قيادي مقرب من مقتدى الصدر: الثوار سيخطون خطوة مفاجئة وسقوط النظام الحالي في العراق لا يحلو للبعض

معتصمو التيار الصدري انسحبوا من أمام مقر مجلس القضاء الأعلى (الجزيرة)

قال صالح محمد العراقي، المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إن من سماهم بـ"الثوار" سيخطون خطوة مفاجئة أخرى، في إشارة إلى الاعتصام أمام مجلس القضاء الذي نُفّذ أمس الثلاثاء، إذا ما قرّر الشعب الاستمرار بالثورة، حسب المقرب من الصدر.

وبيّن العراقي، في تغريدة، أن أكثر ما أزعج خصوم التيار هو المطالبة بتنحّي رئيس مجلس القضاء فائق زيدان الذي يعدّ الداعم الأكبر للإطار التنسيقي.

وقال إن الإطار التنسيقي يعدّ القضاء الحامي الوحيد، واستمرار الاعتصام يعني أنهم لن يستطيعوا تشكيل حكومة، مضيفا أن سقوط النظام الحالي لا يحلو للبعض وعلى رأسهم السفارة الأميركية.

وأوضح أن الأغلبية مجمعة على أن الفساد ضرب المؤسسة القضائية ومنذ 20 عامًا، مبيّنا أنه يتوقع أن القضاء سيحاول كشف بعض ملفات الفسـاد تجنبا لاعتصام آخر، حسب رأيه.

وقال العراقي إن "أبواق السلطة تعالت ضد الثورة حين اعتصمنا أمام مجلس القضاء خشية كشف ملفات فسادهم"، معتبرا أن تعليق عمل القضاء لم يكن دستوريا، وأن القضاء "يحاول إبعاد الشبهات عنه بطريقة غير قانونية"، حسب قوله.

انتهاء الاعتصام

من جهته، قال مجلس القضاء الأعلى في العراق إنه قادر على التصدي لأي قضية ضمن القوانين النافذة.

وأنهى أنصار التيار الصدري اعتصامهم أمام مقر مجلس القضاء الأعلى في المنطقة الخضراء وسط بغداد بدعوة من زعيم التيار مقتدى الصدر، وذلك بعدما باشروا -صباح أمس الثلاثاء- نصب خيامهم أمام المبنى لتوسيع اعتصامهم الذي دخل أسبوعه الرابع.

وسرعان ما أعلن مجلس القضاء الأعلى -في بيان له- استئناف عمل المحاكم في عموم المحافظات بعد تعليقه، احتجاجا على الاعتصام.

من جانبه قال رئيس تيار الحكمة والقيادي في الإطار التنسيقي في العراق، عمار الحكيم، إن الأحداث الجارية أثرت بشكل سلبي كبير على أوضاع البلاد، وأضرت بالمواطنين وعطلت مصالحهم، وخاطرت بسمعة العراق أمام الرأي العام العالمي، على حد تعبيره.

ودعا الحكيم -في تغريدة على موقع تويتر- القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية إلى إبقاء الخلافات في أطرها السياسية وحفظ الرموز الوطنية والمقامات وهيبة مسؤولي الدولة والرئاسات، معتبرا ذلك خطوة مهمة في مسار بناء الدولة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

 

وكان  الإطار التنسيقي، الذي يستمر مؤيدوه في اعتصامهم عند جسر المعلق للأسبوع الثاني، قال بوقت سابق إنه سيوقف أي حوار مباشر مع التيار الصدري ما لم يتراجع التيار عما وصفه باحتلال مؤسسات الدولة.

مواقف سياسية

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن القوى الأمنية والعسكرية لن تنجر إلى الصراعات السياسية، ولن تكون طرفا فيها، وسيبقى واجبها دوما حماية العراق ومقدراته، وقدسية الدم العراقي، على حد تعبيره.

وأكد الكاظمي، وفق بيان صادر عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، منع إصدار المؤسسات الأمنية والعسكرية أي بيان ذي طابع سياسي أو يمثل تجاوزا وإيحاء بعدم التزام أي مؤسسة بالسياق العسكري والأمني المعمول به.

في السياق ذاته، أعربت هيئة الحشد الشعبي عن استعدادها للدفاع عن مؤسسات الدولة وحرصها ألا تكون طرفا في أزمة سياسية، ودعت الهيئة -في بيان- حكومة تصريف الأعمال إلى تحمل مسؤوليتها في حماية مؤسسات الدولة الدستورية.

وحذرت من محاسبة المخالفين، داعية مفاصل الهيئة كافة إلى عدم الدخول بالمعترك السياسي، والالتزام بالواجبات المكلفة بها ضمن مسؤولياتها.

وضمن المواقف السياسية أيضا، قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، إن العراق لم يعد يتحمل المزيد من الأزمات الصعبة والأوضاع المتوترة، وقال إن استمرارها أكثر سينتهي بالإضرار بكل شعب العراق.

وشدد بارزاني على حاجة العراق إلى حوار وطني جاد ومسؤول بين الأطراف السياسية، في سبيل الوصول إلى حل قائم على أساس الدستور.

المصدر : الجزيرة