غضب في كييف.. منظمة العفو الدولية تعرب عن أسفها بعد تقرير يتهم القوات الأوكرانية بارتكاب انتهاكات

أعربت منظمة العفو الدولية أمس الأحد عن "أسفها العميق للألم والغضب" اللذين تسببت فيهما بعد نشرها تقريرا يتهم القوات الأوكرانية بارتكاب انتهاكات، إذ أعربت الحكومة عن غضبها، كما استقالت رئيسة فرع المنظمة في كييف.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان "ندافع بشكل كامل عن النتائج التي خلصنا إليها ونأسف على الألم الذي تسببت فيه".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالعفو الدولية: الجيش الروسي ربما اقترف جرائم حرب في أوكرانيا
"العفو الدولية" تدعو لمحاسبة روسيا على "جرائم الحرب" في أوكرانيا
العفو الدولية تتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا
وأشارت المنظمة، التي يقع مقرها في لندن، إلى أن أولويتها "في هذا النزاع كما في أي نزاع آخر، ضمان حماية المدنيين.. هذا هو هدفنا الوحيد عندما أصدرنا هذا التقرير".
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريرا الخميس الماضي يتهم الجيش الأوكراني بتعريض المدنيين للخطر في مقاومته الجيش الروسي، عبر نشر بنية تحتية عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان، وهو تكتيك يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، على حد تعبيرها.
تنديد أوكراني
وأثار نشر التقرير غضب كييف، إذ ذهب الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى اتهام منظمة العفو الدولية "بمحاولة تبرئة الدولة الإرهابية" الروسية عبر "المساواة بشكل ما بين الضحية والمعتدي".
وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأنه "غاضب" من الاتهامات "غير العادلة" لمنظمة العفو الدولية، والتي تشير إلى "توازن خاطئ بين الظالم والضحية".

استقالة بوكالتشوك
من ناحية أخرى، قالت رئيسة فرع منظمة العفو الدولية في أوكرانيا أوكسانا بوكالتشوك في بيان ليلة السبت الماضي "أعلن استقالتي من منظمة العفو الدولية في أوكرانيا"، معتبرة أن التقرير الذي نُشر الخميس الماضي خدم عن غير قصد "الدعاية الإعلامية الروسية".
وقالت بوكالتشوك "من لا يعيش في بلد غزاه محتلون يقسمونه قد لا يفهم معنى إدانة جيش من المدافعين".
وذكرت بوكالتشوك أنها حاولت من دون جدوى إقناع إدارة منظمة العفو الدولية بأن التقرير منحاز ولم يأخذ في الاعتبار آراء وزارة الدفاع الأوكرانية، ومع أن المنظمة أكدت أنها اتصلت بالوزارة في أواخر الشهر الماضي، إلا أنها لم تتلق ردا في الوقت المناسب قبل إصدار تقريرها.
ورأت بوكالتشوك أن منظمة العفو "أعطت وقتا قصيرا جدا" لوزارة الدفاع للرد، مضيفة "نتيجة لذلك، أصدرت المنظمة عن غير قصد تقريرا بدا أنه يدعم عن غير قصد الرواية الروسية"، وأنه "بدافع حماية المدنيين، تحوّل هذا التقرير لأداة دعاية روسية".
وأعلنت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار عن "أسفها" لاستقالة بوكالتشوك، لكنها قالت إنها "تحترم قرارها".
وتابعت "أوكسانا (بوكالتشوك) كانت عضوًا يلقى تقديرا من فريق منظمة العفو الدولية، وترأست مكتب أوكرانيا لسبع سنوات، وسجّلت العديد من النجاحات في مجال حقوق الإنسان".
توضيح المنظمة
وسبق أن أكدت منظمة العفو الدولية الجمعة الماضي أنها تتحمل بالكامل مسؤولية تقريرها، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن التكتيكات الأوكرانية لا "تبرر بأي حال من الأحوال الهجمات الروسية العشوائية" التي تصيب السكان المدنيين، مؤكدة أن "روسيا تتحمل وحدها المسؤولية عن الانتهاكات التي ارتكبتها".
وتابعت المنظمة غير الحكومية أن "قوانين الحرب موجودة لحماية المدنيين، ولهذا السبب تحث منظمة العفو الدولية الحكومات على احترامها".
وأكدت كالامار الجمعة الماضي أن استنتاجات التقرير "تستند إلى أدلة تم الحصول عليها خلال تحقيقات واسعة النطاق، وتخضع لمعايير صارمة وإجراءات تحقيق واحدة في جميع أعمالها".