الاتفاق النووي.. بوريل يصف الرد الأميركي بالمعقول وإيران تتمسك بإغلاق تحقيقات وكالة الطاقة الذرية

EU and Western Balkans leaders meet in Brussels
بوريل: الاتفاق النووي الإيراني في تقدم (رويترز)

أكد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتفاق النووي الإيراني في تقدم، واصفا الرد الأميركي على مقترحات طهران بالمعقول للغاية، بينما طالبت إيران مجددا الخميس بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف مواقع غير معلنة يشتبه بأنها شهدت أنشطة نووية كشرط للتوصل لاتفاق.

وقال بوريل "لديّ خبر جيد، الاتفاق النووي في تقدم، وقيل لي إن واشنطن بعثت ردا على المقترح الإيراني، ويمكنني وصف الرد الأميركي بالمعقول، وهذا ينقل الكرة من جديد إلى طهران".

وأضاف بوريل أن روسيا لا يروقها كثيرا إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب، لأنه في حال نجاح الاتفاق النووي سيدخل النفط الإيراني بدل الروسي إلى الأسواق.

وجاء الرد الأميركي بعد أكثر من أسبوع من إرسال طهران ردها على ما وصفه بوريل بالنص النهائي لإحياء الاتفاق النووي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية نهائيا، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر للرد عليه، أملا في تتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف العام.

شروط إيرانية

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران جادة في حل القضايا العالقة بخصوص اتفاقيات الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولسنا مستعدين على إبقاء بعض الاتهامات الواهية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليتم تكرار هذه المزاعم.

وكانت إحدى النقاط الأساسية التي طالبت بها طهران هي إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية، وهي مسألة أثارت توترا مؤخرا بين الطرفين.

وأضاف عبد اللهيان في لقاء مع الجالية الإيرانية في تنزانيا، أنه يمكن عقد اجتماع لتوقيع اتفاق بفيينا في حال كان الرد الأميركي يحترم خطوط إيران الحمراء، حسب تعبيره.

وفي وقت سابق الخميس، أوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران أكدت لكافة أطراف الاتفاق النووي أنه من الضروري حل ما وصفها بالقضايا السياسية الملفقة والمتعلقة بالضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أي اتفاق.

وأضاف عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أن طهران أثبتت جديتها عمليا في التوصل لاتفاق وصفه بالقوي والمستدام وأنها تعكف حاليا على دراسة الرد الأميركي لإحياء الاتفاق النووي.

وانتقد عبد اللهيان ما سماه التغاضي عن عدم انضمام إسرائيل لمعاهدة الحد من الانتشار النووي ورفضها وضع منشآتها النووية ضمن اتفاقيات الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

من ناحيته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأمين العام تحدث مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان هاتفيا بشأن استئناف الاتفاق النووي، وإنه أكد على أهمية عمل جميع الأطراف من أجل إعادة إحياء الاتفاق.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها بدأت دراسة دقيقة للرد الأميركي على ملاحظاتها لحل القضايا العالقة في المفاوضات النووية، وقالت الخارجية الإيرانية إنها ستبلغ المنسق الأوروبي رأيها بعد الانتهاء من ذلك.

من جهته، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي -في تغريدة على تويتر- إن فكرة الرد الحازم من الولايات المتحدة خاطئة، وإن إيران حققت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية وكذلك في الأيام الأخيرة، وفق تعبيره.

ترقب أميركي

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون بيير، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لجميع السيناريوهات سواء تحققت العودة المتبادلة للاتفاق أم لا.

وأضافت في تصريحات خلال لقائها الدوري مع وسائل الإعلام أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوافق على الاتفاق إذا قرر أنه يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي.

وأشارت بيير إلى أن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل للعودة إلى الاتفاق النووي وأن واشنطن ستواصل إجراء المحادثات بهذا الشأن.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن مساعي إحياء الاتفاق النووي لم تتمكن من سد بعض الفجوات خلال الأسبوعين الماضيين لأن إيران تقدمت بمطالب إضافية.

وأوضح في لقاء مع شبكة "سي إن إن" (CNN) أن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا أقرب اليوم، لكنهما لم تتوصلا إلى الاتفاق بعد.

وأكد برايس أن الاتفاق النووي يتعلق بشيء واحد، وهو التأكد بشكل دائم وقابل للتحقق من أن إيران لن تحصل على أي سلاح نووي.

ترحيب قطري

على صعيد متصل، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني على أهمية التوصل لاتفاق عادل للجميع يأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف.

وأكد خلال مكالمة مع نظيره الإيراني أن التوصل لاتفاق يصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة.

الموقف الإسرائيلي

وأفاد بيان من القيادة الأميركية الوسطى بأن الجنرال مايكل كوريلا التقى أمس الخميس وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في مقر القيادة بتامبا في ولاية فلوريدا، حيث ناقش الجانبان قضايا أمنية ذات اهتمام  مشترك.

من جهته، قال غانتس إنه بحث في مقر القيادة الأميركية الوسطى التعاون الأمني ​​بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة في مواجهة إيران.

وفي وقت سابق، قال غانتس إنه يتوجه للولايات المتحدة في زيارة مهمة؛ الغرض منها إيصال رسالة واضحة بخصوص المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.

وأضاف غانتس -في تغريدة على تويتر- أن أي اتفاق لن يعيد قدرات إيران إلى الوراء ولن يتركها مقيدة لسنوات عدة قادمة، من شأنه أن يضر الأمن العالمي والإقليمي.

في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إن بلاده ستعمل بكل الطرق لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية.

وقال مكتب لبيد إنه عقد اجتماعا مع رئيس الموساد ديفيد برنيع تناول فيه مخاطر العودة للاتفاق النووي.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الموساد أن واشنطن تسارع لتوقيع الاتفاق النووي، وهي تعرف أنه كذب مطلق ويتعارض مع العقل.

المصدر : الجزيرة + وكالات