الاتفاق النووي.. رئيسي يطالب بإغلاق كافة الملفات ومسؤول أميركي يؤكد وصول المفاوضات لطريق مسدود

World leaders address the 77th Session of the United Nations General Assembly at U.N. Headquarters in New York City
رئيسي يلقي كلمته في الدورة الـ77 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن الاتفاق النووي إذا تم التوصل إليه فيجب أن يكون مصحوبا بإغلاق كل الملفات العالقة بما فيها وقف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين قال مسؤول أميركي إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.

وأوضح رئيسي -أمس الخميس في مؤتمر صحفي على هامش أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة- أن طهران لا ترى أي جدوى من إنقاذ اتفاق عام 2015 النووي دون ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة منه مرة أخرى، وإغلاق المفتشين الدوليين تحقيقات بشأن برنامج طهران الذري.

وبالإضافة إلى البحث عن ضمانات، تريد طهران أن تسقط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحقيقاتها المستمرة منذ سنوات بشأن آثار يورانيوم عُثر عليها في 3 مواقع غير معلنة في إيران.

وكان منسق الاتصالات الخارجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد جدد عزم بلاده على منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال إن المفاوضات النووية في حالة انسداد.

وفي لقاء خاص مع الجزيرة قال كيربي إن الإدارة الأميركية بعيدة عن العودة للاتفاق النووي مع إيران.

كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها الذرية.

وقال المسؤول الأميركي إنه لم يحدث شيء خلال هذا الأسبوع يشير إلى أن إيران على استعداد لتغيير موقفها.

وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي أول أمس الأربعاء إنه يأمل في التحدث إلى المسؤولين الإيرانيين بشأن التحقيق، لكنه أصر على أنه لن يُغلق ببساطة.

وقال الدبلوماسيون الغربيون إنهم لن يتراجعوا عن هذه القضية، وإن على إيران اتخاذ القرار الصحيح.

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن فرص التوصل لاتفاق نووي لا تزال متاحة إذا كانت هناك الإرادة اللازمة لدى الولايات المتحدة.

وخلال لقائه وزيرة خارجية النرويج آنيكن هويتفلد في نيويورك، دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعامل وفق مسؤوليتها الفنية، وأن تنأى بنفسها عن النهج السياسي وازدواجية المعايير، وفق تعبيره.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، قائلا إن طهران لم تفعل ما يكفي للحد من أنشطتها النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وتأثيرها الإقليمي، وعاود فرض العقوبات التي شلت اقتصاد إيران.

وردا على ذلك، تخلت طهران عن التزاماتها في الاتفاق من خلال إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وزيادة درجة نقائه وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.

وبعد محادثات غير مباشرة على مدى شهور في فيينا، اقتربت إيران والولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي -على ما يبدو- من إحياء الاتفاق، لكن المفاوضات انهارت بسبب عقبات مثل مطالبة إيران الولايات المتحدة بتقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق مجددا وضمانات من وكالة الطاقة الذرية.

ولا يمكن أن يقدم الرئيس جو بايدن مثل هذه الضمانات لأن الاتفاق تفاهم سياسي وليس معاهدة ملزمة قانونا.

المصدر : الجزيرة + رويترز