تقدم سريع للجيش الأوكراني وانسحاب للقوات الروسية وقتلى وجرحى بالطرفين
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده استعادت 6 آلاف كيلومتر مربع من أراضيها من القوات الروسية، وأكد مصدر أميركي تراجع معنويات الجنود الروس، في وقت أعلنت فيه روسيا مقتل 250 جنديًا أوكرانيًّا في خاركيف.
وقال زيلينسكي، في تسجيل فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجيش الأوكراني استعاد السيطرة على حوالي 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي من القوات الروسية، منذ أطلق هجومه المضاد مطلع الشهر الحالي، مضيفا "نحن مستمرون في التقدّم".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلأول مرة منذ بداية الحرب.. الجيش الأوكراني يصل الحدود الروسية وموسكو تؤكد عدم رفضها التفاوض
بريطانيا ترجح تلقي القوات الروسية أوامر بالانسحاب من خاركيف وزيلينسكي: لا تقدم على الأرض لولا دعم واشنطن
الكرملين يعلّق على التقدم الأوكراني وألمانيا تمتنع عن تسليم كييف دبابات قتالية
ونوّه الرئيس الأوكراني بـ"شجاعة" 3 وحدات عسكرية شاركت في هذه العملية، التي أفضت إلى أكبر مكاسب ميدانية لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس/آذار الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أميركي رفيع قوله إن قوات روسية عبرت الحدود عائدة إلى روسيا، وإن موسكو فقدت الكثير من مكاسبها في خاركيف.
وأضاف أن قرار روسيا التخلي عن معدات عسكرية أثناء الانسحاب يدل على فوضى في القيادة والسيطرة، وأن انخفاض معنويات الجنود الروس والمشاكل اللوجستية أسهمت في التراجع الروسي الأخير.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية ما يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية
حققت "تقدما كبيرا".
وأضاف "ما فعلوه خُطط له تخطيطا منهجيا للغاية، وبالطبع استفادوا من الدعم الكبير من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى".
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن إطلاق هجوم مضاد في جنوبي البلاد، وحقّق خلال الأسبوع الماضي تقدما سريعا في منطقة خاركيف شمالي شرقي البلاد، كما حقق إنجازات في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتلها روسيا والمحاذية لشبه جزيرة القرم، وأيضا في مناطق سيطرة انفصاليين موالين للروس في شرقي البلاد.
قتلى وجرحى
من جهة أخرى، قتل مدني وأصيب 4 آخرون في قصف روسي على مدينة خاركيف، في حين طلبت الإدارة العسكرية لمقاطعة خاركيف من المواطنين البقاء في الملاجئ خوفا من تجدد القصف.
وأعلن المجلس المحلي لمدينة إيزيوم أن القوات الأوكرانية سيطرت على المدينة وتجري عمليات عسكرية في كامل منطقتها.
بدوره، قال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكرانية سيرغي غايداي إن عمليات القوات الأوكرانية ستتوسع لتشمل مناطق أخرى، بينها شبه جزيرة القرم.
وخلال مقابلة مع الجزيرة، قال غايداي إن ما حققته القوات الأوكرانية من نتائج يرجع إلى استخدامها أساليب عسكرية حديثة "لم تعتد عليها القوات الروسية"، كما أكد أهمية الأسلحة التي تقدمها دول الغرب في المعارك الجارية.
الرواية الروسية
في المقابل، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن رئيس إدارة منطقة خاركيف الموالي لروسيا فيتالي غانتشيف قوله إن عدد المسلحين الأوكرانيين الذين كانوا يتجهون نحو خاركيف كان أكبر بنحو 8 مرات، فتم سحب القوات للحفاظ على الأفراد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل نحو 250 عسكريا أوكرانيا خلال غارة قواتها الجوية على القوات الأوكرانية في مدينتي كوبيانسك وإيزيوم بمقاطقة خاركيف.
وبثت وزارة الدفاع الروسية مقاطع مصورة، قالت إنها لعمليات عسكرية شاركت فيها قوات مشاة البحرية التابعة لأسطول المحيط الهادي.
وأضافت الوزارة أن الضربات استهدفت مواقع تابعة للجيش الأوكراني، دون تحديد مكانها.
في الأثناء، قالت الرئاسة الروسية إنه ليس هناك من حديث يجري الآن عن سحب القوات من محطة الطاقة النووية في زاباروجيا.
وأضاف بيان الكرملين أن العملية في أوكرانيا ستستمر إلى أن تحقق أهدافها، وأنه لا مؤشرات ولا أرضية مناسبة الآن لإجراء محادثات السلام مع الجانب الأوكراني.
وقال عضو مجلس الدوما الروسي نيكولاي نوفيتشكوف إن منطقة خاركيف لا تعتبر منطقة إستراتيجية بالنسبة للقوات الروسية؛ وإنه لم تثبت صحة الرواية الأوكرانية في السيطرة على مناطق واسعة من خاركيف.
في الشأن نفسه، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي إن أحداث أوكرانيا تظهر أن واشنطن وأتباعها يحاولون إطالة أمد الصراع عبر زيادة الأسلحة.
وأعلن فياشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود في جنوبي غربي روسيا مقتل مدني أوكراني وإصابة 4 أشخاص بجروح طفيفة جرّاء قصف أوكراني استهدف موقعا حدوديا.
مزيد من الدعم
من ناحية أخرى، قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه ناقش مع وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا تشجيع تقدم الهجوم المضاد لأوكرانيا لاستعادة وحدة أراضيها، مؤكدا أن دعم الاتحاد الأوروبي سيستمر بلا هوادة.
وأضاف أن إستراتيجية الاتحاد الأوروبي تعمل على مساعدة أوكرانيا على القتال والضغط على روسيا بفرض عقوبات عليها، ودعم الشركاء في جميع أنحاء العالم.
أما كوليبا فقال إن بوريل اتصل به للإعراب عن إعجابه واحترامه لقوات الدفاع الأوكرانية وهي تحرر المزيد من الأراضي من "الاحتلال الروسي".
وأشار كوليبا في تغريدة على حسابه، إلى أنه بحث مع بوريل طرقا إضافية يمكن أن يساعد بها الاتحاد الأوروبي أوكرانيا، للمساهمة في تقريب فرص السلام، مضيفا أنه طلب مزيدا من الأسلحة ومساعدات مالية.
على صعيد متصل، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن أوكرانيا أبدت رغبتها في الحصول على أسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها لخوض الحرب على المدى البعيد، ومنها نظام الصواريخ التكتيكية "إيه تي إيه سي إم إس" (ATACMS) البالغ مداه 190 ميلا.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس جو بايدن رفضت توفير نظام الصواريخ بسبب مخاوف من أن أوكرانيا قد تستخدمه لضرب الأراضي الروسية وإثارة صراع أوسع مع الغرب.
وأضافت الصحيفة أن القائمة الأوكرانية تتضمن 29 نوعا من أنظمة الأسلحة والذخيرة والدبابات والطائرات المسيرة والمدفعية وصواريخ هاربون المضادة للسفن، وألفي صاروخ من طراز هيمارس.