الرئيس الإيراني من نيويورك: أميركا دمرت الاتفاق النووي ونريد تقديم ترامب للعدالة

أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من نيويورك اليوم الأربعاء أن بلاده لا تسعى لحيازة الأسلحة النووية، واتهم الولايات المتحدة بتدمير الاتفاق النووي لعام 2015، مؤكدا أن طهران جادة في المفاوضات الرامية للعودة إلى الاتفاق.
وقال رئيسي في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية أو الحصول عليها، مضيفا أنه لا مكان لهذه الأسلحة في عقيدتها النووية.
وتابع أن إيران وقّعت الاتفاق النووي بحسن نية وأوفت بجميع التزاماتها بدون استثناءات ولكن الولايات المتحدة داست عليه، وفق تعبيره.
كما قال رئيسي إن واشنطن هي التي تركت الاتفاق النووي ودمرته، وإن طهران تحلت بقدر كبير من المرونة.
وقال الرئيس الإيراني "نحن جادون في المفاوضات النووية وأثبتنا أن هناك إرادة كبيرة وجادة لحل كل القضايا إذا تم احترام حقوقنا".
وفيما يتعلق بالضمانات التي تطالب بها بلاده من أجل العودة المتبادلة لاتفاق عام 2015، أوضح رئيسي أن ذلك يستند إلى تجربتها مع الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال إن على أطراف الاتفاق النووي الوفاء بالتزاماتها وتقديم ضمانات.
كما قال إن إيران أصبحت دولة قوية بالرغم من العقوبات المفروضة عليها، مشيرا إلى أنها تمكنت من خلال معرفتها وقدراتها من تصنيع الأنظمة الأكثر حداثة للدفاع عن شعبها.
وكان رئيسي قال أمس الثلاثاء خلال لقائه نظيره السويسري إينياتسيو كاسيس على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك إن إيران مستعدة للتوصل لاتفاق جيد وعادل في الملف النووي.
كما قال خلال لقاء منفصل مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق إذا لم يُغلَق ملف إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل، قال الرئيس الفرنسي إن الكرة الآن في ملعب طهران في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق نووي.
وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها ماكرون رئيسي منذ انتخاب الرئيس الإيراني في أغسطس/آب 2021.

محاكمة ترامب
وفي الكلمة التي ألقاها اليوم بالجمعية العام للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده تريد تقديم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للعدالة لاغتياله قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مطار بغداد في يناير/كانون الثاني 2020.
وأضاف رئيسي أن ترامب وقّع على ما وصفها بوثيقة الجريمة الهمجية وغير المشروعة.
وتحدث عن الوضع في المنطقة، قائلا إن الأمن الإقليمي يجب أن ينبع من الداخل لا أن يفرض من الخارج.
وأضاف أن من وصفهم بالمحتلين سينصرفون إذا كان مصير دول المنطقة بأيديها، وأن الجيران سيبقون لبعضهم، مشددا على أن الخلافات لا تحل بالحروب بل بالحوار.
وتابع الرئيس الإيراني أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون شريكا في الأمن والاستقرار.
وانتقد رئيسي السياسات الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات، واتهم الولايات المتحدة بأنها سعت لتحقيق مصالحها على حساب مصالح الكثيرين، وأنها لا تزال مستمرة في المراوغة.
وقال إن "الهيمنة مؤلمة في جميع أنحاء العالم وتمثل تهديدا خطيرا"، مضيفا أن النظام العالمي القائم لم يعد يحظى بالدعم وأن ثمة نظاما جديدا بدأ بالتشكل.
تطوير القدرات الإيرانية
على صعيد آخر، طالب المرشد الايراني علي خامنئي اليوم القوات المسلحة الايرانية بالاستمرار في تطوير قدراتها للمحافظة على قوتها.
وقال خامنئي في كلمة له أمام قادة عسكريين إن المقاومة وحدها ستمكن إيران من الدفاع عن أراضيها، وإن العدو أخفق في تنفيذ مؤامراته، وفق تعبيره.
وأضاف المرشد الإيراني أن "العدو لم يتمكن من تحقيق أهدافه في الضغوط القصوى وأخفق في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد كما أخفق عندما اعتدى على حدودنا الجوية والبحرية وهذا يظهر أننا نملك الثقة بالنفس".