواجهات أمس

وكانت مواجهات قد اندلعت أمس ليلا بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية في أحياء بطن الهوى والربابة وبئر أيوب في بلدة سلوان بالقدس المحتلة. وأفاد شهود بأن قوات الاحتلال المنتشرة بكثافة في البلدة أطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه شبان استهدفوا عناصر تابعة لها بالحجارة والألعاب النارية.

كما اندلعت النيران في إحدى الشقق في حي التايه وكذلك في منطقة مفتوحة حرجية في بلدة سلوان، من دون أن تتبيّن أسباب الحريقين حتى الآن.

وفي مدينة نابلس شمال الضفة، قتلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا، فجر أمس، وقالت إذاعة الاحتلال إن قوات الجيش أطلقت النار على مسلحين كانوا على متن مركبة ودراجة نارية، وأدى ذلك إلى مقتل أحدهم، وهو سائق الدراجة النارية.

ردود الفعل

حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة سيقود الى الانفجار، وأضافت في بيان أصدرته -على خلفية استمرار اقتحامات المستوطنين تحت حراسة قوات الاحتلال إلى المسجد الأقصى- أن ذلك يؤجج التوتر.

كما ندد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب داخل الخط الأخضر -في بيان- من الممارسات في الحرم القدسي، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.

ومن جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للنفير العام لمواجهة اقتحامات المستوطنين والاعتداءات على المرابطين. كما دعت الجبهة الشعبية لوحدة ميدانية في مواجهة قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين المقتحمة للمسجد الأقصى.

كما طالب الأردن السلطات الإسرائيلية بالكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، وقالت الخارجية إن هذه الممارسات استفزازية تجري بحماية الشرطة الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول