حرب أوكرانيا تنهي شهرها السادس.. زيلينسكي يتعهد باستعادة السيطرة على القرم وروسيا تواصل التقدم شرقا

Ukraine's President Volodymyr Zelenskiy attends a raising ceremony of the country's biggest national flag to mark the Day of the State Flag in Kyiv
زيلينسكي شارك في مراسم رفع العلم بذكرى اليوم الوطني وتعهد أن يرفرف علم أوكرانيا في جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتا (رويترز)

تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن يرفرف علم أوكرانيا في جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، في حين نفذت روسيا ضربات مدفعية وجوية في مناطق عدة بمدينة زاباروجيا، وفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية.

وشارك زيلينسكي في رفع العلم الأوكراني في النصب التذكاري في كييف للاحتفال باليوم الوطني اليوم الثلاثاء، قائلا إنه علم أوكرانيا الأزرق والأصفر سيرفرف مرة أخرى في المكان الذي يجب أن يكون فيه.

وأكد زيلينسكي أن محاولات تزوير التاريخ لن تنفع، وأن بلاده لن تعترف بأي أعلام أخرى فوق الأراضي الأوكرانية، وبينها القرم ودونيتسك ولوغانسك.

وشدد خلال القمة المخصصة للقرم على أن شبه جزيرة القرم جزء من أراضي أوكرانيا، وأنه لن يقبل بغير استعادة السيطرة عليها كاملة.

وأضاف أنه يجب الفوز في الحرب على روسيا وتحرير القرم من الاحتلال الروسي؛ لأن ذلك سيعزز الأمن في أوروبا، حسب قوله.

وأوضح أن كييف تواصل صرف المعاشات للمتقاعدين في القرم وتدرس كيفية استعادة الحياة الطبيعية فيها بعد طرد المحتل الروسي.

وتشارك نحو 60 دولة ومنظمة دولية في قمة منصة القرم الثانية التي انطلقت أعمالها اليوم الثلاثاء.

تدمير مخازن ذخيرة

من جهتها، أعلنت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية تدمير مخازن ذخيرة ومواقع لقوات الدفاع الجوي الروسي في المناطق التي تحتلها جنوبي البلاد، في حين أبدت واشنطن قلقها إزاء ما وصفته بالتهديد المستمر الذي تشكله الضربات الروسية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

ومع انتهاء الشهر السادس من الحرب على أوكرانيا، واصلت روسيا التقدم على جبهة باخموت في الشرق، وأعلنت الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في خيرسون إصابة 15 شخصا جراء قصف أوكراني استهدف جسر إنتونوفسكي قرب المدينة (جنوب أوكرانيا) الذي يستخدم لأهداف مدنية، حسب قولها، موضحة أن من بين المصابين عددا من عمال الصيانة.

وفي مقاطعة دنيبرو، جددت القوات الروسية قصفها لمدينة نيكوبول الواقعة على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمفاعلات زاباروجيا النووية، وأعلنت الاستخبارات البريطانية أن الجيش الروسي يبني جسرا عائما فوق نهر دنيبرو لربط منطقة خيرسون بشرق أوكرانيا.

وفي الجبهة الشرقية أيضا، قصفت القوات الروسية بالصواريخ والمدفعية مدينة كراماتورسك، العاصمة الإدارية المؤقتة لمقاطعة دونيتسك الأوكرانية، وضواحيها.

بدورها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت مناطق مختلفة في مدينة زاباروجيا، وشنّت طائراتها غارات على عدد من البلدات القريبة من خط جبهة القتال.

وكانت روسيا قد فرضت سيطرتها على محطة زاباروجيا النووية، وأخيرا شهد محيطها هجمات وقصفا تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنهما.

وتعدّ زاباروجيا المحطة الكبرى في أوروبا، وتضم 6 مفاعلات نووية، وتوفر نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 5700 ميغاوات/ساعة.

وفي خاركيف، أطلق الجيش الروسي صواريخ على أحياء المدينة، وقصف بلدات قريبة من الحدود بين البلدين، وفق حاكم المقاطعة.

من جهتها، أعلنت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية تدمير مخازن ذخيرة ومواقع للدفاع الجوي الروسي في المناطق المحتلة جنوب البلاد، كما هاجمت طائرات أوكرانية مواقع عسكرية في منطقة عمليات الجنوب، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوية صاروخا بعيد المدى أطلقته روسيا باتجاه أوديسا، وفق ما أعلنه الجيش الأوكراني.

قلق أميركي وتحذير

في الأثناء، أبدت واشنطن قلقها إزاء ما وصفته بالتهديد المستمر الذي تشكله الضربات الروسية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وقالت السفارة الأميركية في كييف، في رسالة نشرتها على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إن لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تكثف جهودها لضرب البنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية في أوكرانيا في الأيام المقبلة.

ودعت السفارة مواطنيها إلى "مغادرة أوكرانيا بدءا من الآن عبر وسائل النقل البرية الخاصة المتوفرة".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قال -أمس الاثنين- إن الوزارة استدعت السفير الروسي أناتولي أنتونوف لإبلاغه بتحذير من أي تصعيد للحرب على أوكرانيا، وبالأخص ما يتعلق بالمنشآت النووية.

وأكد أن التحذير تضمّن دعوة موسكو إلى وقف جميع العمليات العسكرية في المنشآت النووية الأوكرانية أو بالقرب منها، وإعادة السيطرة الأوكرانية الكاملة على محطة الطاقة النووية زاباروجيا.

دعم بولندي

على صعيد آخر، وصل اليوم الثلاثاء الرئيس البولندي أندريه دودا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولإعادة تأكيد عزم بولندا على مساعدة أوكرانيا لمواجهة روسيا، لا سيما عبر فرض عقوبات على موسكو.

وأعلن حرس الحدود الأوكراني -عبر تطبيق تليغرام – أن "الرئيس البولندي أندريه دودا وصل إلى كييف… نستقبل صديقنا في العاصمة!"، مرفقا النص بمقطع فيديو يظهر فيه استقبال دودا في محطة القطار.

Ukraine's President Zelenskiy welcomes Poland's President Duda in Kyiv
زيارة دودا (يسار) إلى كييف ولقاؤه زيلينسكي يأتيان في إطار مبادرة منصة القرم (رويترز)

وقال رئيس الإدارة الرئاسية البولندية بافيل شروت، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن الرئيسين سيبحثان "الطريقة التي يمكن بها لبولندا أن تساعد، بما في ذلك على المستوى السياسي، في إقناع دول أخرى بتقديم دعمها ومواصلة ذلك"، مؤكدا أن وارسو ستشدد على ضرورة معاقبة موسكو "بإجراءات تقييدية حاسمة" من شأنها أن تجعل المواطنين الروس "يدركون العدوان الخطر الذي ترتكبه بلادهم".

وتأتي زيارة دودا إلى كييف في إطار مبادرة قمة "منصة القرم" التي تعقد اليوم الثلاثاء، ويشارك فيها نحو 60 دولة ومنظمة دولية، وهي مبادرة دبلوماسية أسسها زيلينسكي خريف العام الماضي، بهدف التنسيق الدولي ومناقشة قضايا شبه جزيرة القرم.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا شدد على أهمية عقد قمة القرم، التي عقدت أول مرة 24 أغسطس/آب 2021 في الذكرى 30 لاستقلال أوكرانيا، مشيرا إلى استخدام روسيا شبه الجزيرة كقاعدة عسكرية لشنّ هجماتها وزعزعة استقرار العالم بأسره، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات