السيول تفاقم معاناة اليمنيين وباكستان تعلن عدد الضحايا وتستعد للمزيد من الفيضانات

Commuters travel through rain waters, following rains and floods during the monsoon season in Jacobabad
الفيضانات والسيول شردت أعدادا هائلة من الباكستانيين ودمرت الطرق والمنازل والمحاصيل الزراعية (رويترز)

ألحقت السيول أضرارا كبيرة بالأسر والبنى التحتية في اليمن، في حين أعلنت باكستان اليوم الخميس عن عدد ضحايا الفيضانات المستمرة منذ أزيد من شهرين، وسط الاستعداد لموجة جديدة من الأمطار في المناطق الجنوبية.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت البلاد خلال الأسابيع الماضية أثرت على 51 ألف أسرة، معظمها من النازحين.

وأضاف مكتب الأمم المتحدة في تقرير له أن محافظتي مأرب وحجة الأكثر هما تضررا، في حين لم تكتمل عمليات التقييم في باقي المناطق المتضررة.

وأشار التقرير إلى أن الأمطار الغزيرة والسيول ألحقت أضرارا بالمنازل والبنى التحتية. 

Heavy rains cause flash flooding in Yemen
اليمن شهد موجة أمطار غزيرة ألحقت أضرارا كبيرة بالمنازل والبنى التحتية (وكالة الأناضول)

دولة منكوبة

وفي باكستان، قالت وزيرة شؤون البيئة الباكستانية شيري رحمن إن نحو ألفي شخص لقوا مصرعهم جراء الفيضانات المستمرة منذ 9 أسابيع في عموم البلاد.

وأشارت رحمن إلى دمار أكثر من مليون منزل بشكل كلي أو جزئي ونحو 250 جسرا.

 وبحسب الوزيرة، فإن إقليم السند تعرض لأمطار غزيرة فاقت نسب المعدلات خلال العقود الثلاثة الماضية.

وقد أعلنت السلطات الباكستانية حالة استنفار بعد توقعات بمزيد من الأمطار والفيضانات في المناطق الجنوبية.

وتستعد مناطق جنوب باكستان للمزيد من الفيضانات اليوم الخميس مع تدفق سيل من المياه في نهر السند، مما يفاقم الدمار في دولة يشهد ثلثها بالفعل كارثة يُلقى باللوم فيها على تغير المناخ.

وقال المتحدث باسم حكومة إقليم السند مرتضى وهاب "إننا على درجة عالية من التأهب، لأن المياه المتدفقة في النهر من الفيضانات الشمالية يتوقع أن تدخل الإقليم خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأضاف وهاب أنه من المتوقع أن يؤدي تدفق نحو 600 ألف قدم مكعبة في الثانية إلى ارتفاع منسوب مياه نهر السند واختبار قدرته على استيعاب الفيضانات.

مستويات قياسية

وشهدت باكستان زيادة في الأمطار بنسبة 190% عن المتوسط في الثلاثين عاما الأخيرة.

وكان إقليم السند -الذي يبلغ تعداد سكانه 50 مليون نسمة- الأكثر تضررا، حيث زادت 466% عن المتوسط خلال الثلاثين عاما الأخيرة.

وتغمر المياه بعض أجزاء الإقليم، ولجأت مئات الأسر إلى الطرق التي أصبحت الأرض الجافة الوحيدة أمام الكثيرين منهم.

وجرفت الفيضانات منازل وشركات وبنية تحتية وطرقا، ودمرت المحاصيل المزروعة والمخزنة، وغمرت المياه حوالي مليوني فدان من الأراضي الزراعية.

وقالت الهيئة الوطنية للتعامل مع الكوارث إن حوالي 480 ألفا و30 شخصا نزحوا إلى المخيمات، لكن حتى الذين لم يضطروا لترك منازلهم يواجهون خطرا.

نداء أممي

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن "أكثر من 3 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية ومعرضون لخطر متزايد من الأمراض التي تنقلها المياه والغرق وسوء التغذية بسبب أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان الحديث".

ودعت الأمم المتحدة إلى جمع 160 مليون دولار للمساعدة في ما وصفتها بأنها "كارثة مناخية غير مسبوقة".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 6.4 ملايين شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وبدأت المساعدات في الوصول على متن طائرات محملة بالأغذية والخيام والأدوية.

المصدر : الجزيرة + وكالات