أوكرانيا تعلن اختراق الدفاعات الروسية قرب خيرسون ومفتشو وكالة الطاقة الذرية يستعدون لزيارة مفاعل زاباروجيا

أعلنت كييف أن قواتها نجحت في اختراق الدفاعات الروسية في مقاطعة خيرسون (جنوب) الأمر الذي نفته موسكو، في حين وصلت بعثة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أوكرانيا استعدادا لزيارة محطة زاباروجيا النووية التي يتبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات بقصفها.
وقال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن قوات بلاده اخترقت الدفاعات الروسية في عدة قطاعات بالخطوط الأمامية في منطقة خيرسون التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وأضاف أن القوات الأوكرانية تقصف العبّارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الأوكراني قصف مجددا جسر أنتونيفسكي ومواقع روسية أخرى في خيرسون، ودفع بتعزيزات عسكرية إلى الجبهة.
وفي سياق التطورات الميدانية، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية على الفرار، من هجوم شنته قواته قرب مدينة خيرسون بجنوب البلاد، بعد أسابيع من هدوء نسبي في جبهات الحرب.
وكانت القوات الروسية سيطرت على مدينة خيرسون وأجزاء من ريفها، كما سيطرت على أجزاء من مقاطعة زاباروجيا القريبة في بداية الحرب التي بدأتها روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
الرواية الروسية
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تصدت لهجوم أوكراني على محور خيرسون-ميكولايف في جنوب أوكرانيا.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها وجهت ضربة عسكرية على مصنع موتور سيتس في زاباروجيا جنوبي أوكرانيا، وذكرت أن المصنع المستهدف كانت تستخدمه القوات الأوكرانية لإصلاح وصيانة المروحيات العسكرية، حسب قولها.
لكن مسؤولين في السلطة المحلية المُعينة من قبل موسكو قالوا للوكالة إن وابلا من الصواريخ الأوكرانية أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تسيطر عليها روسيا.
وكانت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن القوات الأوكرانية بدأت تستعد لشن هجوم مضاد جنوبي البلاد يستهدف القوات الروسية.
وأفادت الشبكة بأن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي كان متوقعا منذ مدة طويلة سيشمل عمليات جوية وبرية.
زيارة أممية
وفي سياق متصل، وصلت بعثة مفتشي الوكالة الدولية إلى أوكرانيا في بداية مهمة ستقودهم إلى محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
ومن المرتقب أن تنتقل البعثة إلى أنيرغودار حيث تقع المحطة هذا الأسبوع لمعاينة الضرر في بنيتها وتحديد سلامة وأمن نظامها وتقدير وضع موظفيها.
وكان وزير الخارجية الأوكراني قد طالب الوفد بتوضيح حقائق ما وصفها بالانتهاكات الروسية لبروتوكولات السلامة النووية وطلب من المجتمع الدولي الضغط على روسيا للانسحاب من المحطة، متهما إياها بتعريض العالم لخطر نووي.
وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات بالمسؤولية عن قصف المحطة الذي أدى إلى فصلها عن الشبكة الكهربائية الأسبوع الماضي وتعريض منشآتها لخطر قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي.
من جانبه، أعرب الكرملين عن أمل موسكو في أن تتم مهمة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زاباروجيا النووية، وفق الإطار الذي تم الاتفاق عليه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بلاده تتنظر هذه المهمة منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن بلاده ستلفت انتباه المجتمع الدولي بأسره إلى ما سماه السلوك غير المسؤول للقوات الأوكرانية من خلال قصفها لمحطة زاباروجيا النووية، ما يعرض المنشأة النووية ومنطقة جغرافية واسعة للخطر، وفق تعبيره.
وأضاف بيسكوف أن بلاده مقتنعة بأن دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لها تأثير كبير على كييف، يجب أن تستخدمه لثنيها عن مواصلة هذا النشاط الخطير، بحسب وصفه.
بدوره، اعتبر مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن ما تقوم به روسيا حول مفاعل زاباروجيا النووي في جنوب أوكرانيا هو مقامرة شديدة الخطورة.
وقال في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ إن الوضع على الأرض في أوكرانيا يزداد سوءا.
خطة أوروبية
وفي العاصمة التشيكية براغ، اتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في اجتماع غير رسمي، على بدء العمل التحضيري بشأن خطة لتدريب القوات الأوكرانية.
وبعد المحادثات، قال بوريل إن الأمر لا يتعلق بالحرب فقط بل بكيفية خوضها وتدريب الجنود، لافتا إلى أن هناك العديد من المبادرات للتدريب، ويتعين علينا ضمان تنسيق هذه الجهود.
ولم يُكشف عن مزيد من التفاصيل، لكن، وفقا لبوريل، يمكن تدريب الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون في الحرب منذ 24 فبراير/شباط في دول الاتحاد الأوروبي.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد طرحوا قبل 6 أشهر فكرة توفير تدريب عسكري للقوات الأوكرانية، وسط نقاشات أوسع نطاقا بشأن المساعدات العسكرية أثناء المراحل المبكرة من الهجوم الروسي.
وعاد المقترح ليُطرح بقوة حاليا على جدول الأعمال، في ظل تولي جمهورية التشيك، الداعمة القوية لأوكرانيا، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي توجه جدول أعمال سياسة التكتل علاوة على تغير الوضع على الأرض تماما.
مشاكل فنية
من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي، إن روسيا تواجه مشاكل فنية في المسيّرات الإيرانية التي اشترتها من طهران خلال أغسطس/آب الجاري.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول بإدارة الرئيس جو بايدن، تأكيده أن روسيا حصلت على مسيرات إيرانية من نوع "مهاجر 6″ و"شاهد" الشهر الجاري.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم نشر هويته، أن واشنطن تعتقد أن شراء المسيّرات جزء من خطة روسية للحصول على مئات المسيرات الإيرانية، حسب تعبيره.
ولم يذكر المسؤول ماهية المشاكل الفنية التي تواجهها موسكو، لكنه قال إنها "إخفاقات عديدة"، وفق الوكالة.
في المقابل، نفت الرئاسة الروسية "الكرملين" الثلاثاء، المزاعم الأميركية بشأن شراء موسكو مسيرات إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة "تاس"، إن التقارير الصحفية الأميركية التي زعمت فيه إرسال إيران مسيرات إلى روسيا تعد "أخبارا كاذبة".
وأضاف "للأسف تنشر الصحافة الأميركية الكثير من المعلومات المغلوطة مؤخرا. أما بالنسبة لعلاقاتنا مع إيران كما تعلمون، فهي تتطور بشكل ديناميكي، وستستمر في التطور".
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شنت روسيا هجوما مستمرا على جارتها أوكرانيا خلّف أزمة إنسانية وأضر بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم، ودفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.