الحرب تدخل شهرها السابع.. واشنطن تعلن مساعدات لأوكرانيا بالمليارات وروسيا تعد الصراع ذريعة لاستنزافها

بالتزامن مع احتفال أوكرانيا بعيد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية بنحو 3 مليارات دولار لدعم كييف في حربها مع روسيا، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساعدات إضافية لدى وصوله العاصمة الأوكرانية في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.

وقال بايدن اليوم الأربعاء -في بيان- إن "الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بدعم الشعب الأوكراني في نضاله للدفاع عن سيادته".

وأوضح البيت الأبيض أن المساعدات العسكرية الجديدة -التي تبلغ قيمتها 2.98 مليار دولار- ستتيح لأوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخائر وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة رادار، لضمان قدرتها على مواصلة الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.

وتعد هذه أكبر حزمة من المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لكييف منذ بدء الحرب الروسية قبل 6 أشهر، وتأتي في الوقت الذي يحذر فيه مسؤولون أميركيون من أن روسيا تخطط على ما يبدو لشن هجمات جديدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية الأوكرانية في الأيام المقبلة.

وفي المجمل، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا قيمتها نحو 10.6 مليارات دولار منذ تولي بايدن الرئاسة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مجلس الأمن القومي أن بايدن سيجري اليوم اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

دعم بريطاني

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني -الذي وصل كييف اليوم الأربعاء- عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تتضمن نظما صاروخية قيمتها 54 مليون جنيه إسترليني.

وقال جونسون -في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي- إن بريطانيا ستستمر في الوقوف إلى جانب أصدقائها الأوكرانيين، وإن بإمكان كييف أن تنتصر في الحرب.

ورأى جونسون أن الرئيس الروسي قلل من أهمية أوكرانيا ومن الثمن الذي يدفعه المجتمع الدولي لدعمها.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلى مقاومة "أي محاولة لتطبيع العلاقات مع روسيا".

من جهة أخرى، نقلت صحيفة "ذي إندبندنت" (The Independent) عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قوله إن روسيا تجد نفسها في وضع هش للغاية بعد 6 أشهر من الحرب في أوكرانيا.

وأضاف الوزير البريطاني أن أوكرانيا يمكنها أن تستعيد بعض الأراضي قريبا، مشيرا إلى الروح المعنوية المرتفعة لدى الجنود الأوكرانيين، حسب وصفه.

وقال بن والاس إن تقدم روسيا بات "يقاس بالأمتار في الأسبوع وليس بالأميال" بعد فشل قواتها في الاستيلاء على كييف.

واحتفلت أوكرانيا اليوم بمرور 31 عاما على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي الذي هيمنت عليه روسيا. ووافق يوم الاستقلال مرور 6 أشهر على بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي.

وعرضت الحكومة خلال الاحتفال آليات روسية مدمرة وأخرى تُركت في أرض المعركة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة كييف، وقال مسؤولون أوكرانيون إن هذا العرض ردّ على التصريحات الروسية في بداية الحرب بأن قواتهم ستدخل كييف.

نقاشات بمجلس الأمن

وتعهد الرئيس الأوكراني -خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث التطورات في أوكرانيا- بالانتصار في الحرب وعدم قبول أي تسوية تسمح لموسكو بتحقيق مكاسب إقليمية.

وطالب زيلينسكي -في كلمته عبر الفيديو- مجلس الأمن بإرسال بعثة لتقصي الحقائق في مقتل أسرى حرب في أوكرانيا، حسب قوله.

وقال الرئيس الأوكراني "روسيا لا تمتثل للاتفاقيات الدولية المعنية بأسرى الحرب، وهذا ما نؤكده اليوم. الجيش الروسي قتل بشكل متعمد أسرى الحرب في بالانيفكا".

من جهتها، قالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة إن القصف العشوائي للمناطق المدنية قد يشكل جرائم حرب، وإن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإلى حماية المدنيين فيها.

ووصفت ديكارلو وضع سجناء الحرب على الجانبين الروسي والأوكراني بالمقلق.

 

"استنزاف إستراتيجي"

من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الصراع في أوكرانيا مجرد ذريعة، أما الهدف المعلن للولايات المتحدة والمتعاونين معها فهو الاستنزاف الإستراتيجي لروسيا للقضاء على المنافسة.

وأضاف وزير الدفاع الروسي -خلال مشاركته في اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في طشقند عاصمة أوزبكستان- أن الولايات المتحدة وحلفاءها مستمرون في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، ورأى أن ذلك سيزيد عدد الضحايا ويطيل أمد الصراع هناك.

واتهم شويغو وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بتمويل أكثر من 30 مختبرا بيولوجيا أوكرانيا تم فيها تطوير مكونات لأسلحة بيولوجية، حسب قوله.

وفي تطورات ميدانية، قالت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) إن 5 مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون خلال 24 ساعة الماضية جراء قصف أوكراني استهدف مناطق خاضعة لسيطرتهم.

وأضافت السلطات أن حريقا اندلع في مجمع تجاري كبير إثر قصف مدفعي أوكراني.

وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين، وأجبرت أكثر من ثلث سكان أوكرانيا (البالغ عددهم 41 مليونا) على ترك منازلهم، ودمرت مدنا وهزت الأسواق العالمية التي يعتريها الجمود إلى حد بعيد مع عدم وجود احتمال فوري لمحادثات سلام.

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- وسعت القوات الروسية سيطرتها إلى مناطق في الجنوب، منها سواحل البحر الأسود وبحر آزوف وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي تضم مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات