يتكلمون ولا يتحركون.. الشيخة حسينة تنتقد خذلان العالم للروهينغا ووعود الأغنياء الكاذبة بشأن المناخ

COP26 Summit - Day Two
الشيخة حسينة: بعض الدول الجزرية يمكن أن تختفي (غيتي)

شنت رئيسة حكومة بنغلاديش الشيخة حسينة واجد هجوما على الدول الغربية في ما يخص قضية المناخ، وقالت إن تلك الدول تتحدث كثيرا عن المناخ لكنها لا تفعل شيئا، كما أنها لا تفي بوعودها.

وتقع بنغلاديش على منخفضات خصبة، حيث تتركز الكثافة السكانية في دلتا الأنهار، وهي واحدة من بين دول العالم الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي، لكن تحركات الدول المسؤولة عن الانبعاثات لا تتناسب مع خطورة الوضع، حسب ما ترى رئيسة الحكومة البنغالية.

وقالت الشيخة حسينة إن الغربيين "لا يتحركون، يتكلمون لكنهم لا يتحركون"، مضيفة "إنهم مسؤولون عن الأضرار، لكنهم لا يفعلون شيئا، إنها مأساة"، مشيرة إلى وعود الدول الغنية التي لم يتم الإيفاء بها.

جاء ذلك في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكدت الشيخة حسينة أن "الدول الغربية تريد ببساطة أن تصبح أكثر ثراء، ولا تأبه للآخرين".

وتواجه بنغلاديش ارتفاع منسوب مياه البحر وفيضانات، ولكن على غرار الجزء الأكبر من البلدان النامية ليست مسؤولة عن الاحترار الذي بلغ حاليا 1.2 درجة مئوية في المتوسط منذ حقبة ما قبل الصناعة.

وقالت الشيخة حسينة "نحن لا ننتج (غازات الاحتباس الحراري) ولكننا ضحايا للانبعاثات والاحترار"، مضيفة "إنه أمر مؤسف جدا"، مشيرة بشكل خاص إلى "تهديدات" ومعاناة تواجه الدول الجزرية الصغيرة التي "يمكن أن تختفي".

إعلان

وعود فارغة

وفي مواجهة التهديدات المتزايدة تندد حكومات دول الجنوب بالوعود الفارغة للدول المتقدمة، ولا سيما الوعد الذي لم يتم الالتزام به بزيادة المساعدات إلى 100 مليار دولار سنويا في عام 2020 حتى تتمكن الدول الأكثر فقرا من تقليل انبعاثاتها وتستعد لمواجهة التأثيرات.

لكن الموضوع الساخن قبل شهرين من مؤتمر المناخ "كوب 27" (COP 27) في مصر يرتبط "بالخسائر والأضرار" الحاصلة، مثل الدمار الذي تسببت به الفيضانات التاريخية في باكستان.

وقالت رئيسة الوزراء البنغالية "لقد طالبنا بتبرعات، نريد أن تُجمع الأموال، لكن للأسف لم نحصل على رد إيجابي من الدول المتقدمة".

وأضافت الشيخة حسينة "يتكلمون كثيرا، يطلقون الوعود، كل شيء على ما يرام، لكننا لا نلحظ أي تحرك، ولا نحصل على المال"، ولكنها "مسؤولية الدول المتقدمة، فمن واجبها أن تساعد الضحايا".

أزمة الروهينغا

وأكدت أنها ستقوم "بما في وسعها وحدها" حتى بدون المساعدة الدولية في مجال المناخ وكذلك في ملف لاجئي الروهينغا الشائك.

وفر نحو 750 ألفا من مسلمي الروهينغا هربا من هجوم دامٍ شنه الجيش في ميانمار في العام 2017 ووصلوا إلى بنغلاديش المجاورة.

وكانت بنغلاديش تستضيف في الأصل أكثر من 100 ألف من الروهينغا نزحوا إليها خلال حملات قمع سابقة شنتها ميانمار ضد هذه الأقلية المسلمة.

ويعيش الروهينغا في مخيمات مكتظة تفتقر إلى الظروف الصحية اللائقة، ويرفضون العودة إلى ميانمار قبل منحهم حقوق المواطنة وضمانات أمنية.

لكن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه حذرت في أغسطس/آب الماضي من أن "شروط العودة غير متوافرة" في ميانمار التي تحكمها مجموعة عسكرية على الرغم من طلبات بنغلاديش المتكررة.

ظروف "مؤلمة"

وقالت الشيخة حسينة "كل العبء يقع علينا"، وأكدت أن الروهينغا يعيشون في ظروف "مؤلمة" بالمخيمات في بنغلاديش "خصوصا النساء والأطفال"، لكنها لفتت إلى أن "السكان المحليين يعانون أيضا"، معربة عن أسفها لتراجع المساعدات الدولية بسبب الأزمات الاقتصادية المرتبطة بـ"كوفيد-19" والحرب في أوكرانيا.

إعلان

وبينما أشارت باشليه إلى "ارتفاع حدة الخطاب المناهض للروهينغا" أكدت الشيخة حسينة أن مواطني بنغلاديش "ليسوا غاضبين، لكنهم غير مرتاحين".

وفي شأن السماح للروهينغا بالاستقرار في ظروف أكثر استدامة في بنغلاديش، قالت الشيخة حسينة "من غير الممكن منحهم مساحة لأنهم يريدون العودة إلى بلدهم".

وأضافت "إنها أولوية الجميع، يجب أن نحاول جميعا أن نجعلهم يعودون إلى أرضهم وأن يمارسوا حياتهم". وتابعت "إذا أراد أحد أن يستقبلهم فليفعل".

المصدر : الفرنسية

إعلان