الشاباك الإسرائيلي يوصي بإغلاق مدن شمال الضفة الغربية

أوصى الشاباك بفرض حصار عسكري على المدن التي تنطلق منها العمليات العسكرية في الضفة الغربية (غيتي-أرشيف)

أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أوصى القيادات الأمنية والعسكرية في إسرائيل بفرض حصار عسكري على المدن التي تنطلق منها العمليات العسكرية المسلحة في الضفة الغربية.

وأعرب مسؤولون في الشاباك عن خشيتهم من انفلات غير مسبوق بين منفذي العمليات المسلحة غير المنضوين تحت راية التنظيمات الفلسطينية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تقرير الشاباك يوصي باعتماد نظامين من الحصار: أحدهما "تام ومطلق يفرض على المدن والقرى التي تصدر مسلحين لتنفيذ عمليات بشكل مكثف"، وحصار أقل تشديدا في المناطق والمدن التي تنعم بهدوء نسبي، من أجل التخفيف عن السكان والسيطرة على ما وصفه بالنشاطات المحظورة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الشاباك يوصي بفرض حصار مشدد تحديدا في منطقة جنين ونابلس، قبل فقدان السيطرة بالكامل على مدن شمال الضفة الغربية.

كما أوردت أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي أوصى بسحب تصاريح العمل والدخول إلى المناطق الإسرائيلية من سكان قرية كفردان، مسقط رأس الشهيدين اللذين قتلا ضابط إسرائيلي الليلة الماضية عند حاجز الجلمة شمال مدينة جنين بالضفة المحتلة.

وأضافت أن مثل هذه الإجراءات تخفض من حدة التوتر، وتشكل ضغطا داخليا يقلل من دوافع أقرباء منفذي العمليات من السير على خطاهم.

تشييع جنازة شهيد فلسطيني مطلع الشهر الحالي في مدينة جنين (الأناضول)

وكان الجيش الإسرائيلي حذّر من أن المنطقة مقبلة على تدهور أمني وتصعيد خطير، في ضوء تكرار عمليات مسلحة مقرها الضفة الغربية.

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن الجيش سيواصل نشاطه في الضفة وفي أي مكان آخر كلما اقتضت الضرورة.

 

اجتماع سرّي

وفي السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية -أمس الثلاثاء- عن "عقد اجتماع أمني سرّي بين مسؤولين من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين".

وأضافت "كان" أن مسؤولين اثنين في الجهاز الأمني الإسرائيلي، "واحد من الجيش وآخر من الشاباك، اجتمعا مؤخرا مع وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج"، لاحتواء التصعيد في الضفة الغربية.

وخلال اللقاء، أوضح الشيخ وفرج للجانب الإسرائيلي أن أجهزة السلطة "لا يمكنها العمل بفعالية بعد دخول الجيش الإسرائيلي مدن الضفة كل ليلة لاعتقال وقتل الفلسطينيين".

وردّ عليهم المسؤولون الإسرائيليون بأن "الوضع الأمني الحالي في الضفة الغربية غير مقبول بالنسبة لنا".

عملية الجلمة

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط في تبادل لإطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين قرب حاجز الجلمة العسكري، المعبر الشمالي لمنطقة جنين من داخل الخط الأخضر، في حين قالت مصادر محلية فلسطينية إن فلسطينيين اثنين استشهدا في الاشتباك الذي وقع فجر اليوم الأربعاء، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته ستبقي الحاجز مغلقا حتى يوم الجمعة المقبل.

 

وكان بيان عسكري أفاد بأن تبادلا لإطلاق النيران وقع في المنطقة مع مسلحَين فلسطينيين، وأن جنود الاحتلال تمكنوا من مهاجمتهما وتحييدهما، بحسب تعبيره.

ويأتي الحادث في وقت ترأّس فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد اجتماعا مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، لتقييم الموقف الأمني، خلص إلى أن المنطقة تتجه نحو المزيد من التصعيد، ولا سيما في شهر الأعياد اليهودية التي ستبدأ الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الجاري.

الضابط الإسرائيلي الذي قتل أمس في اشتباك مسلح قرب جنين بالضفة الغربية (الصحافة الإسرائيلية)

وفي مارس/آذار الماضي، أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية في الضفة الغربية سماها "كاسر الأمواج"، ومنذ ذلك الحين يقتحم الجنود الإسرائيليون المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ليلا لتنفيذ عمليات اعتقال.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في وقت سابق من هذا الشهر -بتصريح مكتوب- إن 1500 فلسطيني اعتقلوا حتى الآن منذ انطلاق العملية العسكرية.

وتتخوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من انفجار الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، في ظل استمرار عمليات القتل والاعتقال والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال في الأشهر القليلة الماضية، ووقوع اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين والجنود الإسرائيليين في بعض مناطق شمال الضفة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية