عشرات القتلى وآلاف المهجرين.. اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار بين قرغيزستان وطاجيكستان

A view shows a burnt armoured vehicle of Kyrgyz forces near a water distribution facility in Batken province
حطام دبابة تابعة للجيش القرغيزي بمنطقة باتكين الحدودية مع طاجيكستان (رويترز)

انهارت الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها بين قرغيزستان وطاجيكستان، وسط اتهامات متبادلة بخرقها، في حين خلّفت المواجهات الحدودية بين البلدين عشرات القتلى والجرحى، وتم إجلاء الآلاف من مناطق النزاع.

واتهمت وزارة الطوارئ القرغيزية القوات الطاجيكية بقصف 3 بلدات حدودية صباح اليوم السبت، وأعلنت حالة الطوارئ في مقاطعة باتكين التي تشهد اشتباكات أسفرت عن مقتل 24 شخصا من قرغيزيا، وفق ما أدلى به متحدث رسمي.

وتعهد الرئيس القرغيزي صدر جباروف بالدفاع عن مصالح بلاده، مؤكدا أنها لن تتنازل عن متر واحد من أراضيها.

في المقابل، اتهم حرس الحدود الطاجيكي قوات قرغيزيا بقصف نقاط عدة على الجانب الطاجيكي من الحدود، مشيرا إلى أنه رصد استقدام قرغيزيا مزيدا من قواتها لدعم مواقعها على الحدود.

وكانت قرغيزستان قالت إن القوات الطاجيكية استهدفت أمس الجمعة وسط باتكين ومحيط مطار المدينة براجمات الصواريخ، واتهمت طاجيكستان بمواصلة جلب معدات عسكرية إلى الحدود.

Sadyr Japarov - Emomali Rahmon meeting in Samarkand
رئيس قرغيزستان صدر جباروف (يسار) اتفق مع نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن على الأمر بوقف إطلاق النار (الأناضول)

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن كامشيبيك تاشييف رئيس لجنة الأمن القومي في قرغيزستان قوله إن الخسائر في صفوف الجيش كبيرة. وأضاف أن "الوضع صعب، وفي ما يتعلق بما سيحدث غدا لا يمكن لأحد أن يعطي أي ضمانات".

كما نقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" (Interfax) عن وزارة الطوارئ بقرغيزستان قولها إنه تم إجلاء أكثر من 136 ألف مدني من منطقة الصراع.

وأفاد مراسل الجزيرة في روسيا أن قادة أجهزة الأمن في البلدين بدؤوا مفاوضات على الحدود بينهما بهدف العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

في السياق ذاته، قالت منظمة معاهدة الأمن الجماعي إن من غير المقبول اللجوء للقوة لحل النزاع الحدودي بين البلدين.

ودعت الأمانة العامة للمنظمة إلى خفض التصعيد واللجوء إلى السبل الدبلوماسية لحل النزاع الحدودي.

من جهته، قال مكتب رئيس قرغيزستان صدر جباروف إن جباروف ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن اتفقا في وقت سابق على الأمر بوقف إطلاق النار، وسحب القوات خلال قمة قادة منظمة شنغهاي التي انعقدت بسمرقند في أوزبكستان.

أزمة مستمرة

وعقد البرلمان القرغيزي جلسة طارئة لبحث التصعيد العسكري على الحدود، في حين دعت موسكو لحل الصراع بين الجانبين بالطرق السياسية.

وتشهد الحدود القرغيزية الطاجيكية منذ عام 2005، وعلى طول 984 كيلومترا، اشتباكات متقطعة بسبب الخلاف على الحدود وبشأن السيطرة على المراعي ومصادر المياه، وقد سُجّل تقدم بطيء يتعلق بترسيم الحدود في السنوات الأخيرة.

وفي 28 أبريل/نيسان العام الماضي، اندلعت اشتباكات حدودية قرب مقاطعتي باتكين وليليك القرغيزيتين، استمرت يومين وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 41 شخصا من الجانبين، ونزوح نحو 10 آلاف شخص.

وبعد يومين، أعلن الطرفان وقف إطلاق للنار على الحدود، غير أن البلدين اشتبكا من جديد واتفقا على وقف لإطلاق النار جديد بعد يوم من ذلك.

وفي الثالث من مايو/أيار 2021، أكمل البلدان انسحاب قواتهما من مناطق الاشتباكات على الحدود.

وبعد أسبوعين، أعلن المسؤولون في كلا البلدين أنهم وافقوا على ضوابط أمنية مشتركة على طول الحدود المتنازع عليها.

وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، استؤنفت الاشتباكات الحدودية بين القوات القرغيزية والطاجيكية وأسفرت عن قتلى وجرحى.

وفي 14 سبتمبر/أيلول الحالي اندلعت اشتباكات حدودية بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين قتل فيها العشرات، وفق ما أعلن الطرفان.

المصدر : الجزيرة + وكالات