لبنان.. ارتفاع ضحايا غرق قارب المهاجرين إلى 89 والجيش يوقف المسؤول عن عملية التهريب
ارتفع عدد من لقوا حتفهم من طالبي اللجوء في غرق قارب قبالة سواحل طرطوس السورية إلى 89، بينما أعلن الجيش اللبناني توقيف المسؤول عن تهريب المهاجرين.
ونقل التلفزيون السوري عن وزارة النقل أن السلطات أنقذت 20 شخصا كانوا على متن القارب، مشيرة إلى أن استمرار عمليات البحث عن ناجين محتملين.
من جانبه، أكد مصدر في محافظة طرطوس لوكالة الأنباء الألمانية "أن فرق الإنقاذ التابعة للجيش السوري والقوات الروسية ومديرية الموانئ وأهالي جزيرة أرواد وعددا من الصيادين يحاولون البحث عن جثث في عمق البحر".
وتتمركز قوات روسية في الساحل السوري، خاصة في القاعدة العسكرية الروسية في حميميم بمحافظة اللاذقية، وذلك منذ تدخل موسكو عسكريا لدعم نظام بشار الأسد عام 2015.
وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش إنه يجري العمل على تحديد هوية الضحايا في مستشفى الباسل قبل نقلهم بسيارات مديرية الصحة والهلال الأحمر السوري إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان ليتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر اللبناني.
وكان المركب قد انطلق قبل أيام من سواحل شمالي لبنان، وعلى متنه طالبي لجوء من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية، وكانت وِجهتهم إحدى الدول الأوروبية.
ووفق التلفزيون السوري فإن المركب كان على متنه لا يقل عن 150 شخصا، قبل غرقه الخميس، مما يعني أن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين.
توقيف المهرب
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني توقيف المسؤول عن تهريب المهاجرين غير النظاميين عبر القارب الذي غرق قبالة السواحل السورية.
وأكد الجيش في بيان أن الموقوف (لم يسمه) اعترف بمسؤوليته عن عملية التهريب وبإدارة شبكة لتهريب المهاجرين غير النظاميين.
وكانت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني قد قالت في بيان، إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتابع التطورات المتعلقة بقضية غرق عشرات الأشخاص قبالة ساحل طرطوس السوري.
وأجرى ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون، طالبا منه التشدد في مراقبة الشواطئ اللبنانية، لمكافحة ما سماه موضوع رحلات الهجرة غير النظامية.
بتاريخ ٢١/ ٩/ ٢٠٢٢، أوقفت مديرية المخابرات المواطن (ب.د.) للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر. وقد ثبت…
تم النشر بواسطة Lebanese Army – الجيش اللبناني في السبت، ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٢
نقل الجثامين
كما كلف ميقاتي وزير النقل علي حمية، بالتنسيق مع السلطات السورية بشأن الضحايا اللبنانيين الذين كانوا على متن الزورق، واتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادة جثامينهم إلى لبنان.
ووصلت إلى معبر العريضة الحدودي في شمال لبنان جثامين 9 من ضحايا غرق المركب، حيث نقلت سيارات إسعاف سورية الجثامين من مدينة طرطوس وسُلمت إلى السلطات اللبنانية عند المعبر الحدودي.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية للجزيرة، إن الضحايا الذين يبحثون عن سبل العيش غير مذنبين، وإن نشاط الهجرة غير الشرعية في لبنان أصبح منظما وبشكل يومي.
من جهته، قال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين إن عزوف دول الشمال عن استقبال المهاجرين بشكل قانوني من أبرز الأسباب التي تدفع الفقراء إلى الهجرة بطرق غير قانونية.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف ياسين أن الحلول الأمنية لموضوع الهجرة غير الشرعية ليست هي الأفضل، داعيا لمقاربة الموضوع من جوانب تنموية واقتصادية وسياسية.
وشهد لبنان قفزة في معدلات الهجرة مدفوعة بواحدة من أعمق الأزمات الاقتصادية التي مرت على البلاد.
وبجانب من يهاجرون من اللبنانيين، هناك أيضا لاجئون من سوريا وفلسطين يغامرون بخوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر على متن قوارب الهجرة.
فاجعة عائلية
ولا تزال فاجعة غرق قارب الهجرة تتكشف ساعة تلو أخرى، بينها قصة اللبناني مصطفى مستو الذي غرق مع بناته الثلاث بينما زوجته تقبع في المستشفى بحالة خطرة.
ووصلت جثامين مصطفى مستو وبناته الثلاث إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان)، حيث جرى تشييعهم من قبل الأهالي وأبناء المدينة وسط أجواء من الحزن والغضب.
وفي حديث مع الأناضول، قال غسان مستو شقيق الضحية، إن ظروف البلد هي التي دفعت شقيقه لمحاولة الهجرة.
ولم يستطع غسان حبس دموعه، لكنه أشار إلى أن شقيقه كان يريد الهروب من الفقر والمعاناة المعيشية في لبنان.
بدوره، قال فادي الوزي أحد جيران الضحايا للأناضول، إن مصطفى اختار طريق البحر لأنه كان يحلم بمستقبل أفضل لبناته، لكن القدر شاء عكس ذلك، بينما زوجته بالمستشفى بحالة خطرة.
وأضاف الوزي "لقد حاول الهجرة مثل كثيرين ممن يحلمون بعيشة كريمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد"، مشيرا إلى أن هذه المحاولة هي الثانية لمصطفى للخروج من لبنان و"لكن قدر الله وما شاء فعل".