هي الأضخم في التاريخ السياسي الحزبي ببريطانيا.. شبكة الجزيرة تحصل على وثائق مسربة لخفايا وكواليس الصراع في حزب العمال

حصلت شبكة الجزيرة على وثائق مسربة هي الأضخم في التاريخ السياسي الحزبي في بريطانيا.
وتكشف الوثائق المسربة -التي حصلت عليها وحدة التحقيقات في قناة الجزيرة الإنجليزية- عن خفايا وكواليس النظام الداخلي لحزب العمال البريطاني، وذلك بين عامي 2014 و2021.
كما تظهر الدفعة الأولى من الملفات التي كُشف عنها كيف قوّض المسؤولون الإداريون غير المنتخبين في الحزب زعامة جيرمي كوربن لحزب العمال في تلك الفترة.
واستخدم هؤلاء المسؤولون النظام التأديبي للحزب لشل عمل أفرع الحزب في المناطق التي كان يحظى فيها كوربن بتأييد واسع.
يذكر أنه في عام 2020 اهتز حزب العمال البريطاني على وقع تسريب تقرير سري مثير للجدل يظهر أن سقوط زعيم الحزب السابق جيرمي كوربن في الانتخابات، وتنحيته من القيادة لم يكونا بسبب هزيمته الانتخابية الأخيرة فقط، بل بسبب المؤامرات الداخلية التي حيكت ضد الرجل منذ تسلمه دفة قيادة الحزب، التي كانت تهدف كلها إلى الإطاحة به وبأي ثمن.
التقرير الذي تم تسريبه للصحافة من جهة مجهولة لا يحمل أي توقيع من أي جهة مسؤولة في الحزب، وتم الانتهاء من صياغة صفحاته الـ800 قبل أشهر قليلة فقط من تنحي كوربن عن رئاسة الحزب، وهو صادر كملحق للتحقيق الذي قامت به لجنة حقوق الإنسان والمساواة بشأن جهود الحزب وقيادته في محاربة معاداة السامية.
ويحمل التقرير صك براءة لجيرمي كوربن من تهمة معاداة السامية، حيث تؤكد اللجنة أنها لم تجد أي دليل على أن زعيم الحزب كان معاديا للسامية أو يشجع على سلوك مشابه، مشيرة إلى أن الشكاوى المقدمة في هذا الموضوع كان يتم التعامل معها مثلما يتم التعامل مع باقي الشكاوى التي تتطلب التحقيق.
وبمجرد تسريب هذا التقرير كثرت الأسئلة عن السبب الذي يجعل وثيقة مهمة تبقى حبيسة الرفوف ولا يتم الإعلان عنها لدفع التهم عن جيرمي كوربن، خاصة في الانتخابات الأخيرة التي شهدت حملة غير مسبوقة ضده بشأن معاداة السامية.
وربما توجد الأجوبة عن هذه الأسئلة بين دفتي التقرير نفسه الذي أكد أن قيادات في الحزب كانت تفضل خسارة الانتخابات على أن ترى كوربن زعيما للحزب، بل وسعت بكل ما أوتيت من قوة لإفشال الحملة الانتخابية للعمال، وينقل التقرير محادثات بين قادة في الحزب تؤكد أن أي شيء سيئ يحصل للحزب هو أمر مفرح لهم، لأنه يعجل برحيل كوربن.