مقتدى الصدر ينتقد "ثورة" أنصاره ويمهلهم 60 دقيقة للانسحاب من أمام البرلمان وإلغاء الاعتصام

أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره ساعة واحدة للانسحاب تماما من أمام البرلمان وإلغاء اعتصامهم، مقدما اعتذاره للشعب العراقي الذي اعتبره "المتضرر الوحيد مما يجري".

وانتقد زعيم التيار الصدري -في مؤتمر صحفي بالنجف- ما سماه "ثورة التيار الصدري"، كما انتقد "ثورة تشرين" من قبل، وفق تعبيره، وقال إن التيار الصدري منضبط ومطيع، وإنه سيبرأ منه إذا لم ينسحب من أمام البرلمان خلال 60 دقيقة.

كما شدد على أنه "لو جرى حل الفصائل من قبل، كما طالبنا مرارا، لما وصلنا إلى المشهد الحالي"، مؤكدا أن "العراق بات الآن أسيرا للفساد والعنف"، وأن "أفراد الحشد الشعبي لا علاقة لهم بما يحدث".

وقدم مقتدى الصدر اعتذاره للشعب العراقي الذي وصفه "بالمتضرر الوحيد مما يجري"، كما شكر القوات الأمنية التي وقفت موقف الحياد مع كل الأطراف.

وحسب ما عاينه مراسل الجزيرة، فقد شرع أنصار التيار الصدري بالانسحاب من محيط المنطقة الخضراء بعد كلمة زعيمهم.

مسؤولية أخلاقية

من جانبه، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن كلمة الصدر تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بالتوقف عن التصعيد السياسي والأمني وبدء حوار سريع.

وأضاف أن دعوة مقتدى الصدر لوقف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي.

كما قال صباح الساعدي القيادي بالتيار الصدري إن مقتدى الصدر حفظ دماء أبناء العراق حين أخفى الفاسدون رؤوسهم.

وقال صالح العراقي المقرب من الصدر إن على الفصائل المسلحة وإن كانت منتمية للحشد الشعبي الخروج من المنطقة الخضراء.

وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن موقف مقتدى الصدر هو بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير.

في السياق ذاته، رحبت نقابة الصحفيين العراقيين بدعوة الصدر، داعية الجميع إلى تبني الموقف نفسه بنبذ العنف.

بدورها، رحبت البعثة الأممية في العراق بـ"الإعلان المعتدل لمقتدى الصدر"، وقالت إن ضبط النفس والهدوء ضروريان لحل الأزمة.

واستفاقت العاصمة العراقية بغداد -اليوم الثلاثاء- على أصوات اشتباكات متقطعة وانفجارات بعد يوم دام، عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي.

وأفاد مصدر طبي عراقي للجزيرة اليوم بأن 30 شخصا قُتلوا وأصيب 700 آخرون جراء الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء ببغداد منذ أمس الاثنين، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية.

وكان أنصار مقتدى الصدر اقتحموا مبنى البرلمان واعتصموا به منذ تاريخ 30 يوليو/تموز الماضي، وذلك لمنع الإطار التنسيقي من تشكيل أي حكومة.

ووسّع أنصار الصدر اعتصامهم بتاريخ 23 أغسطس/آب الجاري، ليشمل مبنى مجلس القضاء، للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ولكن القضاء أصدر مذكرات قبض بحق 3 من قيادات التيار الصدري، أبرزهم صباح الساعدي، لينهي في اليوم نفسه أنصار الصدر اعتصامهم.

المصدر : الجزيرة