رد أميركي متوقع اليوم.. رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: يجب إنهاء ملف المواقع النووية المزعومة قبل أي اتفاق محتمل

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إنه لا يوجد لدى إيران مواقع نووية غير معلنة وإن المزاعم بهذا الشأن ليست جديدة، مؤكدا أن "على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إغلاق ملف المواقع النووية المزعومة قبل تنفيذ أي اتفاق"، في الأثناء نقلت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) عن مصادر أن الرد الأميركي على مسودة الاتفاق النووي مع إيران متوقع اليوم الأربعاء.
وأشار إسلامي إلى أنّ الدعاية الإعلامية ضد إيران هدفها سياسي للتأثير على المفاوضات النووية، مضيفا أن "الرد الإيراني بشأن المواقع المزعومة كان واضحا وعلى الطرف المقابل اتخاذ القرار".
وذكر إسلامي أنّ إيران ستقبل برقابة على برنامجها النووي في إطار ما جاء بالاتفاق النووي بدون زيادة أو نقصان وفق تعبيره. مؤكدا أن إيران ستلتزم بالقيود على برنامجها "وفق الاتفاق النووي حال التزام الآخرين بتعهداتهم".
الحرس الثوري
وعلى صعيد آخر قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي، إن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية لم تكن شرطا مسبقا لإتمام الاتفاق النووي.
وأضاف في تغريدة أن برنامج إيران النووي لن يفكك ولن يتم تنفيذ أي صفقة قبل أن يغلق نهائيا مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف البرنامج النووي الإيراني وما وصفها بالاتهامات الكاذبة.

الرد الأميركي والأوروبي
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن رد الولايات المتحدة بشأن مسودة الاتفاق النووي مع إيران متوقع اليوم الأربعاء، مضيفين أنه بعد رد واشنطن ستكون هناك حاجة على الأرجح للعودة إلى فيينا من أجل جولة أخرى من المفاوضات.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن الاتفاق مع إيران سيعيد وضع نظام تفتيش أكثر صرامة يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وسيمكّن من نشر مفتشين في الميدان لرؤية ما يقوم به الإيرانيون.
وأضاف في لقاء مع شبكة "فوكس" (FOX) الأميركية أن الولايات المتحدة تتفهم مخاوف إسرائيل، لكن الرئيس جو بايدن يعتقد أن أي مشكلة في الشرق الأوسط سيصعب حلها في ظل وجود إيران مسلحة نوويا.
وأشار إلى أن واشنطن تريد عودة إيران إلى هذه الصفقة من أجل القضاء على إمكانية امتلاك طهران للسلاح النووي، مؤكدا أن الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدما لتحقيق نتيجة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء أكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم نشر اسمه، إنّ إيران وافقت خصوصا على التخلي عن مطلبها المتعلق بعرقلة بعض عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في منشآتها النووية.
ولم يوضح المسؤول ما عمليات التفتيش التي قدّمت إيران تنازلات بشأنها، علما أنّ هذه المسألة تعد بالغة الحساسية بالنسبة إلى طهران وواشنطن على حدّ سواء.
وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أعلن أمس الثلاثاء، أنه من الممكن التوصل لاتفاق نووي مع إيران، هذا الأسبوع.
وقال بوريل، في تصريح لإذاعة "تي في إي" (TVE) الإسبانية، إن إيران ردت على المقترح الأوروبي، الأسبوع الماضي، حيث "وافقت عليه مع إجراء بعض التعديلات". مضيفا أن "غالبية" الدول المعنية في مفاوضات إحياء الاتفاق وافقت على التعديلات الإيرانية.
"الأمن القومي الأميركي" وقلق إسرائيلي
من جهته، قال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، تيد كروز، إن العودة للاتفاق النووي الإيراني ستكون لها آثار كارثية على الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها وأمن الأميركيتين، على حد تعبيره.
وأضاف كروز في بيان أن عشرات الآلاف سيموتون بسبب ما وصفه بالإرهاب الإيراني الذي ستوفره هذه الاتفاقية، وأن عشرات الملايين قد يموتون بسبب الترسانة النووية التي ستوفرها الاتفاقية أيضا لطهران، وفق تعبيره.
وفي هذا الإطار، يجري وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، غدا الخميس، زيارة أمنية سياسية إلى الولايات المتحدة تستغرق يومين يبحث خلالها مسألة توقيع اتفاق بين واشنطن وطهران، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن غانتس سيتناول في لقاءاته بواشنطن مسألة "كيفية ضمان عدم تدفق الأموال الكبيرة التي سيتم الإفراج عنها للإيرانيين على مليشياتهم واستخدامها في حملة إرهابية"، على حد تعبير الصحيفة.
وادعت الصحيفة أن إيران تحول اليوم نحو نصف مليار دولار إلى حزب الله، مضيفة بالقول "حال توفرت لها عشرات المليارات قريبا، فستتمكن (إيران) من مضاعفة دعمها لحزب الله، وكذلك للجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن".